أول أمس استقبل بمطار القاهرة أبطال "جامعات مصر" وهم عائدون من "ناميبيا" التى شهدت تنظيم الدورة الإفريقية للرياضة الجامعية وفازت بها مصر وكانت تحت رعاية الاتحاد الإفريقي للجامعات, فكان المشهد في المطار رائعًا بعد الحفاوة التي استقبل بها هؤلاء الأبطال من جانب ذويهم والدكتور محمد صبحي حسانين نائب رئيس الاتحاد المصري والعربي للجامعات والدكتور عصام الهلالي سكرتير عام الاتحاد, في ظل غياب تام للإعلام والصحافة المصرية, فلقد أغلفت وسائل الإعلام هذا الانجاز وخرج هؤلاء من حسابات الجميع فلم يُكتب عنهم خبر واحد إلا على استحياء في بعض الصحف الخاصة بينما تفرد الصفحات للتلاسن والمهاترات والنميمة تلك هي الصحافة الرياضية في مصر, وللذين لا يعرفون شيئًا عن هذا الانجاز أو هذه المنافسة أقول إن الدورة تقام كل عامين وتشهد تنافسًا فى كل الألعاب على مستوى دول القارة الإفريقية وحتى يتم إدراك اللعبة في البطولة لابد من أن تطلب خمس دول المشاركة في اللعبة, فمثلًا لو الجزائر ومصر وجنوب إفريقيا وناميبيا والسودان تقدموا بطلب للتنافس في كرة القدم يتم في هذه الحالة إدراك اللعبة ضمن المنافسات أما أقل من ذلك فلا تقام المنافسة في اللعبة, وبعيدًا عن قواعد البطولة أعود إلى المشاركة المصرية الأخيرة فمصر شاركت ببعثة قوامها 53 لاعبًا وإداريًا وفنيًا ومسئولًا برئاسة الدكتور حسن عتمان رئيسًا للبعثة، ونائبه الدكتورة منى مصطفى ونافست مصر في ست ألعاب هي كرة السلة وكرة اليد والشطرنج وألعاب القوى وتنس الطاولة والكاراتيه, إذ حصلت مصر خلال البطولة على 46 ميدالية متنوعة كالأتي 25 ميدالية ذهبية، و14 فضية، و7 برونزيات، هذا إنجاز كبير يحسب للإبطال في ظل الظروف العصيبة والصراع السياسي الذي تشهده البلاد ومع ذلك استطاع هؤلاء الشباب أن يرفعوا اسم مصر الغالية ويحصدوا الذهب والفضة والبرونز وأن يكون ختام عام 2012 مسك وهو الذي شهد كسادًا رياضيًا بسبب تجميد نشاط كرة القدم وإخفاق العديد من الفرق في الحصول علي بطولة باستثناء الأهلي وأبو تريكة ومحمد صلاح بعد حصولهم على أفضل فريق في القارة السمراء وفوزه ببطولة أبطال إفريقيا وحل رابعًا في كأس العالم وفوز أبو تريكة ب"أحسن" لاعب محلى، ومحمد صلاح مهاجم بازل السويسري ب"أحسن" ناشئ فى احتفالية "الكاف" غير ذلك لم نجد بارقة آمل سوى هذه الانجاز وتلك الميداليات ولا نغفل الأبطال المعوقين في البارالمبية وكذلك فريق الصم والبكم الذي حل ثاني العالم في كرة القدم بتركيا وتم تجاهل هؤلاء الأبطال من الإعلام أيضًا. في لفتة طيبة من وزير التعليم العالي الدكتور مصطفي مسعد الذي سيكرم الفائزين من أبطال مصر يوم الخميس المقبل الموافق 27 من شهر ديسمبر الجارى، نعم هؤلاء أبطال يستحقون التكريم والإشادة، وأختتم كلامي بأن عتابي على وسائل الإعلام عتاب محب لأحبائه يجب أن نهتم بكل الأبطال على حد السواء والألعاب الفردية المغفل حقها خصوصًا، فنحن نجد كل الدعم في أوروبا لتلك الألعاب ولذلك هي دائمًا ما تكون صانعة للفارق في الأولمبياد أما نحن وشعوب العالم الثالث لا نعرف من الرياضة سوى كرة القدم وهذا تقزيم وتقويض للرياضة تنم عن جهل كبير داخل أوساط المثقفين من النقاد الرياضيين. [email protected] البريد الإلكترونى