ولا يزال الأشقاء السعوديون يتغنون بحب مصر ، ويلقوننا درسا في هذا الحب الذي نسيناه ولم نعد نذكر منه إلا الإحتجاجات والإعتصامات والمظاهرات . فبعد الخطبة الرائعة التي ألقاها الدكتور محمد العريفي مؤخرا في الرياض عن مصر وذكر فيها مكانة مصر أم الدنيا وأفضالها علي سائر البلاد والعباد علي مر التاريخ.. ها هوالدكتور عائض القرني الداعية السعودي الكبير يخاطب المصريين من فوق منبر مسجد الشيخ الحصري بمدينة 6 أكتوبر : يا شعب مصر العظيم يا أمة الصبر أوصيكم بسورة العصر وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.. بالايمان والحق والعمل الصالح تبنون مصر ، مصر الحرية والكرامة والعزة ، لقد نجحت ثورتكم والمستقبل ينتظركم ، أغلقوا مدرسة الكره والبغضاء وافتحوا جامعة الحب والإخاء وابدأوا البناء فورا.. ويواصل الدكتور القرني " إن أهل مصر هم أهلنا في السعودية وما يصيب مصر من كدر يكدرنا ويدخل علينا الحزن " ثم يخاطب الطيور المصرية المهاجرة قائلا " آن الآوان للعقول المصرية أن تعود لمصر لتظل مصر قائدة ومنصورة وهي ستظل بالفعل إن شاء الله وكما قدر الله لها قائدة ومنصورة ودرعا للأمة وخط دفاع عن كلمة " لا إله إلا الله ".. مصر بلد الأمن والسلام وبلد الأزهر الشريف والنيل المبارك ، مصر التي أرسلت قوافل العلماء والأطباء والمهندسين لكل الأشقاء ولم تبخل في يوم من الأيام.. وشكر الدكتور القرني المصريين مسلمين وأقباطا علي ما قدموه طوال التاريخ وخاطب الأقباط قائلا : أنتم أيها الأقباط أنساب النبي صلي الله عليه وسلم عندما تزوج من السيدة مارية القبطية.. وقد قال في ذلك أوصيكم بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما .. هذه الأنشودة السعودية الجميلة في حب مصر شارك فيها أيضا الداعية الإسلامي الشيخ خالد البكر عندما قال إنه قد حان الوقت لدعم الاقتصاد المصري بكافة السبل ، وناشد الدكتور سلمان بن فهد العودة الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء ، ناشد المصريين بالخارج علي تحمل مسئولية بناء الاقتصاد والمساهمة في تخطي الأزمة الاقتصادية.. وتحت عنوان " عشانك يا مصر " أطلق الكاتب السعودي مهنا الجيل مبادرة شعبية خليجية لدعم الاقتصاد المصري ، حيث أكد علي ضرورة التحويل النقدي لها من العملة الصعبة وهوصورة من صور الوفاء لمصر عاصمة العرب وإثبات للأخوة الإسلامية والعربية في التضامن.. هذه المواقف السعودية الرائعة قد فتحت مغالق القلوب لتجري هي الأخري بنهر من مشاعر الود الصادقة والعميقة ولتبادل الأشقاء السعوديين حبا بحب أكبر ، فالمعدن الحقيقي للإنسان يظهر وقت الشدة والضيق وقد ظهرت معادن الأشقاء في المملكة العربية السعوية أرض الكعبة الشريفة وأطهر بقاع الأرض كافة.. فهم مثل كل أحباء مصر لا يريدون لمصر أن تنحني أبدا ، وذلك بعكس بعض " الأشقاء " الآخرين الذين لا يريدون أن تقوم لمصر قامة من جديد لأنهم يعلمون علم اليقين أن مصر إذا قامت قادت ، وهذا يهدم أحلامهم في الزعامة ، وبإذن الله سيحرس الله بعنايته مصر وسيجنبها شر الضياع والانقسام .