أكد خبراء ومحللون في شئون الجماعات الإسلامية أن الحكومة المصرية ارتكبت خلال تعاملها مع أزمة اختطاف السفير المصري في العراق جملة أخطاء جسيمة ، ربما كانت من الأسباب التي أدت إلى فشل كافة المحاولات التي بذلت لإنقاذ حياة السفير ولم تفلح في الحيلولة دون قتله . وقال المحللون إن بطء تحرك الدبلوماسية المصرية وغموض سياستها في العراق واختيارها تعيين دبلوماسي كان يعمل في إسرائيل العدو اللدود للقاعدة يعد من الأخطاء الفادحة في التعامل مع الأزمة ، كما أن المحاولات والاتصالات التي قامت بها الحكومة ، تبين أنها كانت مع قنوات اتصال غير فاعلة ، في الوقت الذي تم فيه تجاهل دور وإمكانية قيام قيادات الحركات الإسلامية خصوصا من هم في السجن بدور الوساطة وكقنوات اتصال ، كان من الممكن أن تكون فاعلة ومؤثرة لاسيما وأن بيان الخاطفين على شبكة الانترنت تطرق بالذكر إلى قادة الحركات الإسلامية في مصر مثل سيد قطب والاسلامبولى . وقال سفير سابق ، رفض الكشف عن اسمه ، إن الحكومة المصرية أجرت اتصالات اقتصرت فقط على الحكومة العراقية التي هي نفسها مختطفة من القوى المسلحة وجماعات العنف ولا تملك أي تأثير من أي نوع على هذه الجماعات على الإطلاق . من جانبه ، أشار ضياء رشوان الخبير في شئون الجماعات الإسلامية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام إلى خطأ حكومي آخر تمثل في تصريحات مفتي مصر الشيخ علي جمعة الذي هاجم بشدة أبو مصعب الزرقاوي لدى الإعلان عن عملية الاحتجاز ، معتبرا أنه حتى لو كان الزرقاوي (زعيم القاعدة في العراق) منسجما مع تاريخه ونادرا ما ينجو احد من قبضته فان تصريحات المفتي كانت مصدر استفزاز بدلا من أن تكون مصدرا للتهدئة. وأوضح رشوان أن السياسة "الغامضة" التي انتهجتها مصر في العراق لا ترضي الشعب العراقي ولا المقاومين ، مضيفا أن "موقف مصر في العراق غير واضح ويفهم أحيانا خطأ وفيه غموض". وجدير بالذكر انه حتى الآن لم يتم العثور على جثة السفير إيهاب الشريف رئيس البعثة المصرية في بغداد ، والذي أعلن تنظيم القاعدة قتله ظهر الخميس الماضي بعد تبنى اختطافه في الثاني من الشهر الحالي ، ذلك فيما غادر غالبية أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية العاصمة العراقية بغداد قبل ظهر أمس السبت ، وشوهدوا وهم يحملون حقائبهم في سيارتين رافضين الإدلاء بأي تصريحات أو تعليقات للصحفيين . وكانت مصر قد رفضت المشاركة في القوات المتعددة الجنسيات التي شنت الحرب على العراق 2003 لكنها احتضنت وشاركت في اجتماعات عدة أشرفت عليها واشنطن بعد ذلك لدعم الحكومة العراقية