أعتصم أكثر من 600 عاملا من عمال شركة أورا مصر بالعاشر من رمضان منذ ثمانية أشهر ولازال العمال يلتحفون السماء وينامون في العراء في ظل البرد القارس والشمس الحارقة دفاعا عن مطالب عادلة وبسيطة على رأسها صرف الرواتب المتأخرة وصرف مكافئة نهاية الخدمة وتعويض المصابين بأمراض مهنية. كان العمال قد أعلنوا الاعتصام في 20 نوفمبر الماضي احتجاجا على سقوط عدد من زملائهم أمامهم قتلى أو مرضى نتيجة للعمل في مادة الإسبستوس إلا أن صاحب العمل أحمد لقمة قد عاقبهم على احتجاجهم ومطالبتهم بحقهم بالعمل في بيئة نظيفة وبشروط عمل صحية بحرمانهم من أجورهم. وعندما أحرج اعتصام العمال الجميع وكشف المستور والمسكوت عنه من دخول مادة الإسبستوس المحرمة دوليا من سنوات طويلة مصر صدرت القرارات الوزارية يوم 23 ديسمبر الماضي التي تؤكد وقف تصنيع أو إنتاج أو استخدام أية منتجات من مادة الإسبستوس فما كان من أحمد لقمة إلا أن فصل أكثر من 80 عاملا من عمال المصنع وذلك تنفيذا كما يدعى لقرار مجلس الوزراء. و قالت المجموعة المصرية لمناهضة العولمة في بيان تلقت المصريون نسخة منه "علينا جميعا إنقاذ مصر من عار ومخاطر الإسبستوس التي لا تطول من يعمل فيها فقط أو من يستخدمها فقط بل تمتد لمن يعيش بالقرب منها أو حتى يمر عليها إلا عمال "أورا مصر" هم وحدهم الذين دفعوا ثمن إنقاذنا هذا بحرمانهم من أجورهم ومن عملهم بل ومن صحتهم وأحيانا حياتهم" وفي هذا السياق تؤكد الدراسات العلمية أن التعرض لمادة الإسبستوس يؤدي إلى الإصابة بمختلف أنواع السرطان كما أن تلوث الماء والغذاء به يؤدي إلى أمراض الجهاز الهضمي والأدهي من ذلك والذي يجعل الإسبستوس شديد الخطورة أن الأمراض السرطانية التي يتسبب بها تظهر بعد أمد من الإصابة به وبعد أن يتمكن من جسم الإنسان حيث يصبح من الصعب جدا معالجته كما إن عددا كبيرا من دول العالم حظرت هذه الصناعة المميتة والمدمرة. و لقد عاش عمال المصنع طوال الستة شهور حياة الكفاف على الإعانة التي كانت يتلقونها من صندوق الطوارئ الخاص بالاتحاد العام للعمال ومن 1 يونيو الحالي توقف الصندوق عن الدفع فلم يعد لهؤلاء العمال الأبطال والذين يعانون من أمراض الدنيا من مورد للرزق هم وأسرهم.