لم يتصور أحد أن تتصاعد وتيرة الاتهامات المتبادلة بين لاعبي وقيادات الأهلي والزمالك بتعاطي المنشطات في أعقاب كارثة «حسام غالي»، حتي تصل إلي التشهير بالمنتخب بطل أفريقيا وتشويه سمعة مصر، والتشكيك في الإنجاز الأفريقي غير المسبوق وتبرير الفشل في تصفيات كئوس العالم، بعد أن فبركت العديد من المواقع الأفريقية ومنها المقربة للاتحاد الأفريقي قصصا تتهم نجوم المنتخب بتعاطي المنشطات في البطولات الأفريقية وعدم تعاطيها في تصفيات كأس العالم لسهولة اكتشافها! إبراهيم حسن المنسق العام لجهاز الزمالك يتحمل مسئولية هذا التصعيد بعد أن طالب بالكشف عن جميع لاعبي الدوري المصري في بقية المباريات للتأكد من عدم تعاطيهم المنشطات.. في حين رد قائد المنتخب ولاعب وسط الأهلي أحمد حسن علي اتهامات إبراهيم حسن بلهجة حادة ، وقال: «يبدو أن ثقافة الجعجعة والصوت العالي أصبحت هي السائدة في مصر، وأذكر هؤلاء بأن لاعبي الأهلي كانوا قوام المنتخب المصري في المحافل الدولية الأخيرة، وخضعوا للعديد من اختبارات المنشطات التي أثبتت أنهم لا يسعون إلي مثل هذه المهاترات» وأضاف: «خضنا بطولة أفريقيا مع المنتخب، وخضعنا لاختبارات المنشطات وتجاوزناها، وحالياً نشارك في دوري أبطال أفريقيا، وخضع اللاعبون منذ حوالي أسبوعين للاختبار، ونجحنا فيه أيضاً لذا فأنا لا أعلم إلي أي أدلة يشير إليها البعض عندما يقول أن لاعبي الأهلي يتعاطون المنشطات» ورحب حسن بإجراء الكشف عن المنشطات في أسرع وقت مشيراً إلي أن لاعبي الأهلي دائما هم عماد المنتخب ويتمنون القيام بإجراءات الكشف في أسرع وقت لأنهم يمتلكون ثقة كبيرة في أنفسهم.. وتساءل الصقر «لقد استمر حسام حسن داخل المستطيل الأخضر حتي سن التاسعة والثلاثين وكان قدوة لجميع اللاعبين الصغار ولكن هل معني هذا أنه كان يتناول المنشطات ليستمر داخل الملعب ؟». وتفاعلت تلك التصريحات وأخذت منحني ربما كان لينذر بتفاقم أزمة بين الأهلي والزمالك، علي المستوي الجماهيري علي أقل تقدير، لولا تهدئة هادي خشبة مدير الكرة بالأهلي برفضه التكهنات التي أثارها البعض حول أن إبراهيم حسن كان يقصد لاعبي الأهلي. وجدت الدول الأفريقية الكبري ضالتها في هذه القضية لتبرير تراجع مستواها وعدم قدرتها علي مجاراة الفراعنة في البطولات الأفريقة حيث خرج موقع كاميروني بتقرير ناري عن منتخب مصر يتهم فيه لاعبيه بتناولهم المنشطات في بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة. وبدأ الموقع تقريره بالتأكيد علي أن الشائعات التي تناقلت عن المنتخب المصري اتضح الآن صحتها بعد أن كانت مثار جدل منذ عدة أعوام، ولكن الآن ظهر صدقها بعد واقعة حسام غالي. وأكد الموقع أن عددا من كبري الصحف في كوت ديفوار والجزائر والكاميرون والسنغال بالاشتراك مع منتديات الكرة الأفريقية علي شبكة الإنترنت، قامت بعمل دراسات حول أداء لاعبي المنتخب المصري في بطولات أفريقيا، واكتشفوا أن أداء المنتخب المصري يتفاوت ويختلف كثيرا في البطولات الأفريقية عنه في تصفيات كأس العالم. وأكد الموقع أن الباحثين توصلوا للسر الخفي وراء هذا الأمر. حيث إن السبب في ذلك يعود إلي تناول اللاعبين المصريين للمنشطات في بطولات أفريقيا، وعدم إقبالهم عليها في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وذلك لأن الاتحاد الدولي لديه معايير ونظم دقيقة للغاية للكشف عن المنشطات، الشيء الذي لا يتوافر لدي الاتحاد الأفريقي الذي يتواجد مقره في القاهرة وبالتالي تتم تسوية الأمور لصالح المصريين، وهو الشيء الذي لا يحدث مع الاتحاد الدولي الذي يوجد مقره في زيوريخ بسويسرا، وبالتالي فإقبال المصريين علي تناول المنشطات في تصفيات كأس العالم قد يؤدي إلي حرمان مصر من كأس العالم نهائياً. وتساءل الموقع وأجاب في نفس الوقت «هل من المنطقي أن يلعب المنتخب المصري بهذه القوة من أول مباراة له في البطولة دون تدرج في المستوي وهو الذي عاني منذ أسابيع قليلة من أجل الصعود لكأس العالم وفشل في ذلك؟ بالطبع المنشطات توضح سبب عدم تدرج مستوي أداء المصريين في البطولة حيث بدأوا البطولة بنفس المستوي دون تدرج طبيعي في الأداء من مباراة لأخري مثل منتخب الكاميرون. فالشيء الطبيعي والمنطقي يقولان أن الأداء الضعيف لمنتخب الكاميرون في بداية البطولة، يعود لقصر فترة الإعداد بعد الانتهاء من تصفيات كأس العالم وهو أمر طبيعي، وهو ما يحدث مع كل المنتخبات المشاركة بالبطولة التي تطور أدائها من مباراة إلي أخري باستثناء منتخب مصر». ويخشي الجميع علي الرياضة المصرية أن تغرق في مستنقع المنشطات خاصة في ظل انعدام الإمكانيات المادية ومعامل التحليل والكشف الذي من المفترض أن يخضع له الرياضيون بصفة عشوائية وهو ما ينذر بوجود حالات كثيرة متوقعة بين أغلب الرياضيين والتي قد تفجر الأزمات في المستقبل القريب للرياضة المصرية. وأمام هذه الظاهرة الخطيرة نجد أن اتحاد الكرة عاجز تماماً عن التصدي لها نظراً لعدم وجود معمل منشطات في مصر إضافة إلي ارتفاع ثمن العينات التي يرسلها الاتحاد للتحليل في أقرب معمل منشطات معتمد وهو في تونس حيث يصل متوسط سعر التحليل الواحد أكثر من 250 دولاراً. وفي هذا السياق أكد اللواء محمود أحمد علي رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية قرب الانتهاء من تفعيل المعمل الموجود بالمركز الطبي العالمي بطريق مصر الإسماعيلية الصحراوي حيث يتبقي حالياً الانتهاء من الإجراءات الروتينية وتوقيع البروتوكول اللازم مع المنظمة العالمية لمكافحة المنشطات. وأشار محمود علي إلي أن الفترة القادمة ستشهد الحصول علي مجموعة من العينات العشوائية يصل عددها إلي 1500 عينة يتم الحصول عليها من لاعبي الاتحادات الرياضية والأندية واللاعبين في الدوري المصري والمدارس والجامعات لإجراء الاختبارات اللازمة والتحليلات لهم من أجل اعتماد تشغيل المعمل. من جانبه أكد د. أحمد ماجد طبيب المنتخب علي براءة الجهاز الطبي للمنتخب من اتهام لاعب الفريق ونادي النصر السعودي حسام غالي بتناول المنشطات.. وقال ماجد: «لم يتناول أي لاعب في المنتخب بمن فيهم حسام غالي خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية أي علاج يحتوي علي أي منشطات حتي نهاية يناير وهو التاريخ الذي كنت فيه مسئولا عنهم» وأضاف: «جميع العينات العشوائية التي أخذت للاعبي مصر في البطولة كانت سلبية» وكانت تقارير إعلامية تابعة لنادي النصر السعودي قد أكدت أن عقار «التاميفلو» هو السبب الرئيسي لاتهام غالي بتناول المنشطات بعدما تناوله اللاعب أثناء وجوده مع المنتخب في أنجولا بسبب إصابته بمرض أنفلونزا الخنازير هناك. ولم تكن واقعة غالي الأولي بين لاعبي الكرة المصرية حيث كان هناك ثلاثة من نجوم مصر يتعاطون العقاقير المنشطة ولكن بطريقة شرعية من خلال الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» وهم محمد بركات، وحازم إمام، وحسني عبد ربه. وتأتي واقعة المصارع المصري محمد عبدالفتاح «بوجي» لتؤكد علي ضرورة تفعيل إقامة معمل تحاليل المنشطات في مصر حيث لاحق مندوبو منظمة «الوسادا» الأمريكية لمكافحة المنشطات المصارع المصري وهو يتدرب مع المنتخب الأمريكي عقب أوليمبياد أثينا 2004 وطالبوه بأخذ عينة منه للاختبار والتي اشتكته بعد ذلك لمنظمة «الوادا» الدولية لمكافحة المنشطات والتي فرضت عقوبة الإيقاف عليه لمدة سنتين وهي العقوبة التي رفضها الاتحاد الدولي للعبة (فيلا) والذي خفف العقوبة علي اللاعب لستة أشهر فقط.