سعر الجنيه الاسترليني بالبنوك أمام الجنيه اليوم الجمعة 3-5-2024    الأسهم الأوروبية ترتفع بدعم من الأداء القوي للقطاع المصرفي    شوبير يوجه رسائل للنادي الأهلي قبل مباراة الترجي التونسي    الأرصاد: رياح مثيرة للرمال على هذه المناطق واضطراب الملاحة في البحر المتوسط    حبس 4 أشخاص بتهمة النصب والاستيلاء على أموال مواطنين بالقليوبية    اسلام كمال: الصحافة الورقية لها مصداقية أكثر من السوشيال ميديا    حكم لبس النقاب للمرأة المحرمة.. دار الإفتاء تجيب    تقارير أمريكية تتهم دولة عربية بدعم انتفاضة الجامعات، وسفارتها في واشنطن تنفي    حزب الله يستهدف زبدين ورويسات العلم وشتولا بالأسلحة الصاروخية    مستوطنون يهاجمون بلدة جنوب نابلس والقوات الإسرائيلية تشن حملة مداهمات واعتقالات    اعتصام عشرات الطلاب أمام أكبر جامعة في المكسيك ضد العدوان الإسرائيلي على غزة    حرب غزة.. صحيفة أمريكية: السنوار انتصر حتى لو لم يخرج منها حيا    وزير الدفاع الأمريكي: القوات الروسية لا تستطيع الوصول لقواتنا في النيجر    البابا تواضروس يترأس صلوات «الجمعة العظيمة» من الكاتدرائية    مواعيد مباريات الجمعة 3 مايو 2024 – مباراتان في الدوري.. بداية الجولة بإنجلترا ومحترفان مصريان    خالد الغندور عن أزمة حسام حسن مع صلاح: مفيش لعيب فوق النقد    الكومي: مذكرة لجنة الانضباط تحسم أزمة الشحات والشيبي    تشكيل الهلال المتوقع أمام التعاون| ميتروفيتش يقود الهجوم    تشاهدون اليوم.. زد يستضيف المقاولون العرب وخيتافي يواجه أتلتيك بيلباو    إشادة حزبية وبرلمانية بتأسيس اتحاد القبائل العربية.. سياسيون : خطوة لتوحيدهم خلف الرئيس.. وسيساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في سيناء    5 أهداف لصندوق رعاية المسنين وفقا للقانون، تعرف عليها    «التعليم»: امتحانات الثانوية العامة ستكون واضحة.. وتكشف مستويات الطلبة    خريطة التحويلات المرورية بعد غلق شارع يوسف عباس بمدينة نصر    ضبط 300 كجم دقيق مجهولة المصدر في جنوب الأقصر    ننشر أسعار الدواجن اليوم الجمعة 3 مايو 2024    لأول مرة.. فريدة سيف النصر تغني على الهواء    معرض أبو ظبي يناقش "إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية"    «شقو» يتراجع للمركز الثاني في قائمة الإيرادات.. بطولة عمرو يوسف    استقرار أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة.. عز ب 24155 جنيهًا    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدد المرات.. اعرف التصرف الشرعي    حكم وصف الدواء للناس من غير الأطباء.. دار الإفتاء تحذر    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    موضوع خطبة الجمعة اليوم وأسماء المساجد المقرر افتتاحها.. اعرف التفاصيل    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    «سباق الحمير.. عادة سنوية لشباب قرية بالفيوم احتفالا ب«مولد دندوت    وزارة التضامن وصندوق مكافحة الإدمان يكرمان مسلسلات بابا جه وكامل العدد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة3-5-2024    مواعيد صرف معاش تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة لشهر مايو 2024    دراسة أمريكية: بعض المواد الكيميائية يمكن أن تؤدي لزيادة انتشار البدانة    دراسة: الأرز والدقيق يحتويان مستويات عالية من السموم الضارة إذا ساء تخزينهما    أهداف برشلونة في الميركاتو الصيفي    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    الخضري: البنك الأهلي لم يتعرض للظلم أمام الزمالك.. وإمام عاشور صنع الفارق مع الأهلي    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكومة نظيف تستدين5مليارات جنيه شهريا للإنفاق علي الحملة الانتخابية..والوفديون يستنكرون "أين عدالة العملية الانتخابية"..وهل تنتزع ثقافة الخوف من المصريين في الفترة المقبلة..والصحف الحكومية: لا رئيس إلا مبارك ..والمنافسون أعداء الديمقراطية في مصر..
نشر في المصريون يوم 17 - 08 - 2005

بدأت الحملة الانتخابية وعلي إثرها انقسمت الصحف المصرية إلى قسمين أولهما مؤيد ومشارك في عملية الدعاية الانتخابية وهي إما حكومية تؤيد الرئيس مبارك تأييدا مطلقا ظاهرا أو نسبيا خفيا وإما حزبية ينعق أصوات أصحابها بمناقب مرشحيها وأحلامهم الانتخابية. والقسم الثاني من الصحافة المستقلة والمعارضة والتي تقاطع الانتخابات مقاطعة تامة وبالتالي تعزف عن التأييد لأي من مرشحي الرئاسة. الصحافة الحزبية ملت من عبارات التأييد الصراح لمرشحيها فبدأت بالرصد الآلي لمشكلات الوطن مشكلة مشكلة ثم ترفق الحل الذي يقدمه مرشحها لكل مشكلة منها علي سبيل الدعاية المقنعة أما المستقلة فباتت معركة الانتخابات محسومة لديها واقتصرت علي رصد مثالب مرشح الحزب الوطني وحكم الأربع وعشرين عاما وفضح مساوئ الحملة الانتخابية والنتائج السلبية المترتبة عليها والتي حذر المراقبون من تفاقمها إثر الانتهاء من الحملات الانتخابية ونبدأ جولتنا اليوم من جريدة "المصري اليوم" حيث بدأ محمد البرغوثي مقاله بالحمل علي الفترة التي تعيشها مصر واصفا إياها ب " شهر عسل الخراب " والذي بدأ في مصر بمجرد الإعلان عن تعديل المادة 76 من الدستور مفصلا ذلك بقوله " إن الذي حدث أن دوائر الرأي والمنظمات المدنية والأحزاب راحت تلهث خلف وعود التغيير حتى خارت قواها في الوقت الذي انهمكت فيه الحكومة في إخلاء التعديل من كل شروط التداول السلمي للسلطة وبذلت كل طاقتها التنفيذية في حشد الولاء التام والمطلق للوضع القائم، حتى انتهي بنا الحال إلي الوقوف علي حافة هاوية اجتماعية واقتصادية تتمثل في هذا الانفلات الكارثى في الشارع والمصنع والمستشفي،وفي تفاقم سعار الاستدانة لتميل الحملة الانتخابية للرئيس حتى وصل الأمر طبقا للنشرة التي يصدرها البنك المركزي المصري إلي استدانة حكومة الدكتور نظيف 5 مليارات جنيه كل شهر لتمويل النفقات المتزايدة التي لا تقابلها أية إيرادات من الإنتاج والنتيجة أننا نخوض الآن في مستنقع اجتماعي أو عرس للفوضى والتسبب والإهمال الإجرامي الذي استثمر حالة الانشغال بالسياسة والانتخابات، وعاث فساداً في الأرض وحقق مكاسب خرافية في غمضة عين سياسية عن أحوال البلاد والعباد". وأضاف البرغوثي أن ما نشر من توقعات لعالم الاجتماع المعروف يثير مخاوف من أن " الثورة " التي يتحدث عنها ستكون وبالاً رهيباً علي الطبقة المتوسطة بكل شرائحها وفئاتها لأنها أكثر من حالة فوضي عارمة تسودها أعمال السلب والنهب والتخريب ويقودها اللصوص الصغار الذين لن يجرؤ واحد منهم علي الاقتراب من مزرعة أو فيللا محروسة بالفتوات والكلاب وستظل الحلقة الضعيفة التي يمكن سلب ممتلكتها البسيطة هي الطبقة المتوسطة التي لا تمتلك نفقات حياة ممتلكاتها ولن تسعفها الشرطة إذا استجارت بها لأن وزارة الداخلية ستضع كل إمكانياتها في حماية الفئة المسيطرة اجتماعيا واقتصاديا وسياسياً والحقيقة أن هذا الخراب المتوقع يمضي الآن بخطوات واثقة نحو التحقيق وتكفي جولة سريعة علي كل مستشفيات مصر أوفي شوارعها أو في دواوين الحكومة للوقوف علي الملامح القاسية للفوضى والإهمال والانفلات والنطاعة، ولم يعد هناك مكان واحد في هذا البلد إلا ويعرف كل العاملين به أنهم يعيشون مناخاً استثنائيا يحكمه قانون :" افعل ما تريد .. وانتخب الرئيس " وليس بعيداً أن نصحو بعد الانتخابات علي كوارث إضافية من العيار الثقيل طالما أن رؤساء الأحياء لديهم تعليمات واضحة بإغماض عيونهم عن كل المخالفات إلي ما بعد الانتخابات وهو الأمر الذي أدي مثلاً إلي مزيد من هدم فيلات المعادي القديمة وإقامة عمائر شاهقة علي كل مساحة الأرض بعد اقتلاع أشجار الحدائق في منطقة كانت حتى سنوات قليلة ماضية محمية طبيعية جميلة ومعمارية خلابة من صنع الإنسان". وننتقل إلي جريدة "الوفد" الحزبية حيث يستاء د.محمود السقا من التمييز الحاصل بين مرشح الحزب الوطني وحزب الوفد قائلا "إن الدولة بدءا من رئيسها الحالي القابض علي كل السلطات في يمينه، ومعه الذين يأتمرون بأمره، ويخضعون لمشيئته من رئيس للوزراء، مرورا بالوزراء، وأيضا كل المحافظين القابضين علي كل ما في محافظاتهم ومجالس مدنهم، حتى آخر قرية، وآخر عمدة وشيخ خفر، وصلتهم التعليمات في حسم وعزم من حتمية انتخاب الرئيس-صاحب رمز الهلال- وبجانب هذه الصورة المأساوية التي تتنافي وتتجافي مع فكرة أصولية وهي"عدالة العملية الانتخابية" بأن يتم كل شيء دون تدخل احد، وان جميع المرشحين وجب أن يكونوا في الحقوق الامتيازات علي قدم المساواة لا فرق بين احد منهم وآخر، وإلا بمقدار ما يعرضه علي الجماهير العريضة من برنامج يحسن الدفاع عنه، ويوضح آماله وأحلامه في مواجهة الجماهير". ويضيف السقا قائلا " بكل الحب لبلدي، وبكل الإخلاص لمصر العظمي، كان حتما أن ينزل أبناء هذه الأمة في غضب نبيل لمخاطبة النظام القائم رئيسا حاكما وحكاما أن كفي.. وكفي.. ويطلب الشعب إرادة الشعب منهم إن حان وقت الرحيل ليس بمستبعد وليس أمرا مستحيلا، أن يكون سقوط الرئيس في انتخابات الرئاسة القادمة أمرا مقضيا حسمته الجماهير وبذلك تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن سفنهم هم ويومها نقدم له الشكر الجزيل علي ما قدمه لبلاده قدر إمكانياته طيلة ربع قرن من عمر مصر.. ونقول له في صفاء النفوس والقلوب.. هذه هي مصرنا في مسيس الحاجة إلي "صباح عصر جديد".. والشعب إذا أراد فلابد أن يستجيب القدر. وننتقل إلى جريدة "الأخبار" الحكومية حيث يعرض محمد بركات سؤاله ما الذي يريده الشعب المصري من الرئيس القادم؟ وفي إجابته يقول بركات "انه في إطار الرؤية الخاصة لكل مواطن والرأي المتفرد لكل إنسان علي أرض مصر فان له حقا طبيعيا في أن يطلب من الرئيس القادم ما يراه هو ضروريا له، أو حاجة ملحة يجب تلبيتها ويجب إعطاؤها الأولوية قبل كل شيء، بل ويجب أيضا تقديمها علي كل الأشياء الأخرى" ويقرر بركات " أن من الطبيعي أن يري العديد من الناس انه يمكن الإجابة علي السؤال المطروح ماذا نريد من الرئيس القادم؟ بعدة جمل بسيطة واضحة، يقولون فيها إنهم يريدون منه أن يكون عادلا محبا لشعبه، ولبسطاء الناس علي وجه الخصوص، وأن يرعى مصالح الشعب في الداخل والخارج، وأن يكون قادرا علي توفير الأمن والأمان للمواطن، والاستقرار للوطن والناس، وأن يستطيع أن يفتح باب الأمل أمام الجميع في الغد الأفضل، وأن يلتزم ببرنامج واضح ومحدد وقابل للتنفيذ ينتقل بمصر إلي مستوي الدول الناهضة والحديثة والديمقراطية. ويري هؤلاء، إن نهوض مصر لن يتحقق دون أن يكون في مقدمة هذا البرنامج، وعلي قمة أولوياته ثورة تعليمية واضحة المعالم متقدمة الرؤية تحقق لأبناء مصر القدرة علي القفز فوق حواجز التخلف والجمود، وبلادة التفكير، وضعف الأداء، وتدخل بها إلي عصر النور والابتكار والتجديد، وتحول جموع وملايين الخريجين من عالة علي المجتمع والدولة، وعقبة في سبيل التقدم والنهوض، إلي طاقة هائلة من الحركة الإيجابية والخلاقة، والوعي المتوقد والمبدع الذي يقود قاطرة التقدم والنمو في كل من المجالات، ويفتح آفاقا جديدة في كل يوم جديد. ويريد هؤلاء، وهذا حقهم، أن يكون لدي الرئيس القادم الإرادة الكاملة، والاقتناع الكامل، والإيمان الراسخ للعبور بمصر إلي عصر الديمقراطية الشاملة، والأهم من ذلك أن تكون لديه القدرة علي القيام بهذا العبور، وإحداث هذا التحول سلميا، وأن يجنب الوطن والأمة خطر الانزلاق إلي مجاهل الصراع الطبقي، وأن تتوافر لديه الحكمة اللازمة، والبصيرة النافذة للنجاة بمصر وقيادة سفينتها وسط جميع الأخطار والعواصف التي تحيط بها إقليميا ودوليا، وسط عالم تنتشر فيه الصراعات. ويريدون أيضا من رئيسهم القادم قبل ذلك وبعده توفير أكبر قدر من الرعاية الاجتماعية لمحدودي الدخل، وبسطاء الناس، وضمان حياة كريمة لهم ولأسرهم ويريدون.. ويريدون.. وكلها مطالب مشروعة وكلها حقوق يجب الوفاء بها وتلبيتها. ويضيف إضافته الأخيرة "كان الله في عون الرئيس القادم". ونستكمل جولتنا من صحيفة "نهضة مصر" حيث يعرض د. محمد السيد سعيد أهم ما يجب أن يتوفر للمواطن المصري في المرحلة القادمة وهي استعادة كرامته إذ يقول" يجب أن يكون للمرشحين للرئاسة رؤي وأفكار وخطط طموحة للتقدم في مصر، والتقدم بمصر والمصريين. وأهم أبعاد هذا الطموح علي الإطلاق، بل وأهم التحديات التي تواجه مصر علي وجه اليقين هو استعادة شعور المصريين بكرامتهم والاحترام التام لحقوقهم الإنسانية. ولن يكون ذلك عملا سهلا، لأسباب كثيرة. من هذه الأسباب أن ثقافة الخوف متجذرة في بلادنا لأنها نتجت عن مئات أو آلاف السنين من القهر المتواصل، وأن انتهاكات حقوق الإنسان ترتبط ارتباطا مباشرا بالواقع الاقتصادي والاجتماعي المتخلف مثلما ترتبط بالواقع السياسي والمدني المقيد للحريات. وتطبيق المواثيق والمعايير الدولية لحقوق الإنسان يحتاج إلي ثورة اقتصادية وإلي طفرات ثقافية جبارة تمكن شعبنا بنفسه أو بمساعدة حكومته في مواجهة الفقر والأمية وسوء توزيع الثروة والسلطة، واستعادة وتصحيح مبادرة التقدم التي أطلقتها ثورة يوليو بعدما أغرقها انقلاب اجتماعي وثقافي زاحف بدأ مع هزيمة يونيو 1967. وقد توافقت الحركة الحقوقية المصرية علي أولويات بعينها تعد هي المحك الرئيسي للجدارة بمنصب الرئاسة وهي الالتزام بالإنهاء الفوري والتام لظاهرة التعذيب، ووقف العمل بقانون الطوارئ وتصفية آثاره بإطلاق وإعادة إدماج المعتقلين السياسيين في المجتمع مع ضمان الوفاء بحقوقهم في العلاج والتعليم والعمل، وإلغاء التشريعات والمحاكم الاستثنائية ومكافحة الفقر والبطالة والفساد. فالتعذيب هي أبشع ظاهرة عرفتها الإنسانية طوال تاريخها. وعانت مصر من هذه الظاهرة معاناة شديدة. وبكل أسف لا يفهم الناس قسوة تلك المعاناة إلا عندما يتعرضون لها بذاتهم. وبكل أسف أيضا يسيء الكثيرون فهم تلك الظاهرة ويحصرونها في الآلام التي تسببها للضحايا دون أن يدركوا أن هدفها الحقيقي ليس الضحايا وحدهم أو بأشخاصهم، وإنما تجذير ثقافة الخوف في المجتمع كله، وإجباره علي الخروج من المجال العام، ووقف اهتمام الناس ومشاركتهم في شئون بلادهم، وهو ما انتهي في مصر إلي حالة استلاب واغتراب ثقافي وسياسي كامل، امتص حيوية المجتمع وتنوعه وقدرته علي تجديد نفسه وفرض علي الأمة والدولة قانون النفاق العام باعتباره الأسلوب المنهجي للترشح والترقي للوظائف القيادية والعامة. ولا أعتقد أن علي المجتمع والرأي العام أن يمنح ثقته لأي مرشح لأي منصب عام بما فيه الرئاسة لا يلتزم علنا بالعمل علي الإنهاء الفوري لتلك الظاهرة، وخاصة أن إنهاءها لا يحتاج إلي أكثر من إصرار أوامر صارمة للجلادين بوقف استخدام التعذيب كأسلوب لانتزاع الاعترافات وكسر الروح وغيرها من الأغراض. ويرتبط إنهاء حالة الطوارئ بقضية التعذيب لأن تلك قانون الطوارئ ذاته يشتمل علي انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، كما يمثل البيئة المعززة لكل الانتهاكات الأخرى. وإضافة لذلك فهو يمثل عارا قوميا، يهين المصريين وثقافتهم وهويتهم الوطنية. فمصر واحدة من دول قليلة في العالم عاشت ما يزيد علي 68 من إجمالي 92 عاما في ظل أنظمة طوارئ منذ فرضها الاحتلال البريطاني بمناسبة الحرب العالمية الأولي وفرض الانتداب عام 1914. ربما يتساءل طفل برئ ما إذا كان ثمة شيء غلط في المصريين بحيث ينفردون بالحياة في ظل هذا القانون الاستثنائي طوال هذا الزمن". وما زلنا مع الجرائد الحكومية ولكننا نستكمل جولتها من جريدة الجمهورية حيث نجد التأييد المطلق للرئيس مبارك من قبل المهندس محمد زايد ووصف معارضيه بأعداء الديمقراطية حيث يقول " لقد قررت الأحزاب جميعها عدم التطرق إلي نظام انتخاب رئيس الجمهورية وتعديل الدستور وطالبت ببعض التعديلات لقانون الأحزاب وانتخابات مجلسي الشعب والشورى وذلك لضيق الوقت وعدم ملاءمة الظروف لذلك ثم جاء الزعيم ففتح الباب إلي تغيرات ديمقراطية ودستورية تمسه هو شخصيا فجعل اختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب الحر المباشر وكان لزاما أن يتم تغيير المادة 76 من الدستور وما ترتب علي ذلك من قوانين مكملة ومنظمة لذلك وما أن أعلن الرئيس ذلك حتى قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن خرجت الأفاعي من جحورها وخرج الحقد يطل برأسه بين صفوف الشعب يا سبحان الله عندما كان رئيس الجمهورية
يأتي بالاستفتاء صمتنا وانكمشنا وعندما بدأ الرئيس بنفسه وفتح باب الديمقراطية في اختيار رئيس الجمهورية خرجنا نهيل التراب علي منجزاتنا وتاريخنا. أي تناقض هذا يا سادة؟ ثم اجتمعت الأحزاب للمرة الثانية الأحزاب التي تقول "يافيها لأخفيها" بدلا من أن تشكر صاحب القرار باتت تشكك وتضلل وتخلط الأوراق. يا سادة يا رؤساء الأحزاب يا أيها الرافضون ويا رؤساء الأحزاب الجديدة الوليدة يامن تريدون ترشيح أنفسكم لرئاسة الجمهورية منافسين لحسني مبارك تعالوا سويا نستعرض أسماءكم وتاريخكم وتاريخ أحزابكم لن أخوض في الأسماء فهم مواطنون شرفاء لهم حق الطموح ولكن بالله عليكم يا سادة من في قري مصر ونجوعها وكفورها ومدنها يعرفكم ويعرف أسماء أحزابكم إنني اتحدي أن يعرف مواطنين من مائة وخمسين مدينة مصرية وأربعة آلاف وخمسمائة قرية في ست وعشرين محافظة أسماءكم أو أسماء أحزابكم وكيف تأتي الجرأة لحزب عمره عام ورجل لم يسمع عنه أحد إلا اليوم أن يرشح نفسه رئيسا لمصر هل هذه هي الديمقراطية.. لا والله.. والديمقراطية لابد أن توضع في مكانها الصحيح ورئاسة الجمهورية ليست عمودية كفر الهناددة. مبارك يا سادة هو قائد النصر هو التنمية علي أرض مصر والشجاعة والبساطة هو عطاء أربع وعشرين عاما. إذا كان المطلوب هو الشهرة اشتهروا كما تشاءون ولكن بعيدا عن أرفع منصب في مصر وهو حكم مصر. إنني أنصح هؤلاء أن يذهب كل منهم فيرشح نفسه أولا في قريته ليكون عمدة أو شيخ بلد أو عضو مجلس محلي وأتمني له النجاح لو استطاع فأنا اشك في ذلك أما أن يشطح البعض ويحلم أحلام اليقظة ليكون رئيسا لمصر فهذا هو الهزل بعينه ولا مجال للهزل والشطوح والعبث في مثل هذه الأمور فهي مصر ومستقبل شعب. لانريد مزايدة ولانريد أن يقال لابد من منافسين حتى تكتمل الصورة والديمقراطية وأقول لا والله فإما أن يكون المنافسون في حجم ووزن وكفاءة وتاريخ وعطاء حسني مبارك وإما لا. ياسادة تعالوا إلي كلمة سواء. تعالوا إلي ميثاق شرف نعترف جميعا فيه بأن المرحلة المقبلة هي مرحلة حسني مبارك ولابديل له ان مصر اليوم في حاجة إليه. نريد أن نري واقعا شفافا علي الأرض. نريد أن نري انتخابات حرة نزيهة شفافة لا كما كانت في الماضي حتي لا نعطي الحجة لأحزاب المعارضة للنيل من النظام وقد عاصرت معظم الانتخابات سواء مجلس الشعب أو الشوري أو محليات لدورات كثيرة وكانت أغلبها غير شفافة وغير نزيهة وكان يخرج علينا المسئولون عنها من الوزراء ليعلنوا نزاهتها وحيدتها والشعب يعرف الحقيقة مما يصيب الشعب بالحسرة والمرارة والكاهية للنظام. نريد عصرا جديدا كما أراده لنا الرئيس ولا أريد أن تكونوا ملكيين أكثر من الملك وأخيرا أقول للأحزاب الوليدة مهلا فالطريق طويل وشاق اعملوا أولا بين الجماهير في مصر من أقصاها إلي أقصاها فالحزب ليس جريدة اوسما علي لافتة تعلق علي باب شقة في القاهرة أو طنطا أو اسكندرية وأقول للأحزاب القديمة الوفد والأحرار والعربي الناصري اتقوا الله في مصر وفي شعب مصر فهو لا يحتمل مناورات سياسية ولا تكونوا كالمثل "لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب" فالماضي لن يعود فعيشوا للمستقبل. يا سادة ما يحدث الآن من صخب وضجيج وفوضي وتجاوزات مرفوضة ماهو إلا زبد يذهب جفاء أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. هداكم الله وهدانا طريق الصواب.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة