دكتور محمد البرادعي قال أن ظاهرة التحرش الجنسى ظاهرة لا توجد إلا فى مجتمع همجى مختل القيم". وتابع: "الدين عقيدة ومعاملة وليس فقط طقوسا وشعارات.. يجب أن ترقى العقوبة إلى مستوى الجريمة". فرغم اختلافي مع بعض أفكار الدكتور البرادعي الا أنني لن أسبح مع التيار ولا أري مبررا للهجوم عليه في هذا الموقف بالذات . فبدل أن نقوم بالهجوم عليه لابد من دراسة الأسباب التي أدت الي انتشار هذه الظاهرة ومحاولة ايجاد الحلول المثلي لمعالجة هذه الظاهرة. والرجل قال أنه ”لابد أن ترقي العقوبة الي مستوي الجريمة” وهذا هو الحل الفعلي للمشكلة في كثير من المجتمعات. ان الغرب يعالج موضوع التحرش بسن القوانين التي تجرم هذه الأفعال هذا بغض النظر عن أنهم مجتمع به الكثير من المشاكل فهم يجرمون التحرش ولكن لا باس من فعل ما هو أقبح من التحرش ولكن من خلال نظم معينة متاحة للجميع. ولكن الحل بالنسبة لنا لابد أن يكون بسن القوانين النابعة من شريعتنا الاسلامية والتي لا تختلف كثيرا عن كل الشرائع السماوية. فكل الأديان السماوية تجرم التحرش وتجرم فعل الفواحش. وفي نفس الوقت لابد من دراسة الظروف التي اوصلتنا الي هذا الحال كتأخر سن الزواج نظرا لارتفاع تكاليفه واعادة النظر في كل ما يشاهده أولادنا من المواد الفنية التي تقدم في القنوات كالمسلسلات والأفلام وغيرها من الأعمال الفنية. أتذكر في بداية الثمانينات كان هناك الكثير من برامج التوعية التي كان يقوم التليفزيون المصري ببثها فقد كانت تحث الناس علي المحافظة علي البيئه كما كانت تعلم الناس كيفية الوقاية من بعض الأمراض. ليت التليفزيون المصري يجعل هذه القضية وغيرها من القضايا والمشاكل التي يعاني منها الشعب المصري علي رأس أولوياته. كما ينبغي أن يعود للبيت وللأسرة دورها الأساسي في تربية الأولاد وحثهم علي التحلي بمكارم الأخلاق والابتعاد عن كل ما نهي عنه ديننا الحنيف. وايضا لابد أن تلعب المدارس والجامعات دورا مهما في توعية الشباب من خلال عقد ندوات ومؤتمرات لمناقشة اسباب هذه المشكلة وطرح حلول عملية تؤدي الي الاقلاع عن تلك الممارسات التي تؤدي الي تدمير المجتمع واشاعة الفوضي فيه وتجعل بناتنا ونسائنا لا يأمن علي أنفسهن من السير في الشارع. ولأن استجابة الناس وتفاعلهم مع هذه القضية ستختلف من انسان لآخر علي حسب المكان الذي تربي فيه والسلوك الذي اكتسبه من أسرته فانه لابد من سن قوانين وعقوبات رادعه لكل من يقوم بمثل هذه الأفعال فقديما قالوا (من أمن العقوبة أساء الأدب). نسأل الله أن يحفظ مصر وشعبها من كل سوء وأن يؤلف بين قلوبنا. مدرس بكلية الهندسة جامعة الأزهر باحث بكلية الهندسة جامعة ناجويا باليابان أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]