عثر علماء الزلازل خلال اجراء مسحاً لأعماق الأرض على دلائل تشير إلى وجود مخزون مائي ضخم يعادل حجمه حجم المحيط المتجمد الشمالي، وذلك في الطبقات الأرضية لمنطقة جنوب شرقي آسيا. وإذا صح هذا الاكتشاف، فإنه يكون الأول من نوعه الذي يتم العثور عليه تحت الأرض. قام الاختصاصي في علم الزلازل مايكل وايسسيون،من جامعة واشنطن، وتلميذه السابق جيسي لورانس، الذي يعمل حالياً بجامعة كاليفورنيا بتحليل أكثر من 600 ألف سجل لرصد زلزالي وأمواج ناجمة عن زلازل في مختلف أنحاء الأرض ولاحظا وجود منطقة تحت الجزء الجنوبي الشرقي لقارة آسيا ظهرت فيها الموجات الزلزالية وكأنها تتضاءل وتخمد تدريجياً. وفسر وايسسيون هذه الظاهرة بأن الماء هو الذى يخفف سرعة الأمواج و حدوث الكثير من التضاؤل في الأمواج الصوتية وخفوتها يتسق مع التوقعات بوجود كميات كبيرة من الماء . وأوضح الباحث وايسسيون أن الجزء الأكبر من المياه موجود في الأراضي الصينية، وتحديداً في أعماق الأرض، تحت العاصمة بكين التى تقع على طبقة من الصخور الزلزالية، وأن خطر تعرضها للزلازل يفوق أي دولة أخرى. وكانت توقعات سابقة قد أشارت إلى أنه إذا انسابت مياه المحيط الباردة آلاف الأميال تحت القشرة الأرضية، فإن درجة حرارة باطن الأرض العالية تعمل على تبخر المياه في الصخور الموجود تحت طبقة الأرض الخارجية. وقال وايسسيون: "المياه داخل الصخور تنساب باتجاه الطبقات الصخرية الباردة، لكنها تصبح دافئة وتسخن أكثر كلما انسابت إلى الأعماق، فتصبح الصخور أقل استقراراً وتفقد الماء الموجود في جوفها. ومع تبخر المزيد من المياه، فإنها عندما تصل إلى طبقات أعلى أكثر برودة، تتكثف من جديد وتتشبع الصخور بالمياه. ويعلق وايسسيون على الأمر بالقول: "ومع ذلك فإنها تظل شبيهة بالصخور الصلبة.. ويجب جلبها إلى المختبر لتتحقق من وجود المياه فيها."