قررت محكمة القاهرةالجديدة تجديد حبس حارس خيرت الشاطر 15 يوماً لحيازة سلاح نارى دون ترخيص، رغم أن محاميه المستشار المحترم محمود الخضيرى قال فى المرافعة إن القضية لا تعدو أن تكون قضية حمل سلاح عادية، وشكك الخضيرى فى مصداقية تحريات الأمن الوطنى، واستبعد ما يشاع عن أن المتهم تابع لميليشيات تنتمى لحركة حماس، صحيح هى قضية عادية. كلمة اسم - مجرد اسم - خيرت الشاطر كافٍ لتحويلها إلى قضية رأى عام عالمى ومحلى أيضاً.. فهو «البعبع» الذى يلقى الرعب فى قلوب رجال الأعمال الفاسدين ، لأنه النموذج لرجال الأعمال الذين يحققون بالمال الحلال ما لا يحققه الفاسدون بالمال الحرام.. وإذا كان الدكتور مرسى هو العقل والدماغ، فإن خيرت الشاطر هو الذراع الحقيقية لجماعة الإخوان المسلمين القادر على تحقيق المعجزة الاقتصادية على غرار المعجزة السياسية التى حققها بديله الرئاسى الدكتور محمد مرسى. عندما قرر خيرت الشاطر وهو ابن شربين دقهلية، بلد المهندس إبراهيم شكرى زعيم المعارضة فى زمن المعارضة الأصيلة.. عندما قرر خيرت الشاطر صناعة الحساب الآلى لأول مرة فى مصر وبأيدٍ مصرية، ومع توقيت وصول معدات مصنعه الجديد، تم إلقاء القبض عليه فى الميناء فى القضية الشهيرة «سلسبيل».. اعتقال بهدف سرقة المعُتقل والاستيلاء على معداته وتوكيلاته لصالح رجال أعمال الحزب الوطنى مع مصادرة أرض المصنع فى 6 أكتوبر التى مازالت مصادرة حتى الآن.. وبعد أن أفرج عنه القضاء المدنى 3 مرات، صدر أمر بمحاكم العسكرى «مبارك» بإحالته هو و40 من زملائه إلى محاكمة عسكرية استثنائية أصدر خلالها اللواء عبدالفتاح عبدالله من سلاح المشاة، أحكامًا بالسجن بلغت جملتها 128 سنة.. لكن خيرت الشاطر انفرد بأنه نال أقصى عقوبة شهدتها المحاكمات العسكرية أيام مبارك وهى 4 سنوات، بعدما تكشفت موهبته وخطورته فى نفس الوقت عندما أدار حوارًا متكافئًا مع مراكز البحوث العالمية فى أمريكا وأوروبا باللغة الإنجليزية، وبعد أن اختارته مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية واحداً من 100 شخصية مؤثرة فى العالم عام 2011، كان قرار صناع القرار فى العالم هو «فيتو» لخيرت الشاطر القيادى الإخوانى الخطير.. وكان الموقف الليبرالى المصرى أكثر وضوحًا عندما شن حملة واسعة وقذرة ضد الرجل وضد منحه أى سلطة تنفيذية، بعد أن نجح المجلس العسكرى فى إقصائه من سباق الرئاسة.. حملة جعلت الرجل - وهو دمث الأخلاق وينزع إلى السلام بطبعه - يتوجه إلى الفضائيات لا لشيء إلا لتعليق أنه لن يكون رئيساً للحكومة فى يوم من الأيام.. والغريب والمؤسف فى نفس الوقت أنهم يتهمون الرجل بأنه يحكم مصر فى حين أنه غير قادر على حماية حارسة الذى يحميه.. تقول أحد تقارير أمن الدولة المنحل إن خيرت الشاطر قام بتسجيل نفسه ليتم تجنيده فى القوت المسلحة وقبل الموعد القانونى لتجنيده.. ليشارك فى حرب الاستنزاف.. وكان لتوه مفصولاً من جامعة الإسكندرية.. وفى النهاية، فأنا أسأل النخبة الليبرالية الرافضة ل خيرت الشاطر.. من الأحق بعد الثورة على مبارك بأن يتولى المسئولية فى النظام الجديد؟.. المناضلون فى الصالونات؟ أم المناضلون فى الزنازين الذين كانوا الوحيدين الذين قاوموا استبداد مبارك ودفعوا الثمن غالياً فداء لهذا النضال؟.. أم أن الهدف الحقيقى من رفض خيرت الشاطر هو القفز على السلطة وبأى ثمن؟ حتى ولو كان الثمن هو حرمان المصريين من خدمات كفاءاتهم النادرة الذين هم فى أشد الحاجة إليها لإنقاذ مصر من طغمة النخبة الفاسدة والمفسدة.