مع اقتراب تخفيضات الجمعة البيضاء، يزداد اعتماد المستهلكين على الذكاء الاصطناعي (AI) لتحقيق أقصى استفادة من العروض، فالذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في تجربة التسوق، بدءًا من خدمات التوصية الشخصية وصولاً إلى التجارب الافتراضية، مما يوفر مسارًا أكثر فعالية وسهولة لإتمام عمليات شراء مثالية. وتُظهر البيانات، أن هذا الاتجاه قوي؛ فقد أوضح استطلاع أجرته كاسبرسكي أن 72% من المشاركين استخدموا الذكاء الاصطناعي، ودمجه 30% منهم في مهامهم اليومية مثل إعداد قوائم التسوق وتخطيط الميزانيات، من المتوقع أن يبلغ هذا الزخم ذروته خلال موسم الأعياد. اقرأ أيضا | الذكاء الاصطناعي أكثر تعاطفًا تجاه المرضى مقارنة بالأطباء.. ما الأمر؟ كيف يُحوّل الذكاء الاصطناعي تجربة التسوق؟ ويتجه المتسوقون نحو الذكاء الاصطناعي كوسيلة ناجعة "للقنص" على أفضل العروض. لم يعد الأمر مقتصرًا على مقارنة الأسعار يدويًا، بل انتقلنا إلى عصر التجارة الوكيلة، حيث يتولى وكيل الذكاء الاصطناعي مهام التسوق بالكامل. على سبيل المثال، يمكنك تكليف الوكيل بمراقبة سعر تلفزيون بمواصفات محددة (مثل 65 بوصة و 4K والسماح له بالشراء تلقائيًا بمجرد انخفاض سعره عن هدف معين. ولا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على المستهلكين فحسب، بل يتم دمجه أيضًا في العلامات التجارية والأسواق الشهيرة. يتم استخدامه في أدوات التسعير الديناميكية، وأنظمة إدارة المخزون التنبؤية، وتوصيات المنتجات الشخصية، ومساعدي الدردشة. حتى أن بعض العلامات التجارية تتيح الشراء والتصفح مباشرة عبر روبوتات المحادثة الذكية مثل ChatGPT ضمن منظومات البيع بالتجزئة. تحديات الأمن السيبراني في زمن التسوق الذكي وعلى الرغم من سهولة التسوق باستخدام الذكاء الاصطناعي، إلا أنه يفتح الباب أمام أخطار سيبرانية جديدة. فإسناد مهام التسوق والدفع لوكلاء الذكاء الاصطناعي يزيد من احتمالية الهجمات. ويمكن اختراق روبوتات المحادثة عبر تقنية تُعرف باسم حقن أوامر الذكاء الاصطناعي (AI Prompt Injection)، والتي تعيد توجيه المستخدمين إلى مواقع خبيثة، قد تؤدي سرقة بيانات تسجيل الدخول من هذه المواقع إلى عمليات احتيال مالي واختراق للبيانات. بالإضافة إلى ذلك، ينشط المجرمون في انتحال هوية متاجر التجزئة الكبرى، ويرسلون رسائل تصيد احتيالي عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، ويزعمون تقديم خصومات أو جوائز حصرية. في العام الماضي، أشارت كاسبرسكي إلى زيادة بنسبة 25% تقريبًا في التهديدات السيبرانية التي تستهدف قطاع التجزئة قبيل الجمعة البيضاء. نصائح أساسية لتسوق آمن وموفّر بالذكاء الاصطناعي لا يحتاج المتسوقون إلى التخلي عن مزايا الذكاء الاصطناعي للحفاظ على أمنهم. يكفي اتباع بعض الممارسات الإلكترونية الذكية لضمان تجربة تسوق أكثر أمانًا وتوفيرًا: 1. استخدام أوامر بحث دقيقة ومفصلة: بدلاً من الأوامر العامة مثل "ابحث لي عن أفضل عروض الجمعة البيضاء لأجهزة الحواسيب المحمولة"، التي قد تقدم نتائج أقل دقة وموثوقية، حدد الأمور التي تبحث عنها بدقة. الأمر الأكثر فعالية هو: "كن مساعدي الشخصي الموثوق في التسوق، وابحث عن ثلاثة حواسيب محمولة من متاجر التجزئة الكبيرة المشهورة، بمتوسط تقييم 4 نجوم أو أكثر. استبعد أي بائعين تقل تقييماتهم عن 1,000 تقييم، واذكر اسم كل منتج، ومواصفاته الرئيسية، وسعره الحالي، والرابط المباشر لصفحة هذا المنتج في الموقع الرسمي للعلامة التجارية. وتأكد أن جميع هذه العروض متاحة وصالحة للجمعة البيضاء 2025". 2. الحذر عند مشاركة معلومات الدفع: لا تمنح أدوات الذكاء الاصطناعي أو إضافات المتصفح حق الوصول إلى بيانات الدفع إلا إذا كانت تابعة لشركة مرموقة ومعروفة. عزّز حماية حساباتك عبر المصادقة متعددة العوامل (MFA). استخدم منصات دفع أو بطاقات ائتمان موثوقة مدعمة بحماية فائقة من الاحتيال (أفضل من بطاقات الخصم المباشر). يمكنك الاستعانة بحلول الأمن السيبراني المزودة بميزة حماية المدفوعات عبر الإنترنت لتأمين بياناتك المصرفية. 3. التحقق من الروابط وعناوين URL: تحقق دائمًا من صحة عنوان URL قبل إدخال أي بيانات شخصية أو بيانات دفع، وامتنع عن النقر على الروابط في رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو الإعلانات غير المرغوب فيها، مهما كانت مغرية، توجه مباشرة إلى الموقع الإلكتروني الرسمي للمتجر. استخدم حلاً أمنيًا موثوقًا مزودًا بميزة مكافحة التصيد الاحتيالي لحمايتك أثناء التسوق.