تستعد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لتنفيذ خطتها الجديدة التي تقضي بنشر قوات أمريكية في 35 بلد أفريقي، ابتداء من شهر مارس المقبل، حيث أعلن الجنرال كارتر هام، قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، عن تجهيز قوة أمريكية أولية قوامها 3500 جنديًا لنشرهم في مناطق مختلفة بالقارة السمراء، من اللواء الثاني من فرقة المشاة الأولى في الجيش الأمريكي، وأعلن أن "هذا اللواء لديه طائرات بدون طيار سيكون استخدامها مفيدا". وتأتي هذه الخطة التي أعلنها "البنتاجون" رسميا يوم/الاثنين/ الماضي في سياق محاولات أمريكية تعود إلى عام 2001 لمحاولة نشر قوات أمريكية في دول القارة الأفريقية، وفي إطار أحدث يستند إلى خطة رئيس أركان الجيش الأمريكي، الجنرال رايموند أوديرنو، التي وضعها منذ أشهر قليلة، تحت اسم "خطة القوى والإقليمية"، والتي تنص على "زيادة عدد القوات الأمريكية بشكل تدريجي على نحو يمنح الولاياتالمتحدة القدرة على نشر قواتها العسكرية في أي مكان من الكرة الأرضية على نحو سريع جداً لمواجهة أزمات عاجلة تمس الأمن القومي الأمريكي". ووفقا لتصريحات أدلى بها الجنرال كارتر هام، فإن هذه القوة سوف تتواجد في عدد من الدول الأفريقية، من بينها: ليبيا والسودان والجزائر والنيجر وكينيا وأوغندا، وذلك بهدف تدريب جيوش تلك الدول وملاحقة عناصر المنظمات والمجموعات المسلحة "الإرهابية" المناهضة للولايات المتحدة، وذكر هام أن "أولي المهمات التي سوف تقوم بها هذه القوة مساعدة كينيا وأوغندا في حربهما ضد مقاتلي حركة الشباب الصومالية". ويخطط "البنتاجون" لإجراء أكثر من مائة مناورة عسكرية وبرامج تدريب وأنشطة أخرى متنوعة في مختلف أنحاء القارة الأفريقية، تمهيدًا للتعاون مع الأجهزة الأمنية والعسكرية في هذه الدول. ويتطلع المسئولون العسكريون الأمريكيون إلى إقامة قواعد شبه دائمة من عدد قليل من هذه القوات في الجزائر والمغرب، وربما تونس، ثم تزيد العدد تدريجيًا خلال وقت قصير، وإلى إقامة قواعد أصغر وأقل تكلفةً تنشأ في السنغال ومالي وكينيا وغانا. ونقلت وكالة الأسوشيتدبرس عن مسئولين عسكريين أمريكيين أن وزارة الدفاع الأمريكية سوف تعمل خلال سنوات قليلة على زيادة وجودها العسكري في أفريقيا ليصل إلى ما بين 5000 و 6500 جندي من مشاة البحرية "المارينز" والقوات الخاصة الموجودة في قاعدة "ليمونيور" العسكرية في جيبوتي، والتي تضم 1800 جندي أمريكي.