يبدو أن ميت رومنى حلف "ميت" يمين أنه يتمنى الخير لبلاده والتوفيق لمنافسه باراك أوباما، الذى فاز بالانتخابات الرياسية, لم يشكك فى المستشار فاروق سلطان, ولم يخبئ أيًا من أوراقه.. لم يعلن محاموه أن الفريق رومنى هو الفائز الحقيقى, ولم يجن جنونه مشككًا فى النتيجة, ومقسمًا بالله أن مستر "شاطر" جلب الأوراق المسودة مسبقًا. بلاد يجرفها الإعصار, فتجرفنا نحن بإعجاب المنهزم, والمنهزمون نحن, لا رومنى.. قدرنا أن نعيش بنفسية الهزيمة, نردد دائمًا "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"، ونكذب فى أننا المعنيون بالرعاية فى الآية الكريمة, فلا نحن حققنا مقتضى الإيمان, ولا نحن أعلينا قيمة العمل والعلم, ولا حتى تحلينا بنذر يسير من أخلاق المؤمنين. تلك بلاد سبقتنا بالأخلاق, هيه.. قل لى: "لا أخلاق للأمريكان"؟، سأقول لك أعد مشاهدة أى فيلم ولو حتى "الأب الروحى"، الذى يحكى قصة مافيا آل كابونى, وانظر: كم مقدسٌ عندهم هو القسم والوعد.. والعمل, وكم يحترمون الكلمة ويحتقرون الخيانة, وكيف لا يسكتون عن حق أو ثأر. لو قال أى عيل صايع فى سيناريو فيلم كلمة, سيظل طوال الفيلم يحترم كلمته, يا أخى حتى خارج الأفلام تجد أنجلينا جولى التى ألهبت خيال شباب العرب وشيوخهم, تجدها هناك على الحدود التركية تقدم الطعام للاجئين السوريين, تحاول ستر عورة حفيدات معاوية, وقبلها كانت فى الصومال تحمل كوب حليب لأطفالنا على حافة الهلاك.. بينما آبار النفط تُسال فى لاس فيجاس, وتُحرم منها خزائن المحروسة الخاوية. تلك بلاد أعلت مبادئ اتفقت عليها, ونحن لا مبادئ عندنا, كلما قال سياسيونا عن شىء: "هذا خط أحمر"، تجاوزوه وصار الدم ماء والماء العميق لو سقط فيه مؤمن وكافر, فسينجو من يعرف فن العوم, لا فن الكلام. تلك بلاد كل من فيها له مهنة, لا تكاد تلمح مهنة "ناشط سياسى".. فى بلادى كل عيل صايع صار ناشطًا سياسيًا, وكل ناشط أو خامل صار مشتاقًا لأن يقدم توك شو, وكل توك شو لا يقدم غير عورات الأخلاق.. الله يرحمك يا عم بيرم "هتجن يا ريت يا إخوانا ما رحتش لُندن ولا باريز.. ده بلاد تمدين ونضافة.. وذوق ولطافة.. وحاجة تغيظ".. فعلاً حاجة تغيظ. [email protected]