هيه, قل لي: لحوم العلماء مسمومة, وسأقول لك: هم يعرّضون لحمهم لنا وأشداء هم فيما بينهم. وقل لي يا شيخ: كيف سأحترمك؟ أو كيف سيحترمك الناس ويسمعون كلامك أنت والكثير من إخوانك, وأنتم تقطعون ثياب بعض, وتتراشقون عبر الفيس بوك الذي اخترعه كافر أميركي, وإذا انتقدناكم: انهالت على رؤوسنا الشتائم, بعضها في رسائل تطول الأم والأب. وتسألونني ما الذي أغضبني واستخفني فحملني على كلامي؟ فأقول لكم إن النصائح صارت على الهواء وبالفضاء الإلكتروني, وولى زمن الشافعي: تغمدني النصيحة في انفراد ولا تنصحني في وسط الجماعة فإن النصح وسط الناس شيء من التوبيخ لا أرضى استماعه. إذا فاسمعوا وعوا, وقد استنكر الدكتور يسرى حماد, نائب رئيس حزب النور السلفي, التصريحات المسيئة على حد وصفه من قبل الدكتور ياسر برهامي, للدكتور عماد عبد الغفور رئيس الحزب حول حضوره احتفال تركيا بعيد الاستقلال. يعني ثلاثة الدكاترة يشعلونها, فالأخير حضر احتفال السفارة التركية بعيد بلادها القومي, والثاني انتقده نقدًا لاذعًا على أساس أن عيد تركيا القومي هو ذكرى سقوط الخلافة, فتقدم الأول ناشبًا أظفاره في لحم أخيه المؤمن, ومنافحًا عن أخيه المؤمن, ومنافخًا في كير التراشق, وبين له أن عيد تركيا هو ذكرى رحيل الإنجليز عن بلاد جدنا عثمان. يا جماعة هل عيب أن نقول لكم عيبًا؟ يعني الدنيا مشغولة بانتخابات أميركا, والمنطقة مطحونة بأنباء سورية, والتليفزيونات تنقل تنظيم انتخابات الكنيسة, ومصر فيها ما فيها, وأنتم وبعض من إخوانكم يسيرون سيرة السلف, ولكن ليس سلف الحسن البصري وابن سيرين. وإنما سلف جرير والفرزدق والأخطل, أو بلاها الأخطل لأنه كان مشغولاً بانتخابات البابا. أنا من المعجبين بفتاوى الشيخ ياسر برهامي, لكن هذا لا يمنعني من الضحك غيظًا, و أنا من المشفقين على حداثة خبرة قيادات حزب النور, ولكن هذا لا يمنعني أن أقول: "زودتها يا شيخ". وبعد., فأنت غاضب مني لأني أكاد أنتقد شيوخًا تراهم كالضوء للعينِ, وستقول لي: من أنت؟ فأجيب وبالله التوفيق: واحد من شعب مصر, عاش عمره محاولاً تكذيب المتنبي في وصفه لمصر: و كم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا. لكن للأسف صدق المتنبي وجاعت خيول المسلمين. [email protected]