أحمد موسى يكشف ملامح الحكومة الجديدة وموعد الإعلان الرسمي    نقابة المهندسين بالإسكندرية تستعد لأكبر معرض للسلع المعمرة بمقر ناديها بالإسكندرية    المركزي يقبل أذون خزانة ب6.2 مليار جنيه وفائدة 26.001% لمدة 273 يوما    اتحاد المصريين بالسعودية: أغلبية المرحَّلين لعدم حملهم تصاريح الحج مصريون    تنبيه هام من «البترول» لسكان الوراق: «لا تنزعجوا من رائحة الغاز»    حرب غزة سوف تستمر سنوات.. «جانتس» يعلن الانسحاب من الحكومة الإسرائيلية    الأونروا: وصلنا لطريق مسدود في غزة.. والوضع غير مسبوق    بعد الهبوط من الدوري السعودي| موسيماني: لدي اتصالات من فريق شمال إفريقيا    مجموعة مصر| تعادل جيبوتي وإثيوبيا بتصفيات كأس العالم    مصطفى عسل يتوج بلقب بطولة بريطانيا المفتوحة للاسكواش    الأربعاء.. أولى جلسات محاكمة سفاح التجمع بمحكمة القاهرة الجديدة    عزة مصطفى عن أزمة عمرو دياب: عارف أنه هيتسجن    مهرجان جمعية الفيلم ينظم حفل تأبين ل صلاح السعدني وعصام الشماع ونادر عدلي    لمواليد «الأسد».. توقعات الأبراج في الأسبوع الثاني من يونيو 2024    ليلى عبد اللطيف تتوقع انفصال هذا الثنائي من الفنانين    جانتس: نترك حكومة الطوارئ وننضم إلى المعركة لضمان أمن إسرائيل    نصائح مهمة تحمي طفلك من الموجة الحارة القادمة    البابا تواضروس الثاني يستهل زيارته الفيوم بصلاة الشكر في دير الأنبا أور (صور)    هيثم رجائي: الملتقى الدولي لرواد صناعة الدواجن سيكون بمشاركة عربية ودولية    مباشر مجموعة مصر - جيبوتي (1)-(1) إثيبويا.. بداية الشوط الثاني    «مكافحة المنشطات» تنفى الضغط على رمضان    سيدات مصر لسلاح الشيش يتوجن بذهبية ببطولة أفريقيا للفرق    يورو 2024| سلوفينيا تعود بعد غياب 24 عاما.. انفوجراف    علاء الزهيري رئيسا للجنة التدقيق الداخلي للاتحاد العام العربي للتأمين    قرار قضائي بشأن المتهمين بواقعة "خلية التجمع"    أسماء أوائل الشهادة الابتدائية بمنطقة أسيوط الأزهرية بعد اعتمادها رسميًا    وزارات جديدة ودمج بعض الحقائب.. أحمد موسى يكشف ملامح الحكومة الجديدة وموعد الإعلان الرسمي    إدخال 171 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة عبر بوابة معبر كرم أبو سالم جنوب رفح    منتدى دولي لحشد الدعم الإعلامي للاعتراف بدولة فلسطين    إصابة كيليان مبابى قبل ودية منتخب فرنسا الأخيرة استعدادا ل يورو 2024    قيادات "الاستعلامات" و"المتحدة" و"الصحفيين" و"الحوار الوطني" في المساء مع قصواء.. اليوم    تعرف على فضل يوم عرفة وأهميته    متى يبدأ التكبير في عيد الأضحى ومتى ينتهي؟    منها مباشرة الزوجة وتسريح الشعر.. 10 محظورات في الحج يوضحها علي جمعة    تنسيق مدارس السويس.. 225 درجة للثانوية العامة و230 للبنات ب"المتقدمة الصناعية"    بشرى سارة بشأن توافر نواقص الأدوية بعد عيد الأضحى.. فيديو    مياه القناة: استمرار أعمال التطهير لشبكات الصرف الصحى بالإسماعيلية    «اقتصادية الشيوخ»: الرقابة المسبقة سيؤثر إيجابيا على الاستثمار في مصر    غدا.. "صحة المنيا" تنظم قافلة طبية بقرية حلوة بمركز مطاي    حجازي: جار تأليف مناهج المرحلة الإعدادية الجديدة.. وتطوير الثانوية العامة    مدحت صالح يستعد لإحياء حفل غنائي 29 يونيو بالأوبرا    المنظمات الأهلية الفلسطينية تدعو لتشكيل محكمة خاصة بجرائم الاحتلال    محافظ الشرقية يهنئ لاعبي ولاعبات الهوكي لفوزهم بكأس مصر    المرور: ضبط 28776 مخالفة خلال 24 ساعة    بروتوكول تعاون بين جامعة بنها والأكاديمية العسكرية للدراسات العليا    محافظ الشرقية يُفاجئ المنشآت الصحية والخدمية بمركزي أبو حماد والزقازيق    بسمة داود تنشر صورا من كواليس "الوصفة السحرية"    انتقدت أسيرة إسرائيلية.. فصل مذيعة بالقناة 12 الإسرائيلية عن العمل    تطبيق ضوابط خاصة بامتحانات جامعة مصر للمعلوماتية؟.. نائب رئيس الجامعة يوضح    مدرسة غبور للسيارات 2024.. اعرف مجموع القبول والتخصصات المتاحة    موعد يوم التروية 1445.. «الإفتاء» توضح الأعمال المستحبة للحاج في هذا التوقيت    وزير الزراعة يوجه بتكثيف حملات التفتيش على منافذ بيع اللحوم والدواجن والاسماك والمجازر استعدادا لاستقبال عيد الأضحى    ضبط مالك مطبعة متهم بطباعة المطبوعات التجارية دون تفويض من أصحابها بالقليوبية    فى انتظار القصاص.. إحاله قضية سفاح التجمع الخامس إلى جنايات القطامية    اعتدال بسيط في درجات الحرارة بمحافظة بورسعيد ونشاط للرياح.. فيديو وصور    يحدد العوامل المسببة للأمراض، كل ما تريد معرفته عن علم الجينوم المصري    3 طرق صحيحة لأداء مناسك الحج.. اعرف الفرق بين الإفراد والقِران والتمتع    مجلس التعاون الخليجي: الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات جريمة نكراء استهدفت الأبرياء العزل في غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمود سعد:مصر كانت تحكمها شلة لصوص.. لكن ظرفاء..!
نشر في أكتوبر يوم 22 - 05 - 2011

رغم كونه من أكثر المذيعين تضرراً من الثورة من الناحية المادية فإنه كان الأكثر احتفاء بها، والأكثر استفادة منها من الناحية الجماهيرية وحب الناس.. وهو الرصيد الأهم لأى مذيع ناجح.
يرى أن تركه لبرنامج «مصر النهاردة» كان مؤثراً جداً على إعلانات البرنامج، ويؤكد أن انتقاله إلى قناة «التحرير» مغامرة حقيقية لكنه سعيد بها لأنه على حد قوله «غاوى مغامرات»!
يعلن على الملأ أنه أغلى مذيع فى الوطن العربى، ولا يخشى الضرائب لأنه يسدد لها نسبتها سنويا وبانتظام، ويرى أن الثورة نجحت بسبب غباء النظام السابق، ويؤكد أن الفتنة الطائفية لا علاقة لها بالثورة، وأن مصر تعيش حالياً أزهى عصورها.
إنه المذيع المتألق محمود سعد الذى التقته «أكتوبر» وأجرت معه حواراً شاملاً كشف خلاله عن أسرار استقالته من التليفزيون المصرى وانضمامه لقناة «التحرير».. ومواقفه من الثورة والنظام السابق والحكومة الحالية والانتخابات المقبلة والمرشحين للرئاسة.
* ألا تعتبر انضمامك لقناة التحرير مغامرة؟
* * بالفعل هى مغامرة، ولكن المغامرة فى الحياة مطلوبة، فليس من الضرورى أن يلعب الإنسان «فى المضمون»، وأنا أعتبر حياتى سلسلة من المغامرات، فقرارى بالعمل كمذيع كان مغامرة كبرى، وقرارى بالعمل فى التليفزيون المصرى كان أيضاً مغامرة غير مضمونة العواقب. وأنا فى الأصل أومن بأن النجاح رزق من عند الله وليس للإنسان دخل فيه.
* لماذا اخترت قناة «التحرير» تحديدا للانضمام إليها بعد ترك التليفزيون المصرى؟
* * لأن بها مساحة واسعة من الحرية، كما أن أصحابها الثلاثة إبراهيم عيسى، أحمد أبو هيبة ومحمد مراد متخصصون فى مجال الإعلام، ولا يهدفون للمكسب المادى بقدر ما يرغبون فى إنشاء قناة يقولون من خلالها «كلام هام» فى الفترة الحساسة التى تمر بها البلد حاليا. كما أن العرض المالى الذى قدم لى كان جيدا.
* وهل جاءتك عروض أكبر من قنوات أخرى؟
* * جاءتنى عروض من قنوات أكبر بمقابل مادى أعلى، منها عرض من إحدى القنوات بمقابل مادى 4 أضعاف العرض الذى قدم لى فى قناة التحرير، ولكننى لم أوافق، لأننى لا أسعى وراء العرض المادى الأكبر، فالفلوس بالنسبة لى ليست الهدف.
* تظهر ثلاثة أيام فى الأسبوع بمفردك، هل تفضل ذلك؟
* * لا أفضل التقديم بمفردى فى الحلقات التى أظهر فيها، لذا أسعى حاليا لأن يشاركنى التقديم عدد من المذيعين والمذيعات الشباب، وأفضل أن يكونوا وجوها جديدة، لأساعد الجيل الجديد على الظهور.
* ما ردك على الجدل الذى حدث بعد إثارة أنس الفقى لقضية أجرك الكبير؟
* * قضية أجرى التى تحدث فيها أنس الفقى استفزت الناس، ومعهم كل الحق فى الاستفزاز من الرقم، ولكننى أريد التأكيد على أن أجرى أو أجر أى مذيع آخر يرتبط بالإعلانات التى تأتى فى برنامجه، فأنا لا أحصل على أجرى من الدولة أو من التليفزيون، وإنما من حب الناس، فكلما زاد حب الناس زادت الإعلانات، وبالتالى ارتفع الأجر، أما إذا ذهب حب الناس، انتهى الأمر، الأمر الآخر أننى لم أخف يوماً أجرى الذى أتقاضاه، على العكس أعلن دائماً أننى أغلى مذيع فى الوطن العربى، وأن ربنا رزقنى و«فتحها علىّ»، ولكننى لا أحب ذكر الرقم تحديداً لمنع الاستفزاز، ثم إننى أدفع ضرائبى بانتظام، وكل عام تنشر الصحف أننى دفعت مليونا ونصف المليون جنيه ضرائب، فهل أدفع هذا الرقم، وأنا أقبض 20 ألف جنيه مثلاً.
وهنا أريد أن أسأل: هل أنا الوحيد الذى يتقاضى هذا الأجر؟ فكثير من مذيعى التوك شو يتقاضون أجوراً تقترب من هذا الرقم.
* فى رأيك لماذا قام أنس الفقى بإثارة قضية أجرك على الهواء؟
* * يمكن تفسير ما قاله الفقى بأن فى نفسه شيئاً ما تجاهى، فعندما تحدث كان غاضبا و«محروق» لأن اتصاله جاء بعد تركه الوزارة بنصف ساعة فقط، وكان يعلم ماذا ينتظره.
* وما الذى يجعل فى نفس الفقى شيئا تجاه محمود سعد تحديدا فيفكر فى الانتقام منه على الهواء؟
* * بدأ الخلاف بينى وبين الفقى يوم 26 يناير، عندما كلمنى وقال لى بالنص «الدنيا رايقة فى التحرير، والبلد زى الفل» فرددت عليه قائلا «ده بالنسبة لك، البلد مش زى الفل، وهيحصل فيها حاجات كتير جدا، والمفروض أن رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء يخرجوا لمخاطبة الشعب»، فقال لى إنهم أصدروا بيانا لوزير الداخلية، وهذا يكفى.
وسألنى عما سأقوله فى الحلقة، فقلت له سأقول ما أشعر به، فاعترض قائلا إنه يجب علىّ أن أقول كلاما من نوعية «تواطؤ، جماعات مندسة، الإخوان المسلمين هم السبب» فرفضت بالطبع أن أقول هذا الكلام، فاختلفنا، فقلت له لن أذهب للبرنامج اليوم، فقال لى «هردهالك يا محمود» فقلت له «زى ما سيادتك عاوز اعمل، ولكننى لن أعمل فى البرنامج، واعتبرنى تركت البرنامج»، وانتهى الأمر. وفوجئت فى اليوم التالى 27 يناير بخبر على شريط الأخبار فى قناتى الجزيرة والعربية وغيرهما أنه تم إعطائى إجازة مفتوحة من التليفزيون المصرى، بعدها توقف البرنامج لمدة أسبوع، ثم عاد بمقدميه تامر أمين وخيرى رمضان، ولم يكلمنى أحد.
وعندما تنحى الرئيس مبارك كلمنى أسامة الشيخ وطلب منى العودة قائلا «البرنامج محتجالك»، فسألته من المسئول عن البرنامج، قال لى إنه هو المسئول واعتبر أنس الفقى غير موجود، وبالفعل عدت وقدمت 5 أو 6 حلقات استضفت فيها جميع الممنوعين من التليفزيون المصرى مثل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، العالم الكبير أحمد زويل، إبراهيم عيسى، بلال فضل، حسين عبد الغنى، علاء الأسوانى.
واقعة أحمد شفيق
* نأتى إلى حلقة رئيس الورزاء السابق الفريق أحمد شفيق التى رفضت تقديمها، فما السبب؟
* * كان مقررا أن أستضيف فى هذا اليوم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور أسامة الغزالى حرب، ولكن أبلغتنى المعدة هبة شلبى صباح يوم الحلقة صباحا أن الفريق شفيق سيظهر معى اليوم فى الحلقة بدلا من الضيوف الأساسيين، فتحدثت مع عمرو الخياط رئيس تحرير البرنامج للاستفسار عن السبب، فقال لى إن مكتب رئيس الوزراء كلمه وطلب الظهور معى، فرفضت بشدة، وقلت له نصا «بينى وبين شفيق دم موقعة الجمل» فهو كان رئيس الوزراء حينها، ولم يفعل شيئا، لذلك لن أتناقش معه» وأنهينا الموضوع، فاتصل بى مرة أخرى وقال لى «مفيش مشكلة، ولكن فقرة د. عبد المنعم أبو الفتوح ود. أسامة الغزالى حرب سيتم تسجيلها ولن تذاع على الهواء»، فغضبت بشدة من هذا الموقف لأنه لا يوجد سبب لتسجيل الفقرة، فقررت عدم الاستمرار، وأعتذرت له عن عدم تقديم البرنامج، وفوجئت بانتشار الخبر سريعا على الفيس بوك ومواقع الإنترنت، ولا أعرف من قام بتسريب الخبر، فاتصلت بى الاعلامية منى الشاذلى لتستفسر منى عما حدث، فشرحت لها القصة، فطلبت منى أن أحكيها على الهواء فى برنامجها، وبالفعل قلت ما حدث، وبعد فترة وجدت أحد المعدين ببرنامج «العاشرة مساء» يكلمنى ويقول لى إن الفريق شفيق سيقوم بمداخلة للرد على ما قلته، وسمعته فشعرت بالغضب الشديد لأن كلامه ليس صحيحا، وفكرت أن أكلم البرنامج مرة أخرى للرد على كلامه، ولكننى تراجعت وقلت لن أرد، وذهبت فى اليوم التالى للتلفزيون وأنهيت تعاقدى معهم.
* ولماذا لم تستضفه وتناقشه فيما حدث فى موقعة الجمل؟
* * هناك خلاف يسمح بالاشتباك فى الحوار، وهناك خلاف آخر لا يسمح بأن يكون هناك كلام أصلا، فأنا أرى أن بعد ماحدث يوم موقعة الجمل، وما حدث لشبابنا يومها لا يمكن أن يكون هناك حوار أو مناقشة مع الفريق شفيق، لأنه بحكم مسئوليته كرئيس وزراء وقف صامتا أمام هذه الجريمة، وترك الأمور تجرى كما هو مخطط لها، ولكن إرادة الله حمت المتظاهرين وأفشلت هذا المخطط، وأنا ضميرى مستريح لما فعلته، ولا أرى أننى أخطأت، ولا أعتقد أن ما فعلته غير مهنى، فأفضل مذيعين فى العالم يرفضون مقابلة بعض الشخصيات، فما فعلته ليس شيئا غريبا، وأعتقد أن من حقى أن اعترض على استضافة أحد الشخصيات.
* لماذا اخترت الابتعاد والتوارى عن الأنظار بعد هذه الواقعة؟
* * لأننى وجدت أن البعض يريد أن يشغل الرأى العام عن القضايا الرئيسية التى يمر بها الوطن بقضايا هامشية مثل خلافى مع أحمد شفيق، فنحن فى حالة ثورة، ونريد النهوض بالبلد، ولذلك استغربت جدا عندما وجدت أخبار خلافى مع شفيق على الصفحات الأولى للصحف، لذا قررت ألا أشارك فيما يحدث، وأركز على القضية الأهم وهى الثورة ونجاحها.
* انتشر فيديو لك على اليوتيوب تظهر فيه فى إحدى حلقات برنامج «مصر النهاردة» تمتدح فيها الفريق أحمد شفيق وهو ما اعتبره البعض تناقضا؟
* * بالفعل حدث هذا أنا مشكلتى مع الفريق شفيق موقعة الجمل، لكننى أرى أنه كان وزير طيران ناجحاً، وفترة عمله كانت ممتازة، والحقيقة أنه قدم لنا خدمات إنسانية جليلة عندما كان وزيرا، وكنا نطلب منه تسفير بعض الحالات المرضية الفقيرة، فكان يسهل الإجراءات، ويعطينا تذاكر السفر مجانا، لكنه تولى رئاسة الوزراء فى وقت صعب، وكان موقفه متخاذلاً ضد الثورة لصالح مبارك.
مقابلة مبارك بشروط
* وماذا عما قاله الفقى بأنك طلبت مقابلة الرئيس مبارك؟
* * ما حدث أن مبارك كلمنى بعدما قمت بعمل قسطرة، للاطمئنان على صحتى، فقلت له أريد التسجيل معك، فقال لى «موافق.. كلم الفقى واتفق معاه» وبالفعل كلمت الفقى وقلت له إننى أريد التسجيل مع الرئيس مبارك ولكن بشروط معينة أولها أن نجلس أنا ومبارك بمفردنا، ولا يحضر أى شخص آخر تسجيل الحوار، ويكون الرئيس مرتديا ملابس كاجوال، وأن نصور فى شرم الشيخ، فرفض هذه الشروط، فرفضت إجراء الحوار لأننى أعلم أن الحوارات التى يجريها الرئيس يحضرها الوزير والعديد من الأشخاص الآخرين، وبعد انتهاء الحوار يقومون بإلغاء أى شيء لا يعجبهم سواء من كلام الرئيس أو كلام المذيع، وأنا لو كنت قمت بالحوار بهذه الطريقة وجاءوا وألغوا ما يريدون سيظهر الحوار سيئا جدا مثل الحوارات التى كان يقوم بها مبارك قبل ذلك.
* هل غضبت عندما قال تامر أمين فى اليوم التالى لرحيلك إن البرنامج لا يتوقف على مذيع؟
* * لم أغضب، على العكس أضحكنى هذا الكلام، لأن البرنامج يرتبط بالمذيع، وإذا رحل المذيع سقط البرنامج، وتامر قال أيضا إن «مصر النهاردة فوق الجميع» فأريد أن اسأله وأين مصر النهاردة الآن؟، ثم يأتى ويقول إن أجورنا فى التليفزيون مبالغ فيها، فأسأله وماذا عن أجره؟، هل يأخذ مثلا 20 ألف جنيه، كلنا نتقاضى ملايين ولست أنا فقط، ولكن كما قلت، أنا لا أغضب من أحد، وتامر زميل عملنا مع بعض لفترة، وهذا رأيه «على عينى وراسى».
* هل توقعت أن ينتهى البرنامج بهذه الطريقة؟
* * لا، ولكننى كنت أعلم أن خروجى من البرنامج سيتسبب فى مشكلة، لأن الإعلانات ستتأثر بخروجي، ففى شهر فبراير الماضى حلقاتى أذيع فيها 20 إعلانا فى الوقت الذى لم تكن هناك إعلانات فى البرامج الأخرى فى هذه الفترة، فالحلقة الواحدة كان فيها إعلانات ب600 ألف جنيه، وهذا ليس كلامى، ولكنه مثبت بالأرقام. لذا كنت أعلم أن البرنامج سيتأثر، ولكننى توقعت أن التليفزيون سيحاول التعاقد مع أحد المذيعين الناجحين الذى يمكن أن يعود بالإعلانات مرة أخرى.
ولكننى أرى أن توقف البرنامج لا يتعلق بالأشخاص، بقدر ما يتعلق بمسألة مبدأ، فالعاملون فى التليفزيون المصرى رأوا أن من حقهم أن يكون لديهم برامج يعملون فيها، وهذه رؤية يجب احترامها، فهم يرون أن هناك مذيعين ومصورين ومخرجين وفنيين يجلسون بلا عمل، فى حين أن هناك مذيعين آخرين من خارج المبنى يتقاضون مبالغ كبيرة، ولكنهم لم يضعوا فى الحسبان أن «مصر النهاردة» يتكلف 25 مليون جنيه فى العام ويحقق مكاسب تتراوح بين 70 و80 و90 مليون جنيه، فالبرنامج بيصرف على التليفزيون، على الجانب الآخر، هناك برامج فى التليفزيون تتكلف مليونا واتنين وثلاثة، ولا تحقق اى مكسب، ولكن على أية حال من حقهم أن يقدموا برامج، ويرفضوا وجود أى شخص من الخارج.
* على مدار تقديمك للبرنامج، هل شعرت أن العاملين رافضون لوجودك؟
* * إطلاقا، بالعكس كانوا يعاملوننى أفضل معاملة فى التليفزيون، وإذا كنت أعرف أن وجودى فى التليفزيون سوف يغضبهم بهذا الشكل، كنت انسحبت من العمل فى التليفزيون فورا، لأنه يجب على احترام رغباتهم، حتى إذا كانت وجهة نظرهم مختلفة عن وجهة نظري.
وأنا لا يمكن أن أدخل التليفزيون المصرى مرة أخرى لسبب وحيد هو أن من حق العاملين فى المبنى أن يأخذوا فرصتهم، ويقدموا برامجهم، ويثبتوا وجودهم، أما إذا استدعونى «فده موضوع تاني» لكن ماداموا يرون أن لهم الأولوية فى العمل، فهذا حقهم الطبيعى، أما نحن فلدينا العديد من القنوات الفضائية يمكن أن نعمل فيها، فنحن ضيوف شرف، ومادام العاملون بالتليفزيون لا يريدوننا فقد انتهى الأمر.
سر نجاح الثورة
* نعود للحدث الأهم فى مصر، هل توقعت نجاح الثورة؟
* * بصراحة لم أتوقع نجاحها، وأعتبر ما حدث معجزة بكل المقاييس، لأن شخصية مبارك لا تستكين ولا تستسلم بسهولة، فكيف استسلم وترك الحكم بعد 18 يوما؟ لا أعرف، لذا فهذه الثورة لم تنجح إلا لأن الله سبحانه وتعالى أراد لها أن تنجح، ثم يأتى حماس الشباب وإصرارهم على نجاح ثورتهم، فمثلا عندما أقيلت الحكومة، وتم إلغاء التوريث وأعلن مبارك عدم ترشحه مرة أخرى، سعدت جدا بهذه الإجراءات وقلت إننا حققنا مكاسب لم نكن نحلم بها، ولكن الشباب كانوا مصممين على هدفهم حتى نجحوا فى تحقيقه. وكان لغباء النظام دوراً فى إنجاح الثورة، فمصر كان يحكمها حرامية ولكن أغبياء، يمكن تشبيههم بفيلم «لصوص لكن ظرفاء».
* كيف ترى الوضع فى مصر حاليا، خاصة فى ظل أحداث الفتنة الطائفية؟
* * أرى أن مصر تعيش أزهى عصورها، وما يحدث حاليا هو توابع وروافد الثورة، خاصة أننا نبنى من أول وجديد، وأتوقع أن تنتهى كل هذه المشاكل قريبا ان شاء الله.
أما فيما يخص أحداث الفتنة الطائفية، فيجب ألا نربط بينها وبين الثورة، فأحداث الفتن الطائفية موجودة من أيام السادات وأحداث الزاوية الحمراء، وليس لها علاقة بالثورة. أما ما يحدث حاليا فسببه أن هناك ظلماً واقع على المسيحيين، كما أن المسئولين تركوا هذه المشاكل تكبر دون أن يتدخلوا لحلها.
* كيف تقيم أداء حكومة د. عصام شرف؟
* * لابد أن نتفق فى البداية على الدور الذى تقوم به الحكومة، فهى حكومة انتقالية لتسيير الأعمال، بمعنى أنها جاءت لتسيير العمل فى كل الوزارات حتى تأتى حكومة منتخبة. وهناك قضايا نجحت فيها، وأخرى فشلت، مثل فشلها فى توفير الأمن للشعب المصرى.
الرئيس قبل البرلمان
* كيف ترى الإنتخابات البرلمانية القادمة؟
* * أفضل أن تجرى الانتخابات الرئاسية أولا، ويتم عمل دستور تحدد فيه صلاحيات الرئاسة، ونؤجل الإنتخابات البرلمانية حوالى عام حتى تتشكل الأحزاب الجديدة، وتستطيع تنظيم صفوفها. لأنه إن لم يحدث ذلك فستحصل جماعة الإخوان المسلمين على الأغلبية.
* وهل تخشى من فوز الإخوان بأغلبية مقاعد البرلمان؟
* * لا أخاف ومستعد لخوض التجربة، ولكن أتمنى أن يكون هناك أحزاب تضم الشباب الذى قام بالثورة، ونعطى لهم الوقت الكافى ليتمكنوا من النزول للناس، لتكون جميع الأحزاب والفئات ممثلة فى البرلمان، أما إذا أجريت الإنتخابات حاليا فلن يكون البرلمان ممثلا بحق عن الشعب، لأن الانتخابات ستدخل فيها العصبية والمال.
* ما رأيك فى المحاكمات التى تجرى لرموز النظام السابق؟
* * بصراحة، أنا مصدوم من كم السرقات التى قام بها النظام السابق، ففى عهد عبد الناصر كان هناك سرقات، ولكن ليس بهذا الشكل وعندما قبض السادات على بعض رموز النظام فيما سمى بثورة التصحيح لم يكن ذلك بسبب ذمتهم المالية، ولكن بسبب فسادهم السياسى، أما عندما نجد رئيس الجمهورية وزوجته وأركان النظام السابق كلهم متهمين بالسرقة ونهب مصر، فهذا يضايقنى، لأن الحاكم المصرى ليس «حرامى» قد يستغل نفوذه، يحكم بغباء يكون فاسدا بمعنى أنه غير مهتم بالحكم مثل الملك فاروق، لكن ما نراه حاليا أمر يحزن.
* وهل توقعت وجود هذا الكم الهائل من الفساد والسرقة والنهب؟
* * بصراحة لم أتوقع، ولم يكن لدى شك فى الذمة المالية لمبارك وسوزان، أما علاء وجمال فكنت أسمع أنهما مشاركان فى العديد من المشروعات مع رجال الأعمال، ولكن أن يصل الفساد والسرقة والنهب لهذه الدرجة، فهذا أمر لم يكن متوقعا.
وفى رأيى أن تطهير البلد من الفساد سيستغرق سنوات طويلة، لأن الفساد ضرب كل القطاعات، فأصبح أمرا عاديا أن نجد موظفا يأخذ رشوة، ويؤدى فريضة الصلاة، ولا يعتبر أن ما يفعله حرام، وهذه كارثة، فالنظام السابق استطاع أن ينقل الفساد من فوق لتحت، فأصبح المجتمع كله به فساد.
صباحى أفضل المرشحين
* لماذا أعلنت تأييدك لحمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية القادمة؟
* * فى البداية يجب التأكيد على أننى أعلنت تأييدى له بصفتى الشخصية، وليس كمذيع، بمعنى أننى لن أستغل البرنامج فى إعلان تأييدى أو مساندتى له. أما عن الأسباب فأنا أعرفه شخصيا من زمان، هو رجل مصرى يعرف كيف يقيم الدولة بالعدل، وهو مواطن شريف، كما أن سنه مناسب، وأنا أفضل أن يكون سن المرشح صغيرا، وإذا وجدت مرشحا آخر سنة أصغر من حمدين وبه نفس مواصفاته سأختاره، وأتمنى أن أجد رئيس جمهورية عمره 45 سنة مثلا، ويختار مجلس وزراء كله فى الأربعينات، ومحافظين فى الثلاثينات، وإذا حدث ذلك فسيغيرون شكل البلد، فدائما كنت أقول إن الشباب سيغيرون المجتمع، وكان البعض يسخر من كلامى، ولكن هؤلاء الشباب حققوا المعجزة، وقاموا بأعظم ثورة.
* وما رأيك فى كل من السيد عمرو موسى والدكتور محمد البرادعى؟
* * السيد عمرو موسى ليس بعيدا عن نظام مبارك، فقد خدم عشر سنوات كدبلوماسى فى واشنطن ثم خدم عشر سنوات أخرى كوزير للخارجية وآخر عشر سنوات قضاها كأمين عام للجامعة العربية، أى 30 عاماً وسط هذا النظام الفاسد، فضلا عن أنه لم يتخذ أى موقف إزاء ما يحدث فى الدول العربية من ثورات فى اليمن وليبيا والبحرين وسوريا، وبالتالى كيف أرشحه رئيسا للجمهورية؟ فالسيد عمرو موسى اعتاد على الدبلوماسية على مدار 30 عاماً والوضع فى مصر لا يحتاج لرئيس جمهورية «دبلوماسى» إنما رئيس جمهورية «حاد» فى القرارات لا يخاف من فكرة التوازنات خوفاً من غضب فئة فى المجتمع على حساب فئة أخرى.
أما الدكتور محمد البرادعى فهو مناسب جدا لحكم مصر فى هذه الفترة إلا أننى أفضل ألا يكون سن الرئيس كبيراً، وبالتالى أنا أؤيد حمدين صباحى لأنه يستطيع أن يطبق نفس سياسات البرادعى، وسنه مناسب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.