وجه القيادى البارز فى الجماعة الإسلامية الشيخ عبود الزمر انتقادات حادة للمستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة، معتبرًا أن الزند يقود القضاة إلى كارثة بعد دخوله حلبة الصراع السياسى وابتعاده عن حيدة القاضى وتجرده وجره القضاة وناديهم إلى مواجهات مع فصائل سيادية بالمخالفة لتقاليد السلطة القضائية. وجه الزمر حديثه للزند قائلا: من دخل الحلبة لم يسلم من اللكم، معتبرًا أن تلويح الزند بمقاطعة التأسيسية وعدم الإشراف على الانتخابات الرئاسية يعد جريمة مكتملة الأركان كونه يسعى عبر إرادة منفردة لعرقلة الإرادة الشعبية وفرض وجهة نظره على جمعية تأسيسية مشكلة من قبل برلمان منتخب من قبل 30 مليون مصرى. وحذر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية من اقتحام القضاة لساحة العمل السياسى يهز هيبتهم بشدة ويجعلهم عرضة للانتقادات كونهم تحولوا من سلطة قضائية تقف على مسافة واحدة من الجميع إلى مصارع سياسى بشكل يجعل حديثهم عن حصانة القضاة خاليًا من أى مضمون. وتساءل الزمر منذ متى امتلك الزند مثل هذه الجسارة والشجاعة ليتحدث عن استقلال القضاء وأين كان أيام كان حسنى مبارك يسحل القضاء ويضع أحكامهم فى سلة المهملات لافتا إلى أنه كان يصدر البيانات من محبسه مدافعًا عن استقلال القضاء فى وقت كان الزند يسير فى فلك النظام السابق ويدافع عن جرائمه فى حق القضاء. واعتبر الزمر أن وقوف الزند فى صف النائب العام المستشار عبد المجيد محمود يؤكد أنه يضع القضاة فى الخندق الخطأ ويحملهم المسئولية عن جرائم عهد مبارك ويورطهم فى التواطؤ على أرواح الشهداء الذين أهدرت دماؤهم بفضل أدلة النائب العام المهترئة. وطالب الزمر باستبعاد الفريق المؤيد للزند والذى هدد بمقاطعة الإشراف على الاستفتاء وانتخابات مجلس الشعب القادمة كونهم فقدوا عامل الحيدة بين القوى السياسية، مطالبًا بالاستعانة بالهيئات القضائية الأخرى ونقابة المحامين والمنظمات الحقوقية حتى لا تخضع إرادة الشعب لقلة لا تعبر عن القضاء والقضاة. ونفى الزمر أن تكون هذه المليونية قد شكلت استعراضًا للقوة رغم تأكيده أنها أثبتت وجود قوى إسلامية فاعلة تستطيع الحشد أو ما يمكن أن نطلق عليه تيارًا ثالثًا بين الإخوان والسلفيين. وفى المقابل اعتبر الزمر أن مليونية الشريعة وما شهدته من حضور فاعل قد أعادت التوازن للساحة السياسية فى ظل الضغوط الشديدة التى تمارسها القوى العلمانية بهدف إزالة أى مظهر إسلامى من الدستور، لاسيما أن أظهرت وجود قوى فاعلة وقوية فى الشارع تدافع عن هوية مصر الإسلامية فى وقت حساس جدًا مع اقتراب التصويت على المسودة النهائية للدستور.