إن المعروف عن الأمواج أنها هى الإرتفاعات والإنخفاضات التى دائماً ما تتكون فى المنطقة الواقعة بين سطح الماء والهواء. ولكن ثبت علمياً أن الأمواج يمكن أن تتكون بين سائلين مختلفى الكثافة. تعتبر الطبقة العليا للماء فى البحار والمحيطات أقل كثافة بينما يغطس الماء الأكثر كثافة إلى الطبقة أسفل الطبقة العليا وعليه فقد سجلت أمواج منتشرة بين تلك الطبقتين تدعى بالأمواج الداخلية (Internal Waves). ويشتكى صيادو الأسماك والنرويجييون فى بعض الأحيان من أن زوارقهم يتم جرفها فى الماء الميت للأزقة البحرية على الرغم من عدم وجود أمواج حيث تم إكتشاف أن الذى يقوم بذلك هو الأمواج الداخلية. فالأزقة البحرية عبارة عن تجاويف من الأودية الجليدية والتى تصب فيها المياه العذبة القادمة من الأنهار الجليدية الناتجة عن ذوبان الجليد فى تلك المناطق مما يسبب تكوين طبقة سطحية خفيفة منخفضة الكثافة من الماء العذب فوق الماء المالح إلى الكثافة وبين هاتين الطبقتين مختلفى الكثافة تتكون أمواج داخلية تعمل على جرف تلك الزوارق. تلك الأمواج التى تتكون بين الطبقتين لا يمكن رؤيتها عند السطح. ومن الظواهر التى كان يلاحظها البحارة والربان على الزوارق ما يدهشهم عندما يعمل المحركات بقوة كبيرة فى حين لا تزال الزوارق لا تتحرك الإ بصعوبة شديدة. لقد تم إكتشاف تلك الأمواج الداخلية حديثاً مع تطور العلم والأجهزة البحثية الحديثة التى ترصد تلك الظواهر ولعلك تعجب عندما تعلم أن الله تعالى صور تلك الأمواج الداخلية وتحدث عن وجودها منذ أكثر من 1420 عام فى كتابه الكريم المُنزل على رسول الأمين حيث قال " أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ" (النور: 40).