تأتى الخطبة التاريخية عن (مصر) التى ألقاها الشيخ الفاضل الدكتور محمد العريفى فى وقت أصابت فيه (الهزيمة النفسية) الكثير بسبب (إعلام فاجر) تخصص فى زرع الفتن والخراب واليأس فى نفوس المصريين.. تأتى هذه الخطبة كسهم قوى فى صدر (بعض العرب المتآمرين) الذين يفرحون بضعف مصر ويظنون أنهم يتقدمون حين تتراجع، وما علموا أن فى ضعفها هلاك الجميع، لو كان لديهم وعى بالتاريخ والزمان والمكان!! إنها صفعة قوية ل(النخبة الأمية) بمصر التى لا تجيد إلا النحيب وحرق الأرض!! إننا نحتاج لهذه النوعية من الدعاة (ذوى الحس العالى) بالقضايا الكبرى للعالم الإسلامى والذين يُقَدِّرون الأخطار والمؤامرات التى تقترب منه.. وينظرون للإسلام فى الأرض بمعناه الواسع الشامل وبمنظار 360 درجة فى حين لا يتخطى المنظار الضيق الهزيل للبعض الآخر 20 درجة على الأكثر!! وهذا هو الفرق بين الداعية العالمى الذى يرى الإسلام رحمة للعالمين، والداعية المَحلِّى الذى يُضَيِّق هذه الرحمة ويأبى ألا يخرج من بين جدران مسجده أو بلده!! وشتان بين تأثير هذا وذاك!! * * * الشعوب العربية والإسلامية تعرف مكانة (أم الدنيا) وفى مقدمتها العلماء والدعاة.. هذا هو المفكر الكبير أبو الحسن الندوى رحمه الله أحد علماء الهند الكبار إبان زيارته لمصر يكتب مقالة (بمجلة الرسالة عدد 922 بتاريخ م مارس 1951م) ليحيى مصر ويُشيد بدورها ومكانتها ودورها فى العالم العربى والإسلامى مقدمًا لها النصيحة المخلصة الصادقة لكى تنهض وتقود الشرق، قائلا: (أحييك يا مصر بتحية السلام وأحيى فيك الزعامة للعالم العربى. الزعامة التى كانت عن جدارة واستحقاق، لا عن احتكار واغتصاب، وإنك تحلين اليوم فى العالم العربى محل السمع والبصر، ومحل العقل والفكر، رضى به الناس أم لم يرضوا، ولكن الواقع لا ينكر .. إلخ). حين يُعَرَّف العريفى ب(قَدْر مصر) فهو يرسل دروسًا لمن لا يعرف ولمن يعرف ولكنه يتغافل أو يتآمر.. استمعت لتعليقات بعض البسطاء من المصريين على هذه الخطبة فوجدت أنها بعثت فيهم روحًا عالية من الانتماء لبلدهم وأشاعت فيهم الطمأنينة والسكينة، بينما إعلام السواد ما زال يدمر كل يوم ما تبقى لدى الناس من أمل وحياة.. قال لى أحد الأكاديميين الكبار: إن هذه الخطبة هزتنى وجعلتنى أبكى مما نحن فيه!! * * * تحية واجبة من أرض الكنانة للشيخ العريفى الذى أعطى المثل للدعاة فى كل أنحاء الأرض للوقوف بجانب المصريين وقت الشدة، وتحية عطرة للشيخ عائض القرنى على مبادرته الطيبة ومثلها لإمام الحرم المكى الشيخ سعود الشريم فى قصيدته التى ردَّ بها كيد قناة (العبرية) عن مصر..!! والله المستعان. [email protected]