لعل أنسب التعبيرات التى تماثل الديمقراطية من حيث كونها اجراءات لتحقيق معانى الشورى فى الاسلام هو لفظة الحكم الصالح الرشيد لذا أعتقد أن تقرير التنمية العربية قد وفق فى اختيار هذا التعبير عن الحكم المأمول تحقيقه داخل بلاد العرب التى تعانى من حكومات غير صالحة وغير رشيدة , وهذا يقودنا الى تحليل ما استقر عليه الحزب الحاكم فى مصر حين فشل فى اختيار قيادة شابة تتحمل عبء المرحلة الجديدة بالفكر الجديد الذى يدعيه ورغم صعوبة الأجواء المنافسة وحالة الصخب والصوت العالى الذى يصاحب هذه الانتخابات وفى ظل فشل نظام الحكم الحالي فى الوصول بمصر بعد 24 سنة من الحكم المتفرد لحالة الاكتفاء لا حالة الرخاء فقد كنت أتمنى أن يفاجئنا هذا الحزب الفارغ الضعيف بعد فصله عن الدولة التى هى من حق كل فرد على أرض مصر بترشيح قيادة تحمل فكرا ليبراليا وطنيا حرا يؤمن بالحرية والتعددية وتعيد صياغة حزب شاخ فى حضن سلطة بوليسية تعدت كل الخطوط الحمراء المحيطة بكرامة المواطن المصرى وحقوقه الأساسية ولكن يبدو أنها لم تجد أمامها الا الرئيس ونجله فوقعت فى حيرة وهى تدرك أنه لم يعد من المقبول استمرار هذا الوضع حيث يتفق كل منهما رغم اختلاف الجيل حول أهمية التنمية الاقتصادية وهى التى تصب فى نهاية الأمر فى جيوب الصفوة بعيدا عن مصالح الشعب الحقيقية ولا يؤمن أيا منهما بحق الشعب فى الحرية وحقه فى مراقبة حكامه ولا حقه فى تداول السلطة ولا حقه في التعبير عن رأيه وهو آمن من الملاحقة والتنكيل فكلاهما يرى بأنه خلق من أجل أن يحكم مصر وفى حوار لى مع أحد أساطين لجنة السياسات وقد آلمنى أن جينات الحكم قد انتقلت من الأب للأبن فاذا به يفاجئنى بقوله( ده الريس أرحم) !!!! يا خبر أسود ! و تساءلت : هل هذا هو الفكر الجديد !! وقد صدقت ما سمعته لأن السنوات الماضية لم يقدم الأبن أى محاولة يتقرب بها من المعارضين أو المخالفين ليتعرف عليهم عن قرب ويستمع لهم ويطمئنهم ويقدم نموذجا جديدا لفكر جديد لا يعتمد على السطوة الأمنية التي خربت البلاد وأذلت العباد وقدمت الوطن هدية محروسة بالحديد والنار لمن يحقق لهم مصالحهم ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم لكل هذه الأسباب أجد أن الانتخابات الرئاسية القادمة سوف تكون هزلية ورغم اختلافى مع نهج الرئيس الا أننى أحزن أشد الحزن لاصرار الرئيس ومن حوله على المشاركة فى هذه المهزلة التى لاتليق بتاريخه كبطل من أبطال حرب أكتوبر فالنهايات قد تجب ما قبلها وتصبح هناك فرصة لذكرى جيدة يختم بها حياته السياسية التى طالت كما لم تطل لأى حاكم مصرى سابق ونظرا لهذا الموقف المتخلف من قيادات الحزب الحاكم التى أصرت على الاساءة للرئيس ولم تستطع ان تواجه الشعب بترشيح نجل الرئيس فسوف يحرم الشعب المصرى لحين اشعار آخر من مميزات الحكم الصالح الرشيد