اغسل يديك من الإعلام، واقرأ على مصر السلام، أبواق تنفخ كفحيح الأفاعى، وأفواه وأرانب على أطراف الطرقات هم أبناء الشوارع والحارات، وثرثرة على النيل، والنيل نجاشى، والنجاشى حزين على مصر وسوريا وفلسطين؛ ويفيض النيل، وأحلام الرجال تحيض! قبل الثورة كان جُلُّ الناس مشغولين بالمنتخب، والآن بالنخبة.. نخبة لا ندرى من انتخبها تتسول موائد الفضائيات، وشيوخ لا ندرى من شَيَّخهم، وإعلاميون لا ندرى من أَعْلَمهم أو علَّمهم، وفضائيات لا ندرى من وراءها، وما لها! إسلاميون ليبراليون علمانيون مهجريون كلهم مخطئون، ليس لهم فى سياسة الأمور ولا يحزنون؛ ضاعت الأولويات وتعارضت المصالح، ولسان كل واحد منهم: لا تصالح! ذكَّرونا بعصور ملوك الطوائف والدول والإمارات، يسوسون الأمور بغير عقل، فينفذ أمرهم ويقال: ساسة! لم يدرك الساسة أنهم فى سفينة، والسفينة فى عُرض بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج؛ ولكل فريق أنصار، ولكل أتباع، ومصر الآن تشترى وتباع. كنَّا رجالاً فى المدارس الابتدائية، ونحن ننشد بزهوٍ: هذه أرضى أنا/ وأبى ضحّى هنا/ وأبى قال لنا/ مزقوا أعداءنا/ أنا شعب وفدائى وثورة. والثورة كانت فى يناير قبل الفائت، ومضت على غير سبيلها، وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ؛ وبقى المتفيهقون الثرثارون! منذ أيام قام الجيش بتدريبات جويَّة، أرَّقت بعض الإعلاميين، وبادعاء المهنية وتغطية الأخبار والحيادية قرر أنها إسرائيلية، اخترقت حاجز الصوت، أسكت الله صوته، وقطع حسه وخبره ودابره. وهذا الإعلام هو هو الذى غفل وتغافل، بل عمى بصره وبصيرته عن مشهد آخر لأفراد من القوات المسلحة يقومون بتوسعة وتمهيد الطريق المؤدى إلى القاهرة عند الخروج من نفق الشهيد أحمد حمدى، كى يسير عليه هذا الإعلامى آمنًا مطمئنًا بسياراته الفارهة. أوسعونا حديثًا عن التحرش الجنسى، وهم يمارسون البغاء الإعلامى، تركوا فى مصر كل جميل ونبيل، ووقعت أبصارهم وأسماعهم على كل قبيح، صحيح هو إعلام أم قبيح! هل رَدَّدْتَ قول ربك: "إِنْ أُعْطُوا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ"، وقوله: "لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ". الآن بعض الإعلام يريد إسقاط مصر الدولة، ومصر الحضارة، ومصر المدنية، ومصر الجديدة. فصوموا عن هذا الإعلام الردىء تصح أبدانكم وعقولكم ومصركم. [email protected]