أوردت صحيفة المصريون خبراً بعنوان : [ بالتفاصيل.. نكشف أسباب انقسام "النور"] وقد ورد في ثنايا الخبر تصريح لأحد أعضاء الهيئة العليا لحزب النور , ونصه : ((وأشار عضو الهيئة العليا لحزب النور إلى أن الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل لم يكن يوما من الأيام سلفيًا ولا يتبع المنهج السلفي بل الجميع يعرف أنه كان إخوانيًا وترشح على قوائم الإخوان أكثر من مرة في دائرة الدقى، بل إن صوره مازالت على حوائط الدقى منذ دورة 2005 البرلمانية، فكيف يقول المنشقون إنهم رأوا ابتعادًا من قبل الحزب عن المنهج السلفي وأن أبو إسماعيل هو مَن يمثل المنهج السلفي المستقيم )) . ذهلت حقيقة وأنا أقرأ هذا الكلام , وأحببت أن أعقِّب ببعض التعقيبات على هذا التصريح , وليس حديثي عن الخلاف القائم سواء بين حزب النور والمنشقين عنه أو بينهم وبين الشيخ حازم أبو إسماعيل , لكن أن يصل مستوى الخلاف إلى أن تكون السلفية حِكراً على مجموعة بعينها أو فئة دون فئة فهذا ما يثير الحزن والشفقة. وسأجمل هذا التعقيب في عدة محاور: 1- منذ متى والدعوة السلفية اعتبرت نفسها حكَماً تدخل في السلفية من تشاء وتخرج من تشاء , وهل كانت السلفية حِكراً على من يكون مِن أبناء هذه الدعوة الملتزمين لها بالولاء ؟ 2- جاء في الصفحة الرسمية للدعوة السلفية في "الفيس بوك " تعريف السلف والسلفية فقالوا : ((السلف: هم صدر هذه الأمة من الصحابة، والتابعين، وأئمة الهدى في القرون الثلاثة المفضلة، ويطلق على كل من اقتدى بهؤلاء وسار على نهجهم في سائر العصور: "سلفي" نسبةً إليهم )), إذاً فالسلفية بنص تعريفهم أوسع من أن تكون دعوة أو حزباً أو جماعة منظمة , وكل من انطبق عليه هذا الوصف يكون سلفياً , ولذا لو حاكموا النص السابق إلى تعريفهم لعلموا أنهم قد ارتكبوا خطأً كبيراً بهذا التصريح . 3- في هذا التصريح اتهام ضمني أن الإخوان ليسوا على منهج السلف وهذا تجنٍّ واضح على الجماعة بشكل وعام وعلى قطاعٍ عريض من أفرادها بشكل خاص فكثير من الإخوان إذا طبقت عليهم المواصفات التي عرّفوا بها السلفية لانطبقت عليهم , فكيف يكون الانتماء لجماعة مثل جماعة الإخوان سببا في إخراجها من السلفية , وليت المتحدث في تصريحه اقتصر على أنهم ليسوا من السلفية , إذ يمكن حمل قصده على "الدعوة السلفية " أما أن يقول: " المنهج السلفي " فهذه شهادة سيسأل عنها أمام الله . 4- كما أن في هذا التصريح اتهام صريح للشيخ حازم أبو إسماعيل أنه خارج عن منهج السلف!! والحقيقة أنه لا ينقضي عجبي من هذه المغالطة والسقطة المنهجية والسلوكية في التعامل مع الأشخاص , وهاهي تسجيلات الشيخ حازم ولقاءاته طافحة بها المواقع والصفحات والمنتديات , وأطلب من صاحب التصريح أن يأتيني بما خالف فيه الشيخ حازم أصول منهج السلف "اتباع الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح" . 5- ليس كل من تسمى " بالسلفية " أو " الدعوة السلفية " يكون موافقاً ومتبعاً لمنهج السلف , فليحذر إذاً أصحاب الدعوة السلفية أن يقعوا فيما حذر منه الشيخ السلفي محمد بن عثيمين حين أكد أن هناك فرقاً بين الانتماء للمنهج وبين التسمي به وبيّن أن هناك فرقاً شاسعا بين السلفية الحقّة كمنهج متأصل في كتاب الله عز و جل و سنة نبيه الكريم ، و كمنهج يزخر بالأخلاق الفاضلة و الغيرة الصافية الصادقة و الحكمة البالغة الجامعة المانعة ، و الرحمة و الرأفة بعاد الله .و بين " حزب السلفية "، الذي ابتلينا به و الذي يفرق أكثر مما يجمع ، نسأل الله لنا و لإخوتنا الهداية و الثبات . 6- ورد عن السلف أنهم إذا اختلفوا كانوا يقولون عبارات تنبئ عن حفظ الود كما ورد عن الشافعي أنه قال لشخص اختلف معه : ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق ؟!! , وكان يقول :"ما ناظرت أحدا إلا وودت أن يظهر الله الحق على لسانه" , فأين صاحب هذا التصريح عن هذا المنهج السلفي الذي تمثله الشافعي ؟ ومثل هذه المسائل والاجتهادات الحزبية والسياسية ينبغي أن تكون في إطارها الصحيح دون التراشق بالتهم والكلام النيات في مثل هذا الظرف الحرج. 7- أمَا وقد صرح صاحب هذا الكلام بالشيخ حازم مدّعيا أنه لا يمتثل منهج السلف , فليقارن بين تصريحه هو , وبين الشيخ حازم حين سئل في إحدى اللقاءات التلفزيونية عن زيارة نائب الدعوة السلفية للمرشح الخاسر "شفيق " ليلة الإعادة , فقد كان جوابه درساً في الإنصاف والعدل ونبذ الخلافات حيث عدّ هذا التصرف من قبيل الاجتهاد السياسي ولم يستغل هذا الموقف ليشنّع عليه أو يخرجه عن منهج السلف . فأيهما أقرب للإنصاف والإعذار ؟!!! أبوبكر فوزي أكاديمي مصري مقيم بالمدينة المنورة أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]