سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التفاصيل الكاملة لتحول ميدان التحرير إلى مرتع الفلول ميدان التحرير كان مركز انطلاق الثورة ورمزها وأيقونتها، كان ملتقى جموع المصريين على اختلاف انتماءاتهم، يجمع بينهم عامل مشترك واحد هو "إسقاط النظام الفاسد"، ولم يكن متاحًا لأى من رموز هذا النظام
ميدان التحرير كان مركز انطلاق الثورة ورمزها وأيقونتها، كان ملتقى جموع المصريين على اختلاف انتماءاتهم، يجمع بينهم عامل مشترك واحد هو "إسقاط النظام الفاسد"، ولم يكن متاحًا لأى من رموز هذا النظام أو أحد من مؤيديه الدخول لهذا الميدان، وهو الميدان الذى سقط فيه الشهداء والجرحى بالمئات، وغطت عليه رائحة الدم الذى بسببه أصر الثوار على مواصلة الثورة حتى نجحوا فى هدفهم. لكنه الآن أصبح مرتعًا للفلول من "أولاد مبارك" وجماعة "آسفين ياريس"، وكثير من الفنانين والفنانات والراقصات الذين عرف عنهم عداءهم الشديد للثورة، بجانب كثير من البلطجية والغوغائية، فماذا حدث لميدان التحرير؟ قامت "المصريون" بزيارة ميدان التحرير لكشف الحقائق الغائبة حول اعتصام بعض الفلول وأبناء النظام البائد والمحرضين على الفتن والصدامات. محمد عبد الوهاب - أحد المعتصمين بالتحرير عقب الإعلان الدستورى - يقول: قررت الانضمام إلى الآلاف من المتظاهرين والمعتصمين المتواجدين بميدان التحرير منذ عدة أيام سبقت إعلان مرسى الدستورى، لأننى أطالب بحماية ثورة راح ضحيتها العشرات من الشهداء، ولا تختلف أحداث ميدان التحرير الآن تحت ظل حكم الإخوان برئاسة محمد مرسى وحكومة قنديل عما سبقها من أحداث شهدتها ساحات مصر وميدان التحرير ومحيطه فى العام الماضى، فهناك أيضًا شهداء ومصابون بلغ عددهم المئات، تم تحويل أغلبهم للمستشفى القبطى، ومستشفى السلام الدولى، ومستشفى الشرطة بمدينة نصر، والنيل بدراوى، وسيد جلال، والدمرداش، والقصر العينى، وغيرها، بسبب وقوع اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزى، ومطاردتهم وإلقاء الغازات الخانقة، الأمر الذى جعل المعتصمين بالتحرير يرشقونهم بالحجارة، وتبدأ المسيرات المختلفة فى التجمع لتشكل مليونيات تعبر عن غضبهم على حكم الإخوان، ورفضهم للإعلان الدستورى المشين، وكنت من البداية رافضًا لحكم الإخوان وانتخبت عمرو موسى فى الانتخابات الرئيسية، لأنه رجل على دراية ووعى سياسى، ومازلت من أنصاره حتى الآن، وسأظل معتصمًا بالميدان إلى أن يرحل مرسى كما رحل مبارك. ويؤكد حسام خليل - أحد المعتصمين بالتحرير وعضو بحزب الدستور - أن من حق المصريين الاعتراض على دستور ظالم، ومستبد سيعصف بحرياتهم، وسيلقى بمصر إلى حافية الهاوية، وتأكيدًا لاعتراضهم على حكم الإخوان قاموا بحرق مقراتهم، كما فعلوا مع مقرات الوطنى المنحل، وحدث بالفعل مواجهات عنيفة بين المحتجين وشباب الإخوان الذين خروجوا لحماية مقرات الجماعة فى بعض المحافظات المصرية أثناء موجة الاحتجاج التى عمت فى مصر منذ أيام ومنذ إعلان الدستور الجديد والدكتور محمد البرادعى يؤكد أن مرسى يطرح للاستفتاء مشروع دستور يعصف بحقوق المصريين وحرياتهم، وكأن ثورة لم تقم، وكأن نظامًا لم يسقط، واللجنة التأسيسية انقلاب على الديمقراطية، وطالب البرادعى جموع المصريين والقوى السياسية النزول للميادين المختلفة من أجل حرية وكرامة المصريين.. ويقول خالد محمد - أحد المعتصمين وعضو بجبهة الإنقاذ الوطنى -: إن تجاهل محمد مرسى ونظامه لمطالب المجتمع المصرى وقواه الثورية الوطنية، ومختلف ممثليه من القضاة والصحفيين والمحامين، هو أكبر دليل على استمرار نهج النظام البائد، ومن شأنه التفرد بالقرار السياسي، لذا فالأمور ستستمر فى التصعيد وسقف مطالب المحتجين سيرتفع أكثر ولن يكفى حتى إلغاء الإعلان الدستوري. ويتفق أحمد ناصر - أحد المعتصمين وعضو ائتلاف شباب الثورة - مع البيان الذى أصدرته القوى الثورية، وتمسكهم بالسحب الفورى للإعلان الدستورى المكمل الذى سيخلق فرعونًا آخرًا والقصاص العادل لأهالى الشهداء، وتطهير الداخلية، وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية، وتحميل مرسى وحكومته المسئولية الكاملة للأحداث الدامية، والاعتداء على ثوار ميدان التحرير وكافة ميادين محافظات مصر. ويرى توفيق عادل - أحد المعتصمين بالتحرير وعضو بحركة التيار الشعبى - أن حمدين صباحى هو الوحيد القادر على إدارة أزمات مصر، وهو رجل الأزمات وسيكون هدف المعتصمين فى الفترة القادمة إسقاط مرسى مبارك والإخوانجية. وخلال جولتنا شاهدنا زكى رمضان - أحد المعتصمين وعضو بحركة آسفين يا ريس - والتى قامت بنصب خيامها بالميدان فى ترديد بعض الهتافات المناهضة للرئيس ولجماعة الإخوان. ويؤكد محمد المهيمى - عضو بحركة آسفين يا ريس أيضًا - أن جميع القوى الثورية رافضة للإعلان الدستورى أو حتى الاستفتاء الشعبى عليه، والتأسيسية التى أعدته غير شرعية، والاعتصام مستمر، والمسيرات مستمرة، والثورة الجديدة قادمة لا محالة. ويصف محمد محمود - منسق بشباب ائتلاف ثورة اللوتس - الاستفتاء بأنه يضع السيف على رقاب المصريين، ومسيرات الميادين المختلفة جاءت لتقول كلمتها أمام محاولات الإسلاميين تشويه المشهد الثورى، وخلق انقسام واستقطاب جديد مقيت شبيه باستفتاء مارس الذى أدخل البلد فى نفق مظلم لم يستطع الخروج منه حتى اليوم، والمئات من شباب الأحزاب والنشطاء السياسيين بالمحافظات المختلفة حضروا إلى ميدان التحرير للمبيت به والاعتصام فور علمهم بتنظيم جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، والدعوة السلفية مليونيات مضادة. ويقول مصطفى عابد - أحد المعتصمين - أن المتظاهرين رفعوا الأحذية أثناء سماعهم لخطاب مرسى الأخير، وهو ما يدل على الكره الشديد له، وعليه أن يرحل ليتولى مكانه الرجل المناسب لحكم مصر، وما رأيناه الآن وما تمر به مصر من أحداث دامية جعلتنى أندم على أيام الرئيس حسنى مبارك، وأتمنى الإفراج عنه ليخرج ويصبح رئيسًا لمصر مرة أخرى، وقمنا بتشكيل لجان شعبية لحماية الخيام وتأمين مداخل ومخارج الميدان، استعدادًا لمليونية الجمعة. ويتابع عبد الحليم حسين - أحد المعتصمين ومنسق بالجبهة الوطنية للتغير -: إن أبرز التيارات والقوى الثورية تشارك فى اعتصام التحرير مثل حمدين صباحى - رئيس التيار الشعبى -، والدكتور محمد البرادعى - رئيس حزب الدستور -، وحزب المصريين الأحرار، والحزب الديمقراطى الاجتماعى، والتحالف الشعبى الاشتراكى، وحزب مصر الثورة الذى يترأسه المهندس محمود مهران، وألتراس الأهلى والزمالك، والقيادى اليسارى كمال خليل - مؤسس حزب العمال والفلاحينة -، للمطالبة بإسقاط النظام، فالمعتصمون ضد دستور الإخوان والاستبداد والدكتاتورية ومحاولة الانقلاب على الشرعية. و يقول أحمد حسن لكلوك - المدير الإعلامى لمنطقة جنوب ووسط القاهرة بحزب الحرية والعدالة -: إن ما يحدث الآن بميدان التحرير سيناريو ممنهج ومخطط له مسبقًا من قبل بعض الفلول الذين يعملون لمصالحهم الشخصية غير مهتمين بما ستؤول إليه مصر جراء أفعالهم هذه، ولكن الله خبير بصير ولن يضيعنا، فكلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله، وعلى الشباب الذين ينساقون وراء المدعين بأنهم يعملون من أجل الصالح العام أن يعملوا جيدًا أن مثل هؤلاء ليسوا برموز وطنية، ولكن هم من متمرسى اللعب السياسية القذرة التى من شأنها إثارة الفتن والقلاقل بين الشعب، ولابد أن ندرك جميعًا أن معظم المتواجدين بالتحرير هم رجال المخلوع وأعضاء بالحزب الوطنى المنحل، وبعض الأحزاب، والحركات السياسية التى كانت موالية له، وبعض الفنانين والفنانات الذين طالبوا وقت ثورة 25 يناير بضرب المعتصمين وإخلاء الميدان بالقوة، هم الذين ينضموا الآن للمعتصمين بحجة رفض الدستور الجديد، وكأنهم يحاولوا اصطحاب جموع الشباب حوله مستغلين شهرتهم الفنية فإذا كان من حق كل مصرى إبداء رأيه بديمقراطية وحرية تامة وله أيضًا حق الاعتراض فليس من حقه التخريب والتدمير والحرق، كما تم مع مقرات حزب الحرية والعدالة. ويقول الدكتور محمد محفوظ - مدير العلاقات العامة والإعلام السابق بمديرية أمن الإسكندرية والناشط السياسى -: الشعب المصرى لم يدرك حتى الآن أن الثورة عطاء من الله؛ يستوجب الشكر المتواصل والمستمر، وهذا الشكر لابد أن يكون بالعمل الدؤوب المتيقظ لحماية هذه الثورة من أعدائها والمخترقين لصفوفها والمتاجرين بشعاراتها، ولذلك عندما أمر الله سبحانه وتعالى آل داوود بالشكر؛ قال تعالى : "اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِى الشَّكُورُ"، فالشكر لله سبحانه على عطائه ليس مجرد كلمات تقال؛ وإنما أفعال على طريق تقواه سبحانه تحفظ نعمته وتديم بقاءها، ولكن للأسف لم يدرك الشعب المصرى كل ذلك ؛ وكان أول تصويت له بعد الثورة ؛ يصب فى الاتجاه الذى يسير ضد هذه الثورة، ولذلك قال الشعب نعم للتعديلات الدستورية التى تجعل الانتخابات قبل الدستور !! ففتح الباب للتحيزات الحزبية لكى تتدخل فى كتابة الدستور، وفقًا لأهواء وأغراض سياسية ضيقة فالشعب المصرى هو الذى صوت للإخوان بالانتخابات البرلمانية داخل مجلسى الشعب والشورى، وهو أيضًا الذى صوت للدكتور محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية وهو الآن الذى يطالب برحيله، والمؤكد أننا أمام شعب لا يشعر بالمسئولية؛ عقب ثورة شعبية جارفة، فالإحساس بالمسئولية الوطنية ينبغى أن يرتفع عقب الثورات؛ بما يدفع الناس دفعًا لممارسة حقوقهم التى تم حرمانهم، فنحن لم نقم بالثورة لتنقسم مصر مثل لبنان؛ مليونية هنا وأخرى هناك؛ والبلد مشلولة بانقسام أطرافها. ويرى الدكتور عمرو هاشم ربيع - مدير وحدة النظام السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية - أن التظاهر والاعتصام بشكل حضارى هو فى حد ذاته ظاهرة صحية، ولكن لابد أن يكون هذا بعيدًا عن التخريب والتدمير، فالثورة جاءت من أجل التغيير والبناء، وليس بهدف التخريب، ومن يفعل ذلك بميدان التحرير هم من الفلول الذين يريدون إشعال الفتنة والنار مراعاة لمصالحهم الشخصية وليس لمصالح العامة فمن حقنا الاعتراض على الدستور الجديد ولكن بشكل حضارى وبوعى سياسى.