أكدت مصادر دبلوماسية أن الرئيس مبارك سيوجه دعوة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي آريل شارون لزيارة مصر مع دخول اتفاق نشر 750 جنديا مصريا في ممر فلادليفيا حيز التنفيذ وبدء إسرائيل تنفيذ الانسحاب من قطاع غزة وبعض مستوطنات شمال الضفة الغربية. وأوضحت المصادر أن الزيارة تأتي كمكافأة من النظام المصري لرئيس الوزراء الإسرائيلي الذي استطاع التصدي لرغبات المتطرفين بمنع الانسحاب من غزة وتشجيعا لشارون على مواصلة نهجه السلمي على حد قول المصادر التي أوضحت أن العلاقة بين شارون ومبارك جيدة جدا في الفترة الأخيرة حيث تبادل الطرفان الاتصالات الهاتفية وقد لعبت هذه الاتصالات دورا مهما في تذليل عقبات عديدة أمام تطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل والتي شهدت انفراجة بتوقيع برتوكول الكويز وصفقة تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل التي تبلغ قيمتها 2.2 مليار دولار. وكشفت المصادر أن مصر كانت قد اتفقت مع إسرائيل على اعتزام الرئيس مبارك زيارة تل أبيب بعد قيام إسرائيل بسحب قواتها من غزة غير أن التطورات الأخيرة في مصر والانتقادات اللاذعة للنظام جعلت من الضروري تأجيل تلك الزيارة إلى موعد لاحق يتفق عليه الطرفان بعد الانتخابات. وعلمت المصريون أن مصر تهدف من وراء دعوة شارون لزيارتها إلى تحقيق أكثر من هدف أهمها استخدام شارون لنفوذه لدى صناع القرار في واشنطن بتخفيف الضغوط الأمريكية الخاصة بقضية الإصلاح الديمقراطي في مصر وأن تغض واشنطن الطرف عن أي تجاوزات تحدث في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة وأن توافق واشنطن على تطبيع العلاقات مع مصر واستئناف الحوار الاستراتيجي بين البلدين وهو الأمر الذي وعد شارون ببذل أقصى جهد لتنفيذه وهو ما كان له أثر السحر لدى النظام المصري الذي أبدى تجاوبا شديدا مع مطالب شارون بخصوص ممارسة أقصى الضغوط على الفصائل الفلسطينية لتثبت التهدئة وعدم القيام بهجمات على المستوطنات الإسرائيلية. وفي هذا الإطار تستعد مصر لدعوة الفصائل الفلسطينية إلى حوار في القاهرة نهاية الشهر الحالي للتنسيق بينها وبين السلطة حول الأوضاع في القطاع وملأ الفراغ السياسي العسكري الذي ستتركه القوات الإسرائيلية المنسحبة. جدير بالذكر أن اللواء عمر سليمان قد أكد في أحد لقاءاته بالمسئولين الإسرائيليين منتصف مايو القادم عزم الرئيس مبارك القيام بزيارة لإسرائيل وهو ما اعتبره الإسرائيليون نجاحا شديدا لنهجهم في فرض التطبيع على مصر بدون تقديم تنازلات جدية.