تصدر نبأ إعلان استقالة وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان اليوم /الجمعة / كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية، والذي قوبل بارتياح من أغلب الأحزاب والقوي السياسية داخل إسرائيل . وقال ليبرمان فور إعلان الاستقالة ، "إن قراره جاء لتمكين الناخب الإسرائيلي من التوجه إلى صناديق الاقتراع بعد أن تحسم هذه التهم قضائيا ، وهو ما سيمكنه من مواصلة عمله في خدمة إسرائيل في إطار قيادة قوية" . واعتبر توفيق أبو شمر الخبير في الشأن الإسرائيلي في تعليق - لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في الأراضى الفلسطينية - أن استقالة ليبرمان خطوة ايجابية تصب لصالح التحالف الذي تم مؤخرا بين حزبه "إسرائيل بيتنا" ، "والليكود " بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو . وأوضح أن وجود ليبرمان بكل هذه التهم بالفساد في منصبه سيفقد التحالف الكثير من الأصوات خلال انتخابات الكنيست المقرر إقامتها أواخر شهر يناير القادم ، خاصة وأن نتائج استطلاعات الرأي كانت ايجابية لصالح هذا التحالف . وكان نتنياهو وليبرمان قد أعلنا منتصف شهر أكتوبر الماضي ، أن حزبيهما سيخوضان الانتخابات البرلمانية المقبلة في قوائم موحدة، من أجل قيادة الحكومة المقبلة ، ورجحت استطلاعات رأي إسرائيلية أن تحافظ كتلة "الليكود- بيتنا " على المقاعد البالغ عددها 42 من اجمالي 120 مقعدا بالكنيست . ووصف أبو شمر ، استقالة ليبرمان بأنها "تكتيك سياسي" ، وكانت متوقعة بعد توجيه المستشار القانوني للحكومة لائحة إتهام ضده بالغش وإساءة الائتمان ، ورأي أن هذه الاستقالة حفاظا على التحالف مع الليكود واستمرار حزبه "إسرائيل بيتنا " في الحياة السياسية. وأوضح أن حزب "إسرائيل بيتنا" أغلبه من المهاجرين الروس المتطرفين والمتعصبين لإسرائيل ، وشعبيته في الشارع الإسرائيلي نابعة من هؤلاء ، وأن إستمرار تحالف "الليكود - بيتنا" يضمن إبقاء أحزاب المعارضة في إسرائيل خارج الساحة ، وتوقع أن يختار نتنياهو فور تشكيل الحكومة القادمة ليبرمان في وزارة أخري غير الخارجية، في حال فوز هذا التحالف في الانتخابات القادمة. وحسب وسائل إعلام إسرائيلية ، فقد أعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو تحدث مع ليبرمان ، وتمني له أن يتمكن من إثبات براءته عما قريب وأن يعود قريبا لإشغال منصب رفيع في الحكومة. من جانبه ، قال الدكتور وليد المدلل أستاذ العلوم السياسية بغزة والمختص بالشؤون الإسرائيلية ، إن استقالة ليبرمان قد تؤثر على مستقبله السياسي ولن تترك أثرا على تحالف "الليكود - بيتنا" ، موضحا أن التهم التي وجهت إليه محل تحقيق ولم يصدر حكما بصددها . وأضاف المدلل :" كانت حظوظ ليبرمان قوية في الانتخابات المقبلة خاصة وأن حزبه يضم أكثر من مليون مهاجر روسي إلى إسرائيل" ، مشيرا إلى أن هذه هى الضربة الثالثة التي تتلقاها حكومة إسرائيل بعد استقالة وزيري الدفاع والسياحة. كما أضاف أن ليبرمان المتطرف كان أسوأ وزير خارجية عرفته إسرائيل وتسبب في توتر العلاقات كثيرا بين إسرائيل والإدارة الأمريكية . وقال :"إعلان ليبرمان الاستقالة الآن خطوة ذكية منه نظرا لحساسية التوقيت مع قرب انتخابات الكنيست التي ستجري يوم 22 من الشهر المقبل ". وكان المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية يهودا فاينشتاين ، قد تقدم مساء أمس بلائحة إتهام ضد ليبرمان ، بتهمة ارتكاب مخالفات إساءة الائتمان وأخري تتعلق بكيفية تعيين سفير إسرائيل لدي بيلاروسيا. وأوضحت صحيفة /يديعوت أحرونوت / أنه تم توجيه تهمة تبييض الأموال، وخيانة الأمانة لليبرمان ، من خلال تلقي ملايين الدولارات من المليونير مارتين شلاف عن طريق شركات أجنبية، في الوقت الذي كان يشغل فيه مناصب عامة. بينما قضية سفير بيلاروسيا ، فقد قرر فاينشتاين تقديم لائحة إتهام ضد ليبرمان، بعد أن عرض ليبرمان على الحكومة في ديسمبر عام 2009 تعيين زئيف بن آرييه سفير إسرائيل سابقا في بيلاروسيا كسفير في دولة أخري، رغم علم ليبرمان بأن السفير أخل بمنصبه، وقام بتسليمه معلومات سرية وصلته بحكم منصبه تتضمن تفاصيل عن تحقيقات ذات صلة بليبرمان. كما تضمنت لائحة الاتهام ، تفاصيل لقاء جري في بيلاروسيا في أكتوبر 2008 ، بين ليبرمان وبين السفير زئيف بن آرييه ، وخلال اللقاء كشف بن أريه لليبرمان ، أن السلطات تحقق بشأنه، وسلمه قصاصة ورق تحمل إسم شركة وتفاصيل حساب بنك طلبت إسرائيل الحصول على معلومات بشأنه ، وتشير لائحة الاتهام إلى أن ليبرمان تناول قصاصة الورق وأمعن النظر فيها ووضعها في جيبه. وقد طالبت عدة أحزاب إسرائيلية ، ليبرمان بالاستقالة من منصبه وتركه للحياة السياسية بعد قرار المستشار القضائي للحكومة الذي أكد أن مثل تلك التهم مخالفة خطيرة تمس بالمصلحة العامة.