صحيح "إذا لم تستحِ فافعل ما شئت". هكذا هو نظام بشار الأسد وكل مؤيديه. فإنهم لا يخجلون من كل الجرائم والأفاعيل التى ارتكبوها فى حق السوريين، بل راحوا يرسلون منتخبًا كرويًا للمشاركة فى بطولة اتحاد غرب آسيا. خمسون ألف قتيلًا، ومئات الآلاف من الجرحى والمصابين، وملايين المشردين والمعوذين، وعشرات الحالات من الاغتصاب، ومع ذلك يرسلون منختبًا رياضيًا للمشاركة فى البطولة المقامة فى الكويت فى الفترة من 8-20 ديسمبر 2012. السوريون يُقتلون بالآلاف فى الشوارع، وتغتصب نساؤهم، والقتلة والمغتصبون يرسلون منتخبًا للمشاركة فى اللهو واللعب. السوريون تُنتهك أعراضهم بالليل والنهار، وينامون فى العراء، وهؤلاء لا يخجلون من تشجيع الكرة. سفاح سوريا المجرم أرسل مؤيديه من العلويين والشيعة ومناصريهم للملاعب، للتشجيع ورفع صوره فى شوارع الكويت، ليقدموا هذا المنتخب الفاجر كأداة لتوحيد سوريا حول المجرم. هؤلاء يقتلون الناس شر القتلة، وبكل أنواع الأسلحة، ولا يخجلون من لعب الكرة وجثث الناس ملقاة فى الشوراع. إن الانسان إذا ما أراد أن يصف الأفعال التى يخجل من فعلها الأشرار، لقال وهو مرتاح الضمير بأن نظام الأسد هو النظام الفج والقميء بين كل هؤلاء الأشرار. هذا النظام الذى عقد اتفاقية مع الإجرام واللصوصية والموت، لا يمكن أن ننتظر منه حمرة الخجل التى يبديها المجرمون أحيانًا. هذا الأفّاك القاتل سفّاح سوريا فقد عقله تمامًا، ولا يدرى بالجرم الذى ارتكبه. ولعل رفع صوره القميئة فى ساحات الملاعب فى تلك البطولة، تشهد عليه بكل الجرائم التى ارتكبها ولم يتأثر بها. للأسف الشديد كلما نعتقد أن غمة الشعب السورى قد بدأت تنكشف، تُصدر لنا مشاهد مؤيدى الأسد فى الملاعب الرياضية لتستخف بنا وتزيد من حنقنا على هذا القاتل. الدماء تسيل فى سوريا أنهارًا، وهؤلاء يلعبون الكرة. الأرامل والثكلى واليتامى منتشرون داخل سوريا وخارجها، وهؤلاء يرفعون صورة الأسد فى الاستادات الرياضية. يارب أنت الشاهد وحدك على التحالفات الإقليمية القائمة، التى استهدفت رءوس السوريين وانتهكت أعراضهم، فاضرب عنهم وانتقم لهم. يارب أنت الشاهد وحدك على التواطؤ الدولى ضد عبادك من أهل السنة فى هذه المحن، فخلصهم وهدم حصون عدوهم. فمع كل هذه الجرائم التى ارتكبها هذا القاتل، نراه يستغل تلك المبارايات للطعن فى الثوار ومن عاونهم. وجدير بالذكر، أنه حينما سافرت بعثة المنتخب السورى لكرة القدم إلى الكويت، رفض عدد من اللاعبين الانضمام إليها. انحيازًا للثورة، ورفضًا للمشاركة فى اللعب، وحزنًا على شعبهم الذى يُقتل ويُذبح، فقيل ما قيل فى حقهم. ولعل الانتصارات التى حققها هذا المنتخب، بمساعدة بعض اللاعبين الشيعة فى منتخباتهم، بوصوله للمباراة النهائية يوم الخميس 20 ديسمبر 2012، تقطع بأن هذا السيناريو جرى ترتيبه بالتنسيق مع شيعة الخليج. فمع أن المباريات قاطعها المشجعون الثوار، إلا أن مشهد المؤيدين للنظام، والداعمين لهذا المنتخب الفاجر، قد تم توظيفه بعناية لخدمة الأسد وتحسين صورته. وهذا لا يعنى عدم وجود جماهير معارضة له فى الكويت، بل كانوا موجودين. عبروا عن اشمئزازهم من مشاركة منتخب يمثل النظام السورى المجرم، مقتحمين أحيانًا الملاعب، محطمين مكاتب الخطوط السورية فى الكويت، داخلين فى اشتباكات مستمرة مع المؤيدين داخل الاستادات وخارجها. حتى وصلت رغبة الأخيرين لمطالبة السلطات الكويتية بمنع المعارضين من حضور المبارايات. وفى المقابل رفض المعارضون مشاركة المنتخب فى البطولة، واصفين اللاعبين بشبيحة النظام. ولعل معارك الثوار ومؤيدى النظام على الفيس بوك حول مشاركات المنتخب، وعقب كل انتصار يحققه اللاعبون، تشهد بأن هذه المشاركة كانت ساحة جيدة للمؤيدين، لتوظيف المشهد توظيفًا سياسيًا. بل الأغرب، أن المجرمين الذين قتلوا الشعب، وراحوا يلعبون الكرة، شنوا هجومهم على المعارضين، بحجة أنهم لا يشجعون منتخب بلادهم. ترى أى كلام يمكن أن يقال ليصف تلك الحيوانات عديمة الإحساس؟! وأى كلام ينطبق على هؤلاء المجرمين والخونة والسفاحين؟! تقريبًا كل المشجعين لهذا المنتخب الفاجر، كانوا من العلويين والشيعة والدروز والإسماعيليين. فهؤلاء هم الذين راحوا يستغلون الحدث لتبييض صفحة النظام. ترى هل يمكن لهؤلاء السذج أن يعتقدوا أن انتصارات كروية ساذجة لا قيمة لها، تحقق ما يريدون، لتنسى جماهير الشعب تفاصيل إجرامهم؟! ألا يشعر هؤلاء بأن للناس كرامة، وحينما تنتهك فلا يصلح السكوت عنها أو غفرانها؟! هل يمكن للذين أُريقت دماء أبنائهم، وشردوا فى الشوارع وانتهكت أعراضهم، أن يصافحوا النظام ويقبلون بحكمه مرة أخرى؟ ومنذ متى رأينا فى التاريخ حاكمًا يقتل شعبه ويظل فى الحكم؟! الأغرب، أن وقاحة الأسد وصفاقة نظامه بلغت بهم، استثمارًا لهذا الحدث، لأن يعلنوا عن إقامة بطولة دورى عام لسنة 2012 / 2013. فقد أجرى اتحاد كرة القدم قرعة دورى المحترفين فى مقره بمدينة الفيحاء الرياضية بدمشق. على أن تقام البطولة على أربعة ملاعب، الفيحاء والجلاء وتشرين والمحافظ. متكفلًا نفقات الإقامة والنقل للأندية المشاركة من المحافظات إلى دمشق. نظام يجد الوقت للأشياء التافهة، لكنه لا يجده لشعبه وأهله، ترى هل يمكن له الحياة بعد الموت؟! نظام يَسعد بمصائب الناس وقتلهم، ولا يجزع للدماء الكثيرة التى أراقها، ترى هل يمكن تصنيفه فى دائرة البشر؟! بالطبع لا. لأن المتعطشين للثأر أخطر وأذكى منك بكثير. د. أحمد عبد الدايم محمد حسين- أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر- جامعة القاهرة