حذر تقرير خطير للمجلس القومي للإنتاج والشئون الاقتصادية من كارثة تواجه مصر في المستقبل القريب تتمثل في عدم القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء ما لم تتم زيادة الإنتاج الزراعي والغذائي ، خاصة وأن الأوضاع الحالية تسببت في زيادة الهجرة من الريف إلى المدن الكبيرة فضلا عن تأكل الأراضي الزراعية نتيجة التوسع العمران . وأكد التقرير أن المساحة المزروعة من القرن العشرين بلغت 6 ملايين فدان لاستيعاب 22 مليون نسمة وأدى ازدياد السكان إلى أكثر من 70 مليون نسمة إلى وجود خلل شديد في التوازن بين الأراضي المزروعة وبين عدد من السكان المتضخم مما أدى إلى هبوط نصيب الفرد من الأراضي الزراعية إلى حوالي 8/1 فدان وهو وضع سيء يدعو إلى إضافة مساحة جديدة من الأراضي الزراعية خاصة في ظل الزحف العمراني على الرقعة الزراعية ، وما ترتب على ذلك من التوسع في استيراد الغذاء لسد الفجوة بتكلفة بلغت 6.7 مليار جنية عام 93 ووصلت إلى 14.6 مليار جنية عام 2004. وطالب التقرير بضرورة السعي لتوسيع قاعدة العمل والتشغيل في مجال الزراعة من خلال استصلاح الأراضي الصحراوية ، مشيرا إلى أن خطة الدولة استهدفت استصلاح 3.4 مليون فدان حتى عام 2017 وتم التركيز على مشروعات في مناطق مترامية الأطراف من بينها مشروع تنمية شمال سيناء الذي يضم 620 ألف فدان وتكلفته أقل من مشروع تنمية الطريق الدولي الساحل الذي بلغت تكلفته 2.5 مليار جنية. وأنتقد التقرير فشل مشروع توشكي بالرغم من التكاليف الزائدة عن الحد التي وصلت إلى 5.6 مليار جنية ، فضلا عن أن التقارير النهائية لتخصيص الأراضي بالمشروع تشير لوجود مساحة تصل إلى 385 ألف فدان ذات صلاحية جيدة للزارعة و125 ألف فدان ذات صلاحية متوسطة و175 ألف فدان ذات صلاحية محدودة بالإضافة إلى مساحات لا تصلح للزارعة لما فيها من زيادة تركيز للأملاح وهو ما يستلزم إجراء عمليات غسيل متكررة لها إذا اتجهت النية لزراعتها مستقبلا. وأنتقد التقرير أيضا تحميل المستثمرين تنفيذ البنية الداخلية وشبكات الري وهو ما قد يجعل المستثمرين يحجمون عن الاستثمار هناك وسيطلب ذلك حوافز مغرية لجذبهم. وطالب التقرير بضرورة التركيز على حسن استغلال الموارد المائية والاتجاه لزيادة المساحة المزروعة واستصلاح الأراضي من أجل الحفاظ على التوازن بين حجم السكان والموارد الزراعية وإعطاء الأولوية للأفراد من المناطق التي يقومون باستصلاحها لتشجيعهم ونقل السكان إلى المشروعات الجديدة فور الانتهاء منها مع ضرورة الاستفادة من ارتفاع درجة الحرارة بزراعة المحاصيل التي تناسبها والتركيز على التشجير لحماية الحقول والزراعات من الرمال خاصة من توشكي وشرق العوينات وتوفير خطوط النقل المواصلات إلى مشروعات الاستثمار الزراعي الجديدة.