أبدعت جماعة الإخوان المسلمين عندما اختارت للدعاية من أجل الدستور شعار "بالدستور العجلة تدور".. ضربة معلم أطلق شعارًا وطنيًا خالصًا لا يحمل اسم فصيل ولا يحرض ضد فصيل آخر وإنما يقوم بالترويج لدوران عجلة الحياة فى بلد يتم تعطيله عمدًا –وللأسف- بأيدي أبنائها.. روعة الشعار أنه يفتح الباب أمام الآخر ومن لا يريد لعجلة الحياة أن تدور في هذا البلد فليس أمامه سوى أن يقول لا المهم أن يعرف ما هو المصير الذي ينتظر البلد لمن يقول لا وليقل ما يشاء.. كان المتوقع من الصحف والفضائيات الوطنية التي تحرص علي مصلحة البلد بحق وحقيق، أن تتعامل مع الشعار ليس كإعلان مدفوع الأجر يتم مساواته مع إعلان "شيبسي" بل أن بعض الصحف كانت حريصة علي أن تضع إلى جوار الشعار الوطني عبارة "إعلان مدفوع الأجر" وكأنها تتبرأ من نشره خبرًا أو موضوعًا صحفيًا يدعو الناس إلى التصويت لصالح استقرار البلد وليس استقرار الجماعة مع أن استقرار الجماعة لمن يفهم هو في حقيقته استقرار للوطن.. ولعل الطريف في هذا الشعار أن أكبر دليل على أن الإخوان لا يحكمون ولو كانوا يحكمون فعلًا كانت تلغى إشارة الصحف والفضائيات التي أدمنت تنفيذ توجيهات كل الرؤساء ما عدا الرئيس مرسي رغم أنه هو الرئيس الوحيد الذي حررهم من العبودية والتبعية للسلطة الحاكمة. حقًا إننا نعيش فعلًا زمن الوحل على الهواء مباشرة.. عندما شاهدنا محمود سعد المذيع المليونى وهو يشكك في الذمة المالية للإخوان رغم أنهم هم الفصيل الوحيد على الساحة السياسية الذي يتميز بأنه غير ملطخ السمعة.. محمود سعد المصطبجي يقول للدكتور البلتاجي: الإخوان جابوا فلوس الحلمة دى منين؟ رحم الله أنس الفقي وزير الإعلام الذي كشف المستور عندما حاول محمود سعد ادعاء البطولة وإظهار أنه رافض للحوار مع شفيق رئيس الوزراء، قال الوزير: يا محمود إنك كنت تريد زيادة مرتبك ليصل إلى 9 ملايين جنيه شهريًا ورفضت تخفيض المبلغ وكنت دومًا تباهى بنسبة الإعلانات لأن حكم النعمة مرتبط بالإعلان وليس الإعلام، وقال أنس الفقي: إن محمود سعد كان دائمًا يُطلب منه ترتيب حوار مع حسني مبارك لأنه يمكن أن يقدمه بصورة تقنع الجمهور به وكذلك ابنه جمال مبارك.. وقال إن محمود سعد يدعى البطولة ولم يذهب إلى ميدان التحرير مع الشباب.. محمود سعد مذيع البسطاء والذي كوّن ثروته المليونية من أموال المعلنين التي تخصم من الضرائب والتي كان من المفترض سددها للدولة.. وعدم سدادها كان له تأثير سلبي في خدمات المواطن البسيط.. مذيع البسطاء هو الذي يستولي على أموال البسطاء في النهاية.. إنها لعنة الشهرة الفتّاكة التي تطارد الأراجوز محمود سعد.