علمت "المصريون" من مصادر بالحزب الوطني أن الرئيس مبارك سيتدخل بصفته رئيسًا للحزب الحاكم لحسم الخلافات على اختيار أمنائه بالمحافظات؛ في ظل احتدام الخلاف بين الأجنحة المتصارعة داخل الحزب ومحاولة كل جناح فرض أنصاره. وأوضحت المصادر أن عدد المرشحين لمنصب أمين عام الحزب وصل في بعض المحافظات إلى أكثر من خمسة، يحظى بعضهم بتأييد عدد من نواب مجلسي الشعب والشورى، والبعض الآخر بمساندة قيادات الحزب بالأمانة العامة في القاهرة، مما أدى إلى تأخير الإعلان عن اختيار قيادات أمانات الحزب في المحافظات، التي كان مقررًا إعلانها الأسبوع الماضي. وأشارت المصادر إلى أن عددًا من المرشحين يحاول إيجاد وسيلة للاتصال بالرئيس مبارك، كما لجأوا إلى إرسال خطابات وتلغرافات له ولنجله جمال رئيس لجنة السياسات بالحزب الحاكم، يحذرون فيها من اختيار بعض الأسماء التي تحظى بمساندة قوية داخل أجنحة الحزب رغم أن عددًا منها ليس فوق مستوى الشبهات. وأعرب بعض النواب من أعضاء الحزب الوطني في تصريحات خاصة ل "المصريون" عن خشيتهم من أن يكرر قادة الحزب أخطاءهم القديمة ويتجاهلوا تقارير الأمن ولجان المتابعة الحزبية، ويقومون باختيار أسماء متورطة في انحرافات وقضايا فساد، لمجرد أنهم يقومون بالتبرع بمبالغ مالية كبيرة للحزب. وحذر النواب من أن هذه السياسة كانت السبب الرئيسي فيما أسموه بكوارث الحزب الوطني ، التي أدت إلى انهيار شعبيته بين الجماهير لصالح "الإخوان المسلمين" المعروفين بين جماهيرهم بالصلاح ، وبتقديم خدمات ومساعدات للمواطنين الفقراء.