لا يوجد بيت مسلم يخلو من كتاب "الرحيق المختوم" الذي جمع بشكل مختصر ومبسط لسيرة خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام، ومؤلفه هو صفي الرحمن بن عبد الله بن محمد أكبر بن محمد علي بن عبد المؤمن بن فقير الله المباركفوري الأعظمي . ولد في 6 يونيو سنة 1943 بقرية من ضواحي مباركفور، وهي معروفة الآن بشرية حسين آباد بالهند. تعلم في صباه القرآن الكريم ، ثم التحق بمدرسة دار التعليم في مباركفور سنة 1948 م، وقضى هناك ست سنوات دراسية أكمل فيها دراسة المرحلة الابتدائية، وبعدها انتقل إلى مدرسة إحياء العلوم بمباركفور حيث بقي هناك خمس سنوات يتعلم اللغة العربية وقواعدها، والعلوم الشرعية من التفسير والحديث والفقه وأصوله وغير ذلك من العلوم، حتى تخرج منها في يناير سنة 1961م ، ونال شهادة التخرج بتقدير ممتاز، ثم حصل على الشهادة المعروفة بشهادة «مولوي» في فبراير سنة 1959 م، ثم شهادة «عالم» في فبراير سنة 1960م من هيئة الاختبارات للعلوم الشرقية في مدينة الله أباد بالهند، ثم شهادة الفضيلة في الأدب العربي في فبراير سنة 1976م . اشتغل بالتدريس والخطابة وإلقاء المحاضرات والدعوة إلى الله في مقاطعة «الله آباد» وناغبور، ثم دُعي إلى مدرسة فيض عام بمئو وقضى فيها عامين، ثم درس سنة واحدة بجامعة الرشاد في أعظم كده، ثم دُعي إلى مدرسة دار الحديث ببلدة مؤ في فبراير سنة 1966م ، وبقى هناك ثلاث سنوات يدرس فيها، ويدير شؤونها الدراسية والداخلية نيابة عن رئيس المدرسين. انتقل إلى الجامعة السلفية ببنارس بطلب من الأمين العام للجامعة سنة 1974م ، واستمر بالقيام بالمسؤوليات التعليمية والتدريسية والدعوية فيها، لمدة عشر سنوات، وفي تلك الفترة أعلنت رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عقد مسابقة عالمية حول السيرة النبوية الشريفة، وذلك في المؤتمر الإسلامي الأول للسيرة النبوية الذي عقد بباكستان سنة 1976م, فقام الشيخ على إثر ذلك بتأليف كتاب "الرحيق المختوم" وقدمه للجائزة، ونال به الجائزة الأولى من رابطة العالم الإسلامي، ثم انتقل إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ليعمل باحثًا في مركز خدمة السنة والسيرة النبوية. ويقول الدكتور عاصم القريوتي: وكان دور الشيخ المباركفوري -رحمه الله- في مجال السيرة النبوية متميزًا خلال عمله في مركز خدمة السنة والسيرة النبوية، وكان ذلك جليًا في الخطط التي وضعت من قسم السيرة الذي كان ركنه الأساس، ومن خلال نقده وتقاريره للكتب والبحوث التي كانت تحال إليه في السيرة النبوية للتحكيم، كما كان له التقدير والاحترام من الباحثين في المركز المذكور ومن أهل العلم والمسؤولين في الجامعة الإسلامية بالمدينة. انتقل إلى مكتبة دار السلام بالرياض، وعمل فيها مشرفًا على قسم البحث والتحقيق العلمي إلى أن توفاه الله عز وجل. وللشيخ المباركفورى مؤلفات كثيرة في مجال الفقه والسيرة، كما كتب المئات من المقالات في موضوعات إسلامية مختلفة، وقد نشرت في مجلات وصحف مختلفة في بلاد متعددة. ومعروف أن علماء الهند يتميزون بالعناية بالأسانيد والإجازات فيها، وكان للشيح المباركفورى عناية بذلك إقراءً وإجازةً، وممن قرأ عليه بالمدينة الشيخ المقرئ حامد بن أكرم البخاري والدكتور عبد الله الزهراني إذ قرأ أطرافاً من صحيح الإمام البخاري مع أطراف الكتب الستة، وأما من استجازه في الحديث الشريف وعلومه فكثيرون كما حصل للشيخ ما يعرف في مصطلح الحديث بالتدبيج مع الدكتور عاصم بن عبد الله القريوتي، وذلك بإجازة كل منهما للآخر، وحصول الرواية لهما بذلك . توفي الشيخ عقب صلاة الجمعة في مثل هذا اليوم عام 2006م، في موطنه مباركفور أعظم كر بالهند.