أشادت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية بموقف الرئيس المصرى فى أزمة غزة، مشيرة إلى أن مرسى نجح فى الوصول لاتفاق هدنة والحفاظ على إتفاقية السلام مع إسرائيل دون أن يتخلى عن دعمه للفلسطينيين للحظة واحدة. واعتبرت الصحيفة أن كل صاروخ كانت تطلقه حماس تجاه إسرائيل كان بمثابة اختبار لولاء الرئيس مرسى للقضية الفلسطينية. وأشارت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان يسعى من جانبه إلى قياس حجم الضرر الذى يمكن إلحاقه بحماس قبل أن بدأ مرسى بالرد بأكثر من التصريحات العلنية والدبلوماسية. وأضافت أن الولاياتالمتحدة والغرب كانوا يراقبون الموقف المصرى عن كثب لمعرفة ما إذا كان مرسى سيتمكن من البروز كصوت إقليمى قوى وموثوق به. وأوضحت أن جهود مرسى لإقناع حركة حماس بالموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار محورية لطموحه فى البروز كزعيم إسلامى قادر على إدارة أزمات الشرق الأوسط. ومضت الصحيفة قائلة إن الصراع بين حماس وإسرائيل وضع إدارة مرسى فى دائرة الضوء واختبر نفوذ مرسى مع حركة حماس ومكانته الدولية، مشيرة إلى أن موقف مرسى الثابت فى الدفاع عن مصالح الفلسطينيين فى قطاع غزة بدون المخاطرة باتفاقية السلام مع إسرائيل هى مهمة حساسة للغاية بالنسبة لشخص جديد على عالم العلاقات الدولية. وأشارت إلى أن المصريين يعتبرون محادثات اتفاق وقف إطلاق النار هى بمثابة فرصة لاستعادة دور مصر كلاعب بارز فى عملية السلام العربية الإسرائيلية. ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من الرئيس مرسى رفض الكشف عن هويته قوله إن مصر بمثابة الشقيقة الكبرى لفلسطين فى هذا الموقف، وأن "إسرائيل حاولت السخرية من مصر أمام شقيقتها الصغرى ولكنها حصلت على رد لم تكن تتوقعه". وأضاف المصدر أن "إسرائيل تحاول أن تظهر للفلسطينيين ولحماس وللعالم أن شيئاً لم يتغير فى رد فعل مصر، وأنها لا تزال بإمكانها القيام بما تريد"، مشيراً إلى أنهم أصيبوا بالصدمة عندما اكتشفوا أن ذلك لم يعد قابلاً للتطبيق. ولفتت إلى أن موقف مرسى طوال الأسبوع الماضى كان مختلفاً بشكل ملحوظ عن سلفه مبارك الذى كان يعرف بميله للمصالح الإسرائيلية، فمبارك أغلق المعبر الحدودى مع قطاع غزة واتهم حماس بتصدير الإرهاب لمصر، فى حين وقف مرسى على الفور مع الفلسطنيين، وقام بسحب السفير المصرى من تل أبيب وإرسال رئيس وزرائه لقطاع غزة تعبيراً عن التضامن. بدوره أكد مصطفى اللباد، رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، للصحيفة أن العلاقات بين مصر وحماس الآن أصبحت قوية للغاية. وأضاف: "مبارك لم يعد هناك وأصبحوا يرون مصر كضامن برئيس أقرب إليهم مما هو لإسرائيل. إنه انتصار لحماس".