أ ش أ: أعلن القائد الأعلى لقيادة القوات المسلحة الأمريكية بإفريقيا "أفريكوم" الجنرال "كارتر ف. هام" أن واشنطن تؤيد إيجاد حل سياسي ودبلوماسي للأزمة التي تهز شمال مالي منذ عدة أشهر. وقال الجنرال "كارتر هام"- في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم الأحد بمقر السفارة الأمريكية بالعاصمة الجزائرية-: "إن البديل الوحيد الذي لا يجب أن يكون هو الوجود العسكري الأمريكي في شمال مالي".
وأضاف أن أحد الجوانب الأساسية في تسوية الأزمة المالية يكمن في التمييز بين المجموعات المسلحة بالمنطقة وتحديد تلك التي تعتبر إرهابية من التي هي ليس كذلك ..مشيدا في الوقت نفسه بالحضور الفعال جدا للجزائر لاسيما بفضل المساعدة الإنسانية التي تقدمها للسكان اللاجئين بالمنطقة.
وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد استقبل الجنرال "كارتر هام" في وقت سابق اليوم وذلك بحضور الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك قنايزية والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل والفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري.
تجدر الإشارة إلى أن الوزير الجزائري قنايزية كان قد عقد صباح اليوم جلسة مباحثات مع الجنرال "كارتر هام" تناولت المسائل ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الوضع في بلدان الساحل والأزمة المالية.
وكانت تقارير صحيفة قد ذكرت أن واشنطن أرادت استباق عملية التدخل العسكري "الوشيك" لقوات إفريقية بدعم مباشر من فرنسا في شمال مالي بإرسالها قائد قوات "أفريكوم" الجنرال "كارتر هام" إلى الجزائر باعتبار الجزائر الرقم الصعب في المعادلة المالية، زيادة على تقاسمهما لنفس مقاربة الحل تقريبا.
وأضافت التقارير أن زيارة قائد "أفريكوم " إلى الجزائر تأتي للمرة الثانية في ظرف خمسة أشهر، حيث تعود آخر زيارة للجنرال هام إلى الجزائر إلى 5 أبريل الماضي، وسوف تخصص الزيارة الحالية بالكامل للملف المالي المشتعل، حيث تسيطر "القاعدة" و"التوحيد" و"الجهاد" و"أنصار الدين" على منطقة "أزواد" بالكامل وتفرض قوانينها على السكان، لبحث تداعيات تدخل عسكري وشيك في المنطقة تقوده فرنسا.
جدير بالذكر أن مواقف واشنطن المعلنة والمتأثرة بما وقع لها في العراق وأفغانستان لا تفضل حلا عسكريا وتفضل حلا سياسيا، وهو ما تدعو إليه الجزائر، التي ترفض بالمطلق أي تدخل عسكري أجنبي، وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالتدخل الفرنسي على حدودها الجنوبية.
وكانت مالي قد وافقت مؤخرا على نشر قوة عسكرية أفريقية تتألف من ثلاثة جندي لمواجهة المتطرفين الإسلاميين المسيطرين على الشمال.
وكان مسلحون إسلاميون قد تمكنوا من السيطرة على شمال مالي في أبريل الماضي، وهو ما أثار مخاوف من زعزعة الاستقرار بالمنطقة.
وقد أعرب مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة قبل الماضي عن مخاوفه بشأن "تزايد انتشار عناصر إرهابية بينها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والحركات التابعة له" في شمال مالي. مواد متعلقة: 1. اسلاميون يهدمون ضريحا صوفيا في شمال مالي 2. مساهل يبحث مع القائد الأعلى "لأفريكوم" أخر التطورات في منطقة الساحل وأزمة مالي 3. اعتقال ثلاثة إرهابيين من مالي وليبيا تابعين ل" القاعدة" بالجزائر