كشفت مصادر دبلوماسية مصرية أن الهدف الرئيسي من زيارة الوزير عمر سليمان لإسرائيل لم يكن منصباً فقط على التنسيق بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي حول مسألة الانسحاب من غزة أو أجزاء من شمال الضفة الغربية لكن تمت مناقشة ملف العلاقات المصرية الأمريكية ومدى إمكانية تدخل إسرائيل لتخفيف التوتر الذي يسود هذه العلاقات منذ فترة والضغوط المتتالية على النظام المصري لتبني إصلاحات حقيقية لن تخدم إلا "أعداء واشنطن وتل أبيب والنظام المصري" على حد تعبير تلك المصادر. و التي لفتت إلى أن لغة الود غير المسبوقة التي قوبل بها سليمان من قبل وزراء إسرائيليين كبارا مثل شارون وإليعازر وسالفان شالوم وأولمرت يؤكد بحسب تقديرات ذات المصادر أن هناك صفقة يجرى إبرامها بين القاهرة وتل أبيب تستغل بمقتضاها الأخيرة ثقلها وثقل اللوبي الصهيوني في واشنطن لتخفيف اللهجة المتشددة التي تتعامل بها واشنطن مع النظام الحاكم في القاهرة في الآونة الأخيرة و أن تطلق يد القاهرة في التعامل مع القوى المعارضة والمطالبة بالإصلاح مقابل أن تلعب مصر دور الضامن لتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من غزة وتمنع شن هجمات على إسرائيل بعد خروجها من القطاع وأن تلعب القاهرة دوراً كبيراً في حث 10 دول عربية سماها شالوم بالاسم لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل وقيام تعاون اقتصادي وثيق بين العواصم العربية وتل أبيب. وشددت المصادر على أن حديث الطرفين عن زيارة الرئيس مبارك لتل أبيب بعد تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ودعوة وزير البنية التحتية بنيامين بن إليعازر لزيارة القاهرة وتوقيع صفقة الغاز الطبيعي يؤكد أن هناك صفقة قد تم إبرامها وكذلك استمرار شهر العسل في علاقات البلدين والذي بدء نهاية العام الماضي غداة توقيع اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة كويز و المحت المصادر إلى أن النظام المصري ينتظر حالياً مكافأته على "سخائه" مع تل أبيب بترجمة ذلك في جهد صهيوني لتطبيع العلاقات المصرية الأمريكية وإعادتها إلى سابق عهدها. جدير بالذكر أن جهات صهيونية كانت قد امتدحت في وقت سابق المرونة المصرية في مفاوضات صفقة تصدير الغاز الطبيعي التي وصلت قيمتها إلى 2.3 مليار دولار إن كانت قد فشلت في تفسير أسبابه.