الاتهام الذي وجهه رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور للاعبي النادي الأهلي بتناول المنشطات، اتهام خطير لا يجب أن يمر مرور الكرام. لقد خص لاعبين بعينهم يجرون في الملعب كالأحصنة مثل محمد بركات وعماد متعب وابو تريكة وجلبرتو! ومسألة المنشطات في الكرة المصرية ليست جديدة، ففي الدوري العام الذي فاز به الاسماعيلي قبل ثلاثة مواسم عندما كان يدربه محسن صالح، تردد أن بعض لاعبيه وبالأخص بركات والشاطر والنحاس وهم نجوم الأهلي حاليا، كانوا يتناولون المنشطات قبل المباريات، وأن محسن استعان باخصائي كان يقوم باعطائها لهم، وهو اتهام لم يتم نفيه تماما، بل قيل يومها إنها عبارة عن فيتامينات مقوية! المقارنة بين أداء هؤلاء اللاعبين في الدوري المحلي وأدائهم في البطولات القارية التي يجري خلالها كشف للمنشطات، تثير كثيرا من الشكوك وعلامات الاستفهام، فبركات مثلا لا يستطيع أن يؤدي في تلك المباريات مثل أدائه في الدوري المحلي، ولياقته تهبط تماما بعد 20 دقيقة، ويصاب بالاجهاد مبكرا، ويبدو مستواه أقل كثيرا، حتى أنك تستغرب هل هذا هو محمد بركات النجم الزئبقي! ولابد أن المدير الفني السابق للفريق القومي والاسماعيلي محسن صالح يعرف شيئا خافيا عنا، وهنا علينا أن نتذكر أنه رفض الدفع به في بطولة الأمم الأفريقية السابقة في مالي، وحصل بينهما خلاف شهير وتصريحات على صفحات الصحف. محسن برر ذلك بأن بركات الذي كان يلعب في ذلك الحين في الدوري القطري حيث يجري كشف للمنشطات، غير جاهز ومرهق ولياقته البدنية ضعيفة! وفي النصف الأول من الدوري الذي فاز به الاسماعيلي أبعده محسن صالح عن بعض المباريات واستبدله بمحمد عبد الله رغم أنه لم يكن مصابا. ولم يكن فعالا عندما ذهب للدوري القطري رغم أنه أضعف من الدوري السعودي الذي تألق فيه محمد بركات عندما كان يلعب لأهلي جدة في مباريات معدودة، ولم تكن لياقته في نفس مستواها عندما كان في الاسماعيلي. وكتبت الصحف الخليجية حينها بأن بركات يعاني من الغدة الدرقية، ومن عوارض هذا المرض طبيا عدم القدرة على بذل مجهود كبير وهبوط اللياقة البدنية. وقد استبعده مدرب فريقه القطري عن معظم المباريات، ولم يكن يدفع به إلا في جزء قليل من بعض المباريات لا يتعدى الربع ساعة. وفي ذلك العام وصف بركات بأنه أسوأ المحترفين في الدوري القطري! نفس الكلام ينطبق على ابو تريكة الذي لا يقدم أى مستوى يذكر في المباريات الدولية، تراه تاهئا معظم الوقت، وعاجزا عن الاختراق والتهديف، لا يلفت الأنظار نهائيا، فاذا لعب مباراة مع الاهلي في الدوري المحلي ينقلب حصانا جامحا وهدافا من طراز نادر! أيضا أين هو مستوى عماد النحاس واسلام الشاطر وعماد متعب في المباريات الدولية؟! أكثر من ذلك أنهم يظهرون خلال تدريبات ناديهم مرهقين غير قادرين على الحركة، وقد برروا ذلك في تصريحات لهم أمس "السبت" في صحيفة أخبار اليوم بأنه ارهاق نتيجة كثرة المباريات والتحام موسمين بدون راحة، واعترف بركات بأنه مرهق ويعاني من العضلة الضامة الخلفية، ولذلك تدهور مستواه في الآونة الأخيرة. ونفس الشئ قيل عن متعب والنحاس وابو تريكة، بل إن جوزيه مديرهم الفني يعترف بأن الارهاق هو ما يهدد مسيرة فريقه في هذا الموسم!.. ومساعده حسام البدري قال إنهم كجهاز فني سيلجئون للاستعانة بلاعبين آخرين وتجهيزهم! وقد سألت متخصصا في الطب الرياضي عن دور المنشطات في الارهاق، فقال إنه عندما يزول أثرها يشعر اللاعب بشدة الارهاق وتتأثر عضلاته التي تصاب بالتشنج نتيجة العبء الزائد عليها، واستعمالها طويلا يحول اللاعب الى مدمن لها، ثم تنقلب إلى التأثير العكسي، بمعنى تكون عديمة الفعالية مع مرور الوقت! خطورة ذلك تحتم على المسئولين عن الرياضة في مصر ادخال كشف المنشطات على مباريات كرة القدم وسائر اللعبات الفردية والجماعية، وعلينا أن نتذكر ان الشكوك الأفريقية وصلت الى قمتها حول بعض لاعبينا في بطولة بوركينا فاسو التي حصلنا عليها، فقد جاءت النتيجة ايجابية لبعض العينات العشوائية التي ارسلت لمعمل في باريس، ومن ضمنها العينة الخاصة بحسام حسن الذي كان أبرز لاعب في تلك البطولة وهدافها!