من يزرع الشوك يجنى الجراح هذا مثل شائع في بلادنا وقد رأيناه أمام أعيننا يتحقق مع الكثيرين من الناس، فالله يمهل ولا يهمل، هناك أناس كثر ما زرعوا في حياتهم إلا الشوك والحقد والكراهية، فماذا كنتم تتوقعون أن يحصدوا جراء ما زرعوا؟! هكذا الدنيا قال عنها الله سبحانه وتعالى "يا ابن آدم لن تمضغ فكاك إلا ما كتب لك فامضغها بعزة" ولكنهم أبوا أن يمضغوها بعزة فجعلوا من أنفسهم عبادًا للشيطان حنوا رؤسهم عندما طلب منهم ذلك ومنهم من كان مطأطئ الرأس جاهزًا، قبلوا الأيادي حتى وإن لم يطلب منهم ذلك، لعقوا النعال وأبوا إلا أن يكونوا خدمًا للسلطان طالما أنهم ينهلون من عطاياه الكثيرة. ومناسبة ذلك أننى شاهدت على الهواء مباشرة كما شاهد الكثيرون غيري جمعيتين عموميتين متتاليتين وغير قانونيتين كما ذكر البعض واحدة للقضاة والثانية للصحفيين وقد ساءني كثيرًا ما سمعته ورأيته وإذا كان حال النخبة هكذا، فلماذا تلومون البلطجية وقطاع الطرق على ما يفعلونه؟! فإذا كان حال النخبة هكذا يسمون أنفسهم هكذا فما بال الناس العاديين وغير المتعلمين وإذا كانت الجمعية الأولى لرجال المفروض أنهم يحقون الحق ويطبقون العدل وهم خلفاء الله في الأرض، والجمعية الثانية لرجال باحثين عن الحق والحقيقة والمفروض أنهم يتحرون الصدق والدقة فيما يكتبون أو ينشرون في صحفهم ومجلاتهم التي ينتمون إليها أينما كانت، والاثنين لا رقيب عليهم إلا ضمائرهم ثم الله سبحانه وتعالى. كيف بعد ذلك يصدق الناس ما تنشره الصحافة؟! وكيف يثقون في أحكام بعض القضاة الذين تركوا العدل ويشتغلون الآن سياسة مفضوحة لأنهم معلومون للكافة بأنهم كانوا أداة طيعة فى يد النظام السابق وكانوا عصا غليظة حتى على زملائهم واليوم يحدثوننا عن القيم والمبادئ والعدل ويخشون ما فعلوه في الناس سابقًا؟ شيء محزن ومؤسف أن يقف النائب العام السابق ويتحدث عن أنه معرض للاغتيال وأنه مهدد وأنه يحمل رئيس الجمهورية إذا ما حدث له مكروه، يا سيادة النائب العام لن يغتالك أحد ولكن ضميرك وما فعلته في الأبرياء منذ كنت وكيلًا صغيرًا هو من سيغتالك كل يوم آلاف المرات، أليس هذا شيء محبط ومثير للشفقة على رجال كانوا يومًا ما حاكمين بأمر الطاغية، لا تخافوا فقد أمد الله في عمره ولن يموت بإذن الله قبل أن يرى كل أحبابه ومريديه ومن زينوا له الباطل طوعًا أو كرهًا بجواره في السجن هكذا هو انتقام المعز المذل، لن تهنأوا بالحياة ولا النوم بعد اليوم فذنوبكم وخطاياكم ماثلة الآن أمامكم وبدأت ضمائركم تؤنبكم على ما فعلتموه في الأبرياء، يا سيادة النائب العام كان الشباب يؤخذون من بين أيدى أبويهم ويقتلون ويرمون في الزراعات وتوضع بجوارهم الأسلحة والقنابل وتوجه إليهم تهمة مقاومة السلطات، ولم تحرك قضية تعذيب واحدة في حياتك من آلاف القضايا. شيء مؤسف أن نجد بعض رجال القضاء وهم كبار قيمة وقامة أن يقفوا إيد واحدة كما كانوا يرددون مع المتهمين والمجرمين، أمر جلل أن يضع رجل العدالة الأول فى البلاد يده في يد من حاكمه أو أحد من زملائه حاكمه قبل ذلك، أمر سيئ أن نجد رجال العدل الذين نلجأ إليهم عندما يضيع لنا حق أو تكون لنا مظلمة متأبطين الفاسدين ومن سلبوا حقوق البلاد والعباد، هل هذا يصدق هل أنتم حقًا قضاة عدل؟ هل يمكن للناس الوثوق في أحكامكم بعد ذلك أشك فس هذا كثيرًا جدًا، بارقة الأمل الوحيدة أتت من قضاة من أجل مصر أحسسنا جميعًا أنه برغم كل ما حدث لدينا قضاة شرفاء وهذا ما خفف وطأة المصيبة. ذكرني ذلك بقصة كنت قد رويتها في مقال سابق وهى أنه حدثت حادثة بين سائقين أحدهما يقود سيارة ملاكي والثاني كان يقود سيارة أجرة وأصر صاحب السيارة الأجرة على إحضار الشرطة لإثبات حقه وبعد أن جاءت سيارة الشرطة نزل صاحب السيارة الملاكي ليعانق ضابط الشرطة فنظرت إلى صديقي وقلت له الآن سائق الأجرة بدلًا من أن يتحمل تكاليف تصليح سيارته فقط سيدفع تكاليف تصليح السيارة الملاكي أيضًا، أليس هذا هو عصر الفساد الذي يدعو إليه كل من يتزعمون التخريب الحادث اليوم في البلاد والاضطرابات المدعومة خارجيًا وداخليًا، كان الله في عون شعب مصر المتضرر الوحيد من كل ذلك والله الموفق والمستعان على ما يحدث. [email protected]