هجوم حاد من "النواب" على وزير العدل ورئيس المجلس يتدخل: لا توجهوا أي لوم للحكومة    تزامنًا مع قرب فتح باب الترشح لانتخابات النواب.. 14 عضوًا ب«الشيوخ» يتقدمون باستقالاتهم    "الإصلاح والنهضة": صراع النواب أكثر شراسة.. ونسعى لزيادة المشاركة إلى 90%    لهجومه على مصر بمجلس الأمن، خبير مياه يلقن وزير خارجية إثيوبيا درسًا قاسيًا ويكشف كذبه    تنسيق لإنشاء نقطة شرطة مرافق ثابتة بسوق السيل في أسوان لمنع المخالفات والإشغالات    بقيمة 500 مليار دولار.. ثروة إيلون ماسك تضاعفت مرتين ونصف خلال خمس سنوات    النقل: خط "الرورو" له دور بارز فى تصدير الحاصلات الزراعية لإيطاليا وأوروبا والعكس    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات "ديارنا" بمدينة أكتوبر الجديدة    السيولة المحلية بالقطاع المصرفي ترتفع إلى 13.4 تريليون جنيه بنهاية أغسطس    للحد من تسريب المعلومات.. وزارة الحرب الأمريكية تعتزم تنفيذ إجراء غير مسبوق (تفاصيل)    بعد القضاء على وحداتهم القتالية بالكامل.. القوات الروسية تأسر جنودا أوكرانيين    750 ألف وظيفة مهددة... أمريكا تواجه أسوأ إغلاق حكومي منذ عقود    قطر تستنكر فشل مجلس الأمن فى اعتماد قرار بشأن المعاناة الإنسانية فى غزة    الصحافة الإنجليزية تكشف موقف عمر مرموش من معسكر منتخب مصر    هالاند وجوارديولا ضمن قائمة الأفضل بالدوري الإنجليزي عن شهر سبتمبر    لقاء البرونزية.. موعد مباراة الأهلي وماجديبورج الألماني في بطولة العالم لكرة اليد للأندية 2025    برناردو سيلفا: من المحبط أن نخرج من ملعب موناكو بنقطة واحدة فقط    المصري يختتم استعداداته لمواجهة البنك الأهلي والكوكي يقود من المدرجات    وست هام يثير جدلا عنصريا بعد تغريدة عن سانتو!    شقيق عمرو زكى يكشف تفاصيل حالته الصحية وحقيقة تعرضه لأزمة قلبية    «الداخلية» تضبط شخصًا هدد جيرانه بأسطوانة بوتاجاز في الجيزة    تصالح طرفى واقعة تشاجر سيدتين بسبب الدجل بالشرقية    شيخ الأزهر يستقبل «محاربة السرطان والإعاقة» الطالبة آية مهني الأولى على الإعدادية مكفوفين بسوهاج ويكرمها    محافظ البحيرة تفتتح معرض دمنهور الثامن للكتاب    «غرقان في أحلامه» احذر هذه الصفات قبل الزواج من برج الحوت    لدعم ترشيح «العناني» مديرًا ل«اليونسكو».. وزير الخارجية يتوجه إلى باريس    بين شوارع المدن المغربية وهاشتاجات التواصل.. جيل زد يرفع صوته: الصحة والتعليم قبل المونديال    حب وكوميديا وحنين للماضي.. لماذا يُعتبر فيلم فيها إيه يعني مناسب لأفراد الأسرة؟    أسرة عبد الناصر ل"اليوم السابع": سنواصل نشر خطابات الزعيم لإظهار الحقائق    بدء صرف جميع أدوية مرضى السكري لشهرين كاملين بمستشفيات الرعاية الصحية بالأقصر    رئيس وزراء بريطانيا يقطع زيارته للدنمارك ويعود لبريطانيا لمتابعة هجوم مانشستر    الكشف على 103 حالة من كبار السن وصرف العلاج بالمجان ضمن مبادرة "لمسة وفاء"    تموين القليوبية يضبط 10 أطنان سكر ومواد غذائية غير مطابقة ويحرر 12 محضرًا مخالفات    الصحة بغزة: الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي أصبح خطيرا جدًا    رئيس مجلس النواب: ذكرى أكتوبر ملحمة خالدة وروحها تتجدد في معركة البناء والتنمية    ياسين منصور وعبدالحفيظ ونجل العامري وجوه جديدة.. الخطيب يكشف عن قائمته في انتخابات الأهلي    حمادة عبد البارى يعود لمنصب رئاسة الجهاز الإدارى لفريق يد الزمالك    الحكومة تُحذر المتعدين على أراضى طرح النهر من غمرها بالمياه    الجريدة الرسمية تنشر 6 قرارات جديدة لوزارة الداخلية (التفاصيل)    جاء من الهند إلى المدينة.. معلومات لا تعرفها عن شيخ القراء بالمسجد النبوى    "نرعاك فى مصر" تفوز بالجائزة البلاتينية للرعاية المتمركزة حول المريض    استقالة 14 عضوا من مجلس الشيوخ لعزمهم الترشح في البرلمان    " تعليم الإسكندرية" تحقق فى مشاجرة بين أولياء أمور بمدرسة شوكت للغات    حقيقة انتشار فيروس HFMD في المدراس.. وزارة الصحة تكشف التفاصيل    إنقاذ حياة طفلين رضيعين ابتلعا لب وسودانى بمستشفى الأطفال التخصصى ببنها    تحذيرات مهمة من هيئة الدواء: 10 أدوية ومستلزمات مغشوشة (تعرف عليها)    الرقابة المالية تصدر ضوابط إنشاء المنصات الرقمية لوثائق صناديق الملكية الخاصة    الداخلية تكتب فصلًا جديدًا فى معركة حماية الوطن سقوط إمبراطوريات السموم بالقاهرة والجيزة والبحيرة والإسكندرية    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني    الجريدة الرسمية تنشر قرارًا جديدًا للرئيس السيسي (التفاصيل)    جامعة بنها تطلق قافلة طبية لرعاية كبار السن بشبرا الخيمة    هل الممارسة الممنوعة شرعا مع الزوجة تبطل عقد الزواج.. دار الإفتاء تجيب    انهيار سلم منزل وإصابة سيدتين فى أخميم سوهاج    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025 فى المنيا    «الداخلية»: القبض على مدرس بتهمة التعدي بالضرب على أحد الطلبة خلال العام الماضي    دعاء صلاة الفجر ركن روحي هام في حياة المسلم    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شبح المجاعة‏..‏ يهدد المنطقة العربية

حذر الدكتور طارق الزدجالي مدير عام المنظمة العربية للزراعة من خطورة الأوضاع الغذائية في المنطقة العربية لدرجة أن شبح المجاعة يهددها. وذلك لأن حجم الفجوة الغذائية بلغ أكثر من‏21‏ مليار دولار‏ وطالب بضخ رءوس الأموال العربية في مشروعات زراعية وحيوانية وسمكية عملاقة لإنقاذ الأمن الغذائي العربي حيث من المتوقع أن تصل الفجوة خلال‏15‏ عاما لنحو‏100‏ مليار دولار‏..‏ وهذا مؤشر لايجب السكوت عليه خاصة وأن المورد الأساسي للمياه محدود وهناك أطماع لبعض الدول في المياه لذلك لابد من وقفة عربية موحدة خاصة تجاه مياه النيل وتأييد موقف مصر والسودان‏..‏وقد تناول حديثي مع مديرعام المنظمة العديد من النقاط التي تكشف خطورة الموقف وشبح الجوع الذي يهدد الدول العربية‏..‏ ويؤكد ان ميزانية المنظمة ضئيلة جدا أمام المطلوب منها والمشروعات الرائدة التي تهدف لرعايتها وتفعيلها‏..‏ جميع هذه الأوجاع والآمال يشملها هذا الحوار‏'.‏
التعاون العربي في مجال الزراعة يحتاج الي انتعاشة حقيقية‏..‏ هل يمكن القيام بها؟
يتحدث في البداية مدير عام المنظمة موضحا أن لديه اهتمام بالتربة والري وتنمية وتطوير البحث الزراعي‏,‏ ويري أن البحوث التطبيقية مهمة‏,‏ ورغم ذلك عملية نقل التكنولوجيا ضعيفة‏,‏ ولذلك نهدر موارد ضخمة لعدم استخدام الأساليب الحديثة التي ترشد استخدام الموارد وتعظيم قيمتها‏,‏ وفي خطة‏2011‏ و‏2012‏ سنركز علي هذا البرنامج‏,‏ ويتضمن‏8‏ أفرع رئيسية منها تطوير التقنات الحيوية وتطوير أصناف السلالات الحيوانية والنباتية وتنمية الاتصالات ونظم المعلومات‏,‏ وتطوير الثروة السمكية ونظم الصيد حيث يوجد قصور شديد في هذا المجال لأن موضوع الصيد ليس فقط اقتصاديا‏,‏ بل له أبعاد اجتماعية كثيرة‏.‏
لكن كيف يتم الربط بين البعدين والاستفادة بالثروة السمكية العربية‏,‏ ومدي توافر البيانات وعقد الاتفاقات لإنجاحها؟‏!‏
هنا يضع الدكتور طارق الزدجالي يده علي مشكلة غاية في الأهمية وهي أن مدننا العربية لن تنموا لوجود هجرة كبيرة من الأرياف ومن المناطق الساحلية إلي المدن‏,‏ فيجب استخدام مواردنا بعدالة في تقسيم الدخل‏,‏ ويمكن دفع القطاع الخاص للصيد في أعالي البحار بإمكانيات أكبر‏,‏ وقطاع الصيد التقليدي الذي يضم عددا كبيرا من الصيادين يجب دعمه وتنظيمه وتطويره‏,‏ والأهم لابد من وجود دراسات لتقييم المخزون السمكي البحري أو في المسطحات المائية الداخلية‏,‏ لوضع إدارة متكاملة لاستغلاله وإلا سيكون الصيد جائر جدا‏,‏ وهناك عوامل كثيرة وراء انخفاض المخزون بالبحر المتوسط منها مثلا الصيد الجائر والتلوث‏.‏
وبالنسبة للصيد التقليدي فمن الضروري تحديد مناطق في الوطن العربي للصيد التقليدي ولا يمارس فيه الصيد التجاري‏,‏ ونحن في المنظمة العربية نتطلع لعمل قانون استرشادي علي مستوي الوطن العربي للصيد البحري وحماية الثروة المائية‏,‏ يستفيد منه الدول العربية‏,‏ ولكل منطقة صياديها لايجب اقتحامها من الآخرين‏,‏ ومن غير المحبب أن يقوم الصيادون التقليديون بالصيد في الدول الأخري لأنها مصدر لمعيشة بعض الأسر الساحلية‏,‏ ولابد من وجود اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الدول للصيد خارج مناطق الصيد التقليدي‏.‏ ويقوم خبراء المنظمة حاليا بحصر فرص الاستثمار الزراعي والسمكي في الدول العربية‏,‏ وسنروج لها‏,‏ وسيكون هناك مشاريع استثمارية للثروة السمكية في دول عربية لديها أنواع من الأسماك بكميات كبيرة‏.‏
هل هناك فجوة في الإنتاج السمكي العربي؟‏,‏ وكيف يتم تحقيق الاكتفاء الذاتي؟
لدينا اكتفاء أكثر من اللازم علي المستوي القومي‏,‏ لكن نجد استهلاك الفرد في بعض الدول العربية‏3,1‏ كجم سنويا‏,‏ وهي كمية ضئيلة‏,‏ لكن علي مستوي الدول لدي بعضها عجز‏,‏ في الوقت الذي تصدر بعض الدول العربية كميات ضخمة من الأسماك للخارج‏,‏ منها دول المغرب العربي‏,‏ وسلطنة عمان وأصبحت صناعة لديها‏,‏ والحكومة تعمل علي تطويرها‏,‏ فقد يخدعنا رقم الاكتفاء الذاتي فلدينا أكثر من‏104%‏ علي المستوي القومي حسابيا‏,‏ لكن هناك عجز في دول كثيرة وتستورد‏.‏
هل هناك عراقيل أمام المنظمة في تنفيذ برامجها في هذا المجال؟
في الحقيقة المشكلة الكبيرة محدودية موازنة المنظمة فهي ضئيلة جدا تساهم فيها الدول وتبلغ‏2,6‏ مليون دولار سنويا بكل رواتبها ومشاريعها ولذلك لاتحمل المنظمة أكثر من طاقتها‏,‏ وبهذا المبلغ الزهيد نحاول قدر الإمكان أن نصنع تنمية زراعية وسمكية وحيوانية في الوطن العربي‏,‏ فالمبلغ ضئيل وهزيل والتحديات كبيرة والاحتياجات كبيرة‏,‏ والمنظمة فعالة جدا وتستطيع تقديم إضافات كبيرة للتنمية‏,‏ ويجب ألا تقل ميزانية هذه المنظمة عن مائة مليون دولار‏,‏ للقيام بمشاريع رائدة بإجراء دراسات جدوي وعمل بعض المشاريع التي تحد من الفقر وتنمية الزراعة في الريف‏.‏
ثقافة التعاون مفتقدة بين الدول العربية‏..‏ وعدم القناعة بأن المنظمة وغيرها من المنظمات الأخري لاتقدم شئ؟
أنا شخصيا كما يؤكد في الشهور التسعة الماضية منذ تسلم عملي مديرا عاما للمنظمة العربية للزراعة نحاول دعم هذه الثقافة المفتقدة‏,‏ وهي تحتاج لأموال تعزز هذا التعاون‏,‏ ولن تأتي الأموال إلا بنمو ثقافة التعاون بين الدول العربية وإدراك أهميتها‏,‏ ففي القمة العربية في الرياض في عام‏2007‏ أعتمدت الاستراتيجية العربية للتنمية المستدامة للعقدين القادمين‏,‏ وكذلك في قمة الكويت الاقتصادية والتنموية الاجتماعية في أول عام‏2009‏ أطلق البرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي‏,‏ وتم تكليف المنظمة في الحالتين‏,‏ الأولي بتنفيذ الاستراتيجية والثانية متابعتها تنفيذ البرنامج الطارئ‏.‏
من البيانات والإحصاءات التي تم تجميعها لديكم في المنظمة ما هو حجم الفجوة الغذائية؟‏.‏
لا ينكر الدكتور طارق الزدجالي وجود الفجوة الغذائية ويؤكد أنها كبيرة ففي عام‏2008‏ كان حجم الفجوة‏21‏ مليار‏,‏ ومعظم واردتنا الحبوب وعلي رأسها القمح‏,‏ ففي مصر الاستهلاك‏10‏ ملايين طن والإنتاج‏6‏ ملايين طن قمح‏,‏ ويعد الإنتاج المصري ضخما جدا‏,‏ وإنتاج وحدة المساحة عالي جدا عالميا‏,‏ لكن النمط الاستهلاكي للمصريين مسرف‏,‏ لذلك نحن بصدد عمل برنامج الغذاء العربي يركز الجزء الأساسي فيه علي التوعية‏,‏ فالنمط الاستهلاكي يحتاج معالجة وليس زيادة الإنتاج‏,‏ هناك هدر في الاستهلاك‏,‏ وفي البرنامج نركز علي دور المرأة لأنه هو الركيزة في الأمن الغذائي العربي ويجب النظر إليها من هذه الزاوية‏,‏ فالتركيز علي النمط الغذائي يمكن أن يوفر‏15%.‏
ما هي امكانات التوسع الزراعي وزيادة الإنتاج‏..‏ غير المستغلة؟
هناك امكانات ضخمة جدا كما يصفها الدكتور الزدجالي فيمكن توفير كميات من مياه الري لزيادة المساحات المزروعة بنحو‏7‏ ملايين فدان علي المستوي القومي‏,‏ وذلك بتطوير الري وترشيد المياه واختيار نوع المحصول‏,‏ وهذا يمكن تنفيذه خلال‏25‏ سنة‏,‏ ففي بعض الدول العربية توجد أراضي مطرية مثل السودان وبمساحات شاسعة‏,‏ ويجب أن ننظر بشكل جاد للاستثمار الزراعي في السودان لما تتمتع به من موارد أرضية ضخمة وموارد مائية مناسبة‏,‏ وتنميتها تعود بالفائدة الكبيرة علي الأمن الغذائي العربي‏.‏
لكن المسألة مرتبطة بالاستقرار الاجتماعي والسياسي؟ وهناك تخوف من المستثمر العربي لوجود مشكلات مع الجنوب ودارفور‏,‏ وغالبا وراءها مصالح دولية تستفيد من القلاقل والانفصالات فما هو دور الاستقرار في التوسع الزراعي؟
الاستقرار مهم لتحفيز الاستثمار ولايجب أن نكابر في هذا الأمر‏,‏ لكن هناك مشاريع للاستثمار العربي في السودان فيوجد مشروع الراجحي وهو نحو‏50‏ ألف فدان‏,‏ ويوجد للاخوة القطريين مشروع كبير بمساحة تزيد علي‏160‏ ألف فدان والحكومة القطرية جادة جدا في الاستثمار الزراعة‏,‏ وهناك بعض الإجراءات النهائية نرجو أن توفق‏.‏
كليات الزراعة في مصر لم يعد عليها إقبال مع أنها بيت خبرة مهم جدا في سد الفجوة الغذائية ويمكن أن تفيد الدول العربية جميعها‏..‏ فما تعليقكم؟
يقول مدير عام منظمة التنمية الزراعية العربية إن التعليم الزراعي مهم وكلما تتسع الفجوة الغذائية يجب أن يكون هناك اهتمام أكبر به‏,‏ لكي تكون مخرجاته مناسبه لقادم الأيام‏,‏ فنحن أمام تحد كبير‏,‏ فالفجوة الغذائية يمكن أن تصل إلي‏100‏ مليار دولار لأن المؤشرات تشير إلي اتساعها سنويا‏,‏ ففي عام‏2033‏ سيصل تعداد الدول العربية نحو‏550‏ مليون فرد عربي ونحن الآن‏353‏ مليون نسمة‏,‏ وهذه الأعداد المتزايدة ستحتاج لغذاء‏.‏ ويري أن أكبر تحد يواجهنا هو النمو السكاني الشديد‏,‏ فكان تعداد الوطن العربي عام‏1990‏ نحو‏223‏ مليون نسمة‏,‏ والفجوة الغذائية كانت نحو‏12‏ مليارا دولار‏,‏ ووصلت إلي‏21‏ مليار العام الماضي‏,‏ وإذا ظلت الأوضاع علي ماهي عليه ستكون كارثة‏,‏ وتصل الفجوة إلي‏71‏ مليار عام‏2020,‏ ونمو السكان تحدي كبير‏.‏
هل الفجوة الغذائية مع اتساعها مستقبلا ستؤثر سياسيا علي الدول العربية؟
أنا أعتقد أن جميع الحكومات العربية لديها إدراك تام بأهمية الغذاء‏,‏ ولايحاولون استبعاد الأمن الغذائي من الأمن القومي ولهذا الحكومات بدأت برامج جيدة في هذا الشأن‏,‏ لعل الأزمة المالية والغذائية التي حدثت أخيرا كانت منبه لزيادة الاهتمام بقضية الغذاء فارتفعت الأسعار كثيرا‏,‏ ولهذا أتوقع أن الدول العربية تضع علي سلم أولوياتها الغذاء الأمن لمواطنيها‏.‏
هل معني ذلك‏..‏انكم تدعون الدول العربية لإذابة الحدود بينها لصالح الأمن الغذائي والقومي؟
نعم كسر الحدود الزراعية بين الدول العربية المختلفة هذا المنظور التكاملي مهم جدا‏,‏ ولاتستطيع دولة عربية واحدة أن تحقق الاكتفاء الذاتي بمفردها‏,‏ فالظروف الطبيعية تختلف‏,‏ وقد أوجد لنا الله لغة واحدة تيسر التعاون بيننا‏,‏ ولا أري عائقا كبيرا في موضوع تحقيق التعاون في مجال الأمن الغذائي‏.‏
وهل هناك وسيلة وإمكانية لتصدير المياه؟
كل حبة من أي محصول تصدر للخارج ماهو إلا تصدير للمياه‏,‏ ولايوجد عائد آخر أفضل من المياه وعملية التصدير والتبادل التجاري العربي الأجنبي‏,‏ والعربي العرب تحتاج لإعادة النظر‏,‏ ومن هنا تأتي وأهمية التركيب المحصولي‏,‏ وهذا ما يسمي‏'‏ إدارة المياه الافتراضية‏'‏ ومعناها تصدير محصول ما إلا تصدير المياه التي أنتجت هذا المحصول‏,‏ فنحن نعاني من عجز مائي وأخر غذائي‏,‏ ورغم ذلك نصدر ولذلك يجب النظر لتركيب المحاصيل بواقعية‏,‏ ويصرخ الأمن القومي مرتبط بالأمن الغذائي‏.‏
الماء العربي مصدره خارج أرضه فهل هناك خطر عليه؟ وإلي أي حد؟
هناك خطر شديد‏..‏ فالعراق تعاني بسبب أن مياهها السطحية تأتي من خارج أراضيها مثل مصر‏,‏ وكنت في بغداد ورأيت ذلك بعيني‏,‏ فمياه العراق تأتي عبر تركيا‏,‏ ويبدو أن هناك بعض الإجراءات التي اتخذت وتؤثر علي المياه في العراق‏,‏ ونرجو أن توفق العراق في مباحثتها مع هذه الدول‏,‏ بحيث يعاد وضعها المائي لأنه جفت مناطق كثيرة‏,‏ وأخري علي وشك الانهيار وألت للتصحر‏.‏ ومنابع حوض النيل خارج الأراضي العربية‏,‏ وهناك تنافس عليها وكلام كثير‏,‏ لكن أري أن الخطوات التي تتخذها الدول العربية خاصة مصر والسودان جيدة‏,‏ والخطوات العربية في الجنوب السوداني ودول حوض النيل بزيادة الاستثمارات والمساعدات الفنية وبناء القدرات خطوات مهمة‏.‏ ويؤكد أن قضية مياه النيل أمن عربي هام جدا ويجب أن تشغلنا جميعا وتكون هاجس علي أولويات الدول العربية جميعها‏,‏ لأننا نتكلم عن دولتين عدد سكانهما نحو‏130‏ مليون نسمة أي أكثر من ثلث الوطن العرب‏,‏ ونرجو من الدول العربية ان تكون لها نظرة تكاملية في هذا الأمر ويكون لدينا توجه جماعي في هذا الأمر يساند توجهات مصر والسودان بزيادة الاستثمار في هذه المناطق‏.‏
الإنتاج الحيواني بدأ يتراجع في الوطن العربي والأمراض الحيوانية تنتقل ومقاومتها فيها نوع من الضعف‏..‏ فما تقييمك للموقف؟
فعلا الثروة الحيوانية تقهقرت‏,‏ ويوجد مشكلة انتقال الأمراض الخطيرة فالوبائيات انتشرت في العالم كله‏,‏ ومنها بعض الدول العربية بسبب نمط الإنتاج والرعاية‏,‏ لكن الدول العربية تتخذ إجراءات قوية تحد من هذه الكوارث‏,‏ وهناك بعض الدول قد لايكون البرنامج فاعلا حتي الآن‏,‏ ويري تفعيل الدور الجماعي في مكافحة وبائيات الثروة الحيوانية‏,‏ وعلي كل دولة أن تقوم بدورها والتنسيق مع الدول الأخري‏.‏
كنت في مؤتمر في مصر بشرم الشيخ‏..‏ فماذا كانت أهم موضوعاته؟
كان الاجتماع الوزاري العربي الأفريقي للتنمية الزراعية والأمن الغذائي‏,‏ وخرجت توصيات لاستحداث وحدة لتسهيل خطة العمل العربية الأفريقية في مجال التنمية الزراعية والأمن الغذائي‏,‏ وتستضيف المنظمة الوحدة للتسهيل‏,‏ وسنركز علي الموضعات المشتركة‏,‏ خاصة يوجد جزء كبير من الدول العربية في أفريقيا‏,‏ وسيعمل التعاون علي بناء القدرات الزراعية وكذلك حصر الفرص الاستثمارية في الدول الافريقية والعربية والترويج لها‏,‏ وفي المنظمة العربية الأولوية ستكون للقضايا الزراعية الكبري في أفريقيا وعلي رأسها موضوع مياه النيل لأنه يهم الأمن الغذائي العربي‏.‏
هل رءوس الأموال العربية الخاصة يجب توجيهها للزراعة العربية؟
نحن نعلم ماحدث للاستثمار في الأسواق المالية في الأزمة الأخيرة خسرت رؤوس الأموال العربية مليارات الدولارات‏,‏ والأفضل لو كانت هذه الأموال مستثمرة في مشروعات عربية زراعية غذائية‏,‏ ونحن لانطالب باستثمارها في مشروعات زراعية دون دراسات فنية واقتصادية‏,‏ ومعظم المشروعات العربية في مجال الزراعة مجدية‏,‏ وهذه دعوة للمستثمر العربي للنظر إلي القطاع الزراعي نظرة حقيقية وعائدها مستمر‏,‏ نحن نعول في المنظمة ووزراء الزراعة العرب علي القطاع الخاص لدعم التنمية ومستويات أعلي للأمن الغذائي العربي‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.