قال الرئيس محمد مرسى: إن مصر الآن ستعبر إلى مستقبل زاهر يسطر فيه الشعب العظيم به ثورته المجيدة، مشيرًا إلى أن المتابع لمسار مصر الدستورى العريق والذى بدأ من منذ أن أصدر محمد على أول وثيقة شبه دستورية، سيجد أن المصريين يصرون على نظام دستورى يحقق لهم العدالة. وأشار الرئيس إلى أن أهم تلك اللحظات الدستورية تأتى فى ظل ثورات, ونحن أمام لحظة مهمة فى تاريخنا بعد الثورة ونخطو خطوة جيدة، ولا يمكن أن ننسى تضحيات شهدائنا الأبرار، ولا من أصيبوا فيها أو أهلهم وذويهم والمصابين وهؤلاء الشهداء المصابين لولا دمائهم الذكية، ما كنا نشهد المشهد الرهيب الذى نحياه الآن. وأضاف الرئيس خلال كلمته أمام أعضاء الجمعية التأسيسية، رغم صعوبة المرحلة الانتقالية، إلا أن إصرار المصريين على استكمال ثورتهم، بدءًا من الثورة مرورًا باستفتاء ومرورا بالانتخابات البرلمانية والرئاسية بجوليتها، ليؤكدوا أنهم مصرون على المضى قدمًا للوصول إلى أهداف الثورة. وتابع فى كلمة لأعضاء الجمعية التأسيسية: "إن الجمعية التأسيسية أول هيئة انتخابية طوال التاريخ، وأن اللجان السابقة كانت معينة سواء بإرادة ملكية أو رئاسية، وهو أمر لاشك له دلالة كبيرة، حيث تم اختياركم عبر ثلاث محطات ديمقراطية، والثانية عبر انتخابات مجلسى الشعب والشورى والتى شارك فيها أكثر من 230مصريًا، والثالثة عبر انتخابات البرلمان، ثم مرت الجمعية بمراحل كثيرة حيث حلت الجمعية الأولى بحكم قضائى وتشكلت الجمعية الحالية بعد أن اتفقت القوى الوطنية عليها وشاركتم خلال 6أشهر فى كتابة الدستور، وكانت تنقل معظمها وسائل الإعلام على الهواء مباشرة، فجزاكم الله خيرًا، وأن أحدًا لن يستطيع أن يوفى الجمعية حقها رغم الضغوط الصعبة سواء من شارك منكم الجلسات النهائية أو لم يشارك". وتقدم الرئيس بتحية خاصة للمستشار الغريانى رئيس الجمعية التأسيسية، قائلا: "لك منى خالص الشكر والتقدير وأنا أعبر عن نفسى والشعب المصرى بالنيابة عنه جميعًا, لقد تفانيت وتحملت برئاستك للجمعية التأسيسية الكثير والكثير". وأشار الرئيس إلى أن مسودة الدستور حققت الطموحات المأمولة فى اتجاهات عديدة، حيث أكدت على سيادة الشعب وحقوق المصريين وحق كل إنسان بالعيش على أرض مصر، وإن لم يكن مصريًا، بالإضافة إلى اعتبار المواطنة مبدأ رئيسيًا حاكمًا. وتابع "لأول مرة ينتصر الدستور لإرادة الشعب وتقلصت صلاحيات رئيس الجمهورية، فلم يعد يستطيع حل البرلمان إلا بالاستفتاء، فإذا جاءت برفض فيرضخ إليه و توسيع السلطة التشريعية لمحاسبة القائمين على حكم البلاد، وتمكين خمسة أعضاء البرلمان من اقتراح التعديلات على الدستور ويشترك الشعب ممثلاً وعبر الاستفتاء، وذلك استجابة للتغييرات الجديدة". واستكمل الرئيس: إن مشروع الدستور عمل على محاربة الفساد والانتصار لحرية الفكر والرأى والحق فى الحصول على المعلومات وحرية الصحافة والطباعة وإصدار الصحف مما يبنى بحق أسس ديمقراطية. أما عن الرموز الوطنية المنسحبة من الجمعية التأسيسية، فقال: "لاشك أنكم أبليتم بلاءً حسنًا بمشاركتكم فى هذا المشروع وإنضاج مواده حتى وإن اختلفتم فى هذا المشروع، وجهدكم مقدر لن ننساه ورغم انقطاعكم فإن التاريخ سيجل موقفكم فى المشاركة فى هذا الدستور". وجدد الرئيس الدعوة لحوار وطنى جاد حول هموم الوطن بكل صراحة وتجرد وإنهاء المرحلة الانتقالية، قائلا: "إننا نريد أن نتجاوز مرحلة الخلاف، لننطلق إلى العمل المطلق وهناك تحديات جسام تنتظرنا فى المستقبل فى الداخل والخارج ونحن لها وهذا قدر الشعوب". ودعا رجال القضاء إلى المشاركة فى الإشراف على الاستفتاء على الدستور الجديد، قائلا: "أنا بصدد الاستفتاء على الدستور الجديد وأدعو قضاة مصر للإشراف عليه وأعلم من الانتخابات والاستفتاءات التى سبق إجرائها بكل حيادية ونزاهة، ولا موقفه الشجاع عندما أعلن رجاله عن تزوير الانتخابات والقضاء، فسيبقى حامى الحريات ويعمل الليل والنهار تقربًا إلى الله فى محراب العدالة، وإن شعاره أن القوى عنده ضعيف حتى يأخذ الحق منه، وقضاة مصر سيكونون عونًا لوطنهم وشعبهم، كما كانوا ولا يمكن أن ينصرف أحد خارج المشروعية القانونية".