لقد كثر اللغط وعلت الأصوات صياحًا بين الفصائل بعضها البعض وانتقلت العدوى إلى العوام حتى أفردوا إلى حلبات نقاشاتهم أوقات لو استغلت لقيام كل منهم بدوره تجاه دفع حركة الإنتاج أو السعي وراء لقمة العيش لتغير المشهد بكامله ولكن هي مرحلة الصدمة التي نعيشها من جراء انتفاضة يناير وتولى فريق كان قابعًا خلف الأسوار وفى ظلام القهر مقاليد الحكم في ظل غياب تام لكافة القوى السياسية المدعية بأن لها تواجدًا بين جموع الشعب حيث أثبتت التجارب أنهم بعيدون كل البعد عنهم وظهر ذلك جليًا في نتائج الصندوق في مختلف الأوقات والظروف سواء في الاستفتاءات أو الانتخابات التشريعية أو حتى مرورًا بالانتخابات الرئاسية بظروفها الخاصة والملتبسة مما أدى بهؤلاء المدعين أو البعض منهم إلى البدء في اتخاذ مبدأ عجيب وهو الصوت العالي ودس الأكاذيب بين جموع الشعب تحت ستار حرية التعبير عن الرأي ولكن نظرًا للموروث الثقافي لأهل المحروسة لم ينخدعوا بكثير من الأكاذيب التي تم دسها وترويجها، ولكن نظرًا لأن التحديات أمام أهل المحروسة كبيرة بل ادعى أن التحديات الحالية تفوق ما تعرضت له الأمة طوال تاريخها لأن الالتباس الحالي قد مس العقيدة نفسها، فهل هذا زمن يعتزل الرجل الناس ويلزم بيته متخذًا سيفًا من خشب أم عليه المواجهة والتصحيح نصرة لله ولرسوله؟ فهذا ما أثرنا أن نكون عليه حتى نلقى الله إما بالنصر أو الشهادة. كان ضروريًا أن نسهب حتى يمكننا أن نوجز قولنا بأن الساحة لم تفرز الأفضل والأخطاء التي وقع فيها أتباع الإسلام السياسي أخطاء أساءت إلى المشروع الإسلامي بدءًا من نواب الكذب والفعل الفاضح ومرورًا بالتنطع الزائد فى غير وقته وغير محله من البعض وانتهاءً بالاملاءات الأمريكية التي ظهرت جليه في تصريحات أكثر الناس ظهورًا إعلاميًا وانضباطًا قبل انتفاضة يناير وهو أكثرهم ثرثرة بدون منهجية بعد الانتفاضة ولديه إسهال من التصريحات مما وضع إخوانه فى مأزق إما إقالته والتضحية بتاريخه ونضاله أو الإبقاء عليه مع تحمل النقد والمسئولية التي من شأنها فقد التأييد والحشد الشعبي قبيل الانتخابات. ولم يقف الأمر عند واحد من الجماعة بل تعدى الأمر برمته إلى الجماعة ذاتها فهي على المحك بعد اتهامات الضاحى لها بتهديد أمن بعض دول الخليج وإن كانت الصورة واضحة تمامًا فهي لا تمت بأمن دول الخليج بل في المقام الأول الحفاظ على الكيان الاقتصادي الغربي الكامن في دبي بل الإمارات كلها دولة أصبحت كالمالك لأرض تمارس عليه كافة الأنشطة مقابل إيجار وقد قاربت على فقد هويتها لولا هؤلاء المنتمون إلى الفكر الإسلامي من التنظيمات الجامعية بالإمارات وهم أهل البلد لا شأن للجماعة بهم فقد أصبحوا هم فصيل الدفاع الأول والأخير عن هوية هذا البلد الشقيق وأهل الإمارات يعلمون ما يحاك ضد هؤلاء ولكن نظرًا للالتباس في المشهد السياسي بأكمله فقد زج بأعضاء من الجماعة في السجن في بالونة اختبار غربية سلطوية إماراتية فما كان من الطرف الآخر إلا أن هرول متناسيًا مكانته ومكانة مصر متجاهلًا أن هذه الأمور لابد وأن تحل في الصالونات المغلقة وليس بميكروفونات الصياح التي تناوبها كل أعضاء الجماعة حتى كدنا نفقد عقولنا, هل سيتم استبدال شعب المحروسة بالشعب الإخواني أم إنهم شعب واحد لا تفرقه فيما بينهم إلا بمن يقدم ويشمر عن سواعده لخدمة أرض المحروسة ونبتها وليس الولاء الأعمى لفكرة أو جماعة أو حتى أيديولوجيه مفرقة! فلا تفرقوا بيننا وبين إخواننا في الإمارات ودعوا التحقيقات تأخذ مجراها حتى نتبين الحقيقة ولا داعي للتصريحات العنترية والتصعيد إياه كما حدث سابقًا مع الجزائر بسبب كرة القدم والآن يحدث بسبب مباراة السلطة والخلافة مع الإخوان. هلموا أهل المحروسة ليناقش كل منا دوره ويشمر عن ساعده دفعًا لحركة الإنتاج ولا ننخدع بهؤلاء ولا هؤلاء فما حاك ظهرك مثل ظفرك. وليتقدم من يرى فى نفسه القدرة على القيادة والأخذ بيد أهل المحروسة الطيبين إلى بر الأمان ولا يردد مثلما يردد البعض من أن الأخطاء نتيجة قلة خبرة أو خلافه فقد تربينا تربية يستطيع الشبل منا أن يدير قارة بأكملها طالما فعلت الأدوات التي زرعت فينا باتباع الحبيب ونبذ الفرقة والسعي الدائم وراء التوحيد وتقديم الأفضل حتى وإن كان على غير هوانا أو من خارج الجماعة!!!. فأهل المحروسة أولى أن ينتفضوا بحسن الاتباع وقبول التحدي وهم قادرون على ذلك في ظل الظروف السياسية الحالية التي أدعوا الله أن يستغلها القائمون بحكمة حتى نستطيع الخروج من نفق الغضب المخرج عن العقل إلى الدائرة الأوسع بقبول التحدي نحو البناء والتنمية تحقيقًا للحرية والعدالة لتصبح مصر القوية هى الوطن الذي يشع منه النور نحو الأصالة ... ها قد حان الوقت فإلى الإمام يا بلادي... فاسلمي اسلمي يا بلادي ولك منى السلامة. م / عصام العباسى استشارى هندسى ومحكم دولى. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]