غادر المبعوث الدولي والعربى إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي دمشق بعد خمسة أيام قضاها التقى خلالها الرئيس السورى بشار الأسد وعدد من المسئولين بالإضافة إلى إجراء مباحثات مع أطياف من المعارضة. وأختلف الشارع السورى حول نتائج زيارة الإبراهيمى إلى دمشق حيث رأى البعض أن الزيارة لم تخرج بأى نتيجة شأنها شأن الزيارتين السابقتين له إلى دمشق ، إلا أن البعض اعتبر أن فى الزيارة بوادر إيجابية وفعالة يمكن البناء عليها. بداية يرى أحد المحللين السياسيين أن الزيارة لاتزال مبهمة النتائح فقد كشف الإبراهيمي عن خطة مبدئية للسير نحو حل للأزمة السورية، فقال إنه يجب أولا وقف العنف على أن يخضع وقف العنف لمراقبة قوات حفظ سلام دولية ترضى بها جميع الأطراف، وبعد ذلك تنتقل البلاد نحو تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات. وقال المحلل السياسى السورى لمراسل وكالة أنباء الشرق فى دمشق ، إن المتابع للزيارات المتوالية سواء للابراهيمى أو من قبله كوفى عنان يجد أن نفس الرؤية كما هى فالجميع سواء المبعوثين الدوليين أو المواطن العادى فى الشارع يصرخ وينادى بوقف العنف الذى قتل الالاف وشرد مئات الاسر بعد تهدم منازلهم فما هو الجديد الذى قدمه الإبراهيمى خلال الزيارة. من جانبه يرى المواطن السوري أبو يزن - 45 سنة ، أن زيارة الإبراهيمى كانت إيجابية إلى حد كبير.. فقبول جميع الاطراف بحكومة انتقالية كاملة الصلاحيات هو شيئ ايجابى للغاية خاصة أن الابراهيمي شرح معنى مصطلح "كاملة الصلاحيات" بقوله أنها تعني أن كل صلاحيات الدولة ستكون لدى هذه الحكومة وأنها هي التي تتولى السلطة أثناء المرحلة الانتقالية، على أن تنتهي المرحلة الانتقالية بانتخابات. بدورها قالت المواطنة السورية ناديا.م - 32 سنة ، إن الزيارة لايمكن تقييم نتائجها خلال يومين ، إلا أنها تعتبر أن شيئا إيجابيا قد حدث خلال الزيارة فهى المرة الأولى خلال زيارة مبعوث دولى التى لاتحدث فيها تفجيرات عنيفة كتلك التى نشاهدها مع كل محفل دولى يناقش الأوضاع فى سوريا أو زيارة مسئول رفيع لدمشق. وترى أن عدم حدوث هذه التفجيرات ربا تكون بادرة طيبة على أن الاطراف على استعداد للاستماع الى رؤى الابراهيمى والتعرف على خطته لانهاء الازمة التى قاربت على شهرها العشرين. وبنبرة يعلوها الأسى تقول "أم عمر" .. نحن لايعنينا كثيرا زيارة هذا أو ذاك نحن نريد حلال لأزمتنا التى أتت على الأخضر واليابس .. فقد تهدم بيتى واضطررت إلى بيع مصاغى بأقل من نصف قيمته حتى أجد شقة مفروشة تأوينى وأبنائى .. وأحمد الله تعالى أننا مستورين حتى الان فانا أعرف عائلات لم تجد غير الشارع مأوى لهم .. فليأت الإبراهيمى أو غيره وليذهب عنان أو غيره فقط نريد حلا لازمتنا. وكان الإبراهيمي قد كشف عن خطة مبدئية للسير نحو حل للأزمة السورية، فقال أنه يجب أولا وقف العنف على أن يخضع وقف العنف لمراقبة قوات حفظ سلام دولية ترضى بها جميع الأطراف، وبعد ذلك تنتقل البلاد نحو تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، الإبراهيمي شرح للصحفيين معنى مصطلح "كاملة الصلاحيات" بقوله أنها تعني أن كل صلاحيات الدولة ستكون لدى هذه الحكومة وأنها هي التي تتولى السلطة أثناء المرحلة الانتقالية، على أن تنتهي المرحلة الانتقالية بانتخابات، وهنا عاد الإبراهيمي للشرح والتفسير فأوضح أن تلك الانتخابات إما تكون رئاسية إذا تم الاتفاق على أن يكون نظام الحكم في سوريا رئاسي أو انتخابات برلمانية إذا اتفق على نظام حكم برلماني. ولم يشر الإبراهيمي إلى موقع رئاسة الجمهورية الحالي ولا إلى مصير الرئيس الأسد في خطته هذه لكن مصادر سورية مطلعة قالت إن خطة الابراهيمي هذه تشمل بقاء الأسد في الرئاسة وأن الخلاف والبحث يجري في حجم صلاحيات الحكومة الانتقالية، هل ستنتزع من الأسد صلاحيات كبيرة أم لا، وماذا عن موقع المؤسسة العسكرية هل ستنضوي تحت ستار الحكومة الانتقالية أم ستبقى ضمن صلاحيات الأسد، المصادر تجزم بالاحتمال الثاني. وأعلن المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة حسن عبد العظيم إن الحكومة السورية أعطت موافقتها للأخضر الإبراهيمي على عدد من النقاط أبرزها وقف العنف وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة. وأوضح عبد العظيم أن لقاءه مع الإبراهيمي كشف أن نقطة بقاء الرئيس السوري في السلطة خلال الفترة الانتقالية تبقى النقطة الوحيدة العالقة. ولأول مرة يشير الإبراهيمي بطريقة غير مباشرة إلى أن بعض دول الجوار يؤثرون بشكل سلبي على مجريات الأزمة السورية وطالب الجميع بالمساعدة على الخير وليس على الشر عندما قال إن "الحل يتم عن طريق تقارب وجهات نظر السوريين، وإذا لم يكونوا قادرين على ذلك لوحدهم يجب على المجتمع الدولي وعلى جيرانهم أن يساعدوهم على الخير وليس على الشر". وقد أعلنها الإبراهيمي صراحة أن اتفاق جنيف هو البوصلة السياسية لحل الأزمة السورية وأن هذا الاتفاق صالح لكل الأزمان وقال: "نحن واثقون أن اتفاق جنيف فيه ما يكفي من العناصر لوضع مخطط يمكن أن ينهي الأزمة". يذكر أن بيان جنيف الصادر عن مجموعة العمل حول سوريا ، الذى أيدته العديد من التيارات فى سوريا والخارج فيما تحفظت عليه بعض التيارات المعارضة فى سوريا ، أكد التزام العمل العاجل لإنهاء العنف وإطلاق عملية انتقال سياسية بقيادة سورية تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن أن يشارك فيها أعضاء من الحكومة الحالية على ان تكون لها كامل الصلاحية. كما أكد البيان التزام الدول الأعضاء في المجموعة بسيادة واستقلال ووحدة أراضي سوريا، وبالعمل العاجل والمكثف لإنهاء العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، وإطلاق عملية سياسية تودي إلى انتقال يلاقي طموحات الشعب السوري الشرعية وتمكنه من تحديد مصيره باستقلالية وديمقراطية. وتبقى نجاح مهمة الإبراهيمى رهن زيارته إلى روسيا وماستسفر عنه ومدى التزام الحكومية السورية والمعارضة فى الداخل والخارج بخطة المبعوث الدولى.