كمال حبيب المعتقلون السياسيون في مصر ، متي توضع قضيتهم علي جدول أعمال الرئيس مبارك ، الذي هو موجود في الرئاسة ولديه برنامج قال فيه إنه سيلغي قانون الطوارئ ، واليوم مبارك سيلقي خطاب تنصيبه لدورة رئاسية خامسة جديدة ، يريد أهالي المعتقلون والشعب المصري كله أن يروا شمعة في نهاية هذا الأفق المظلم الذي صنعه نظام مبارك . تتحدث المصادر عن وجود خمسة عشر ألف معتقل في السجون المصرية ، ولكم أن تتخيلوا معي أن معتقلاً مسجون منذ عام 1992 وحتي اليوم بدون ذنب أو جريرة وبدون أن يتقدم للمحاكمة أو يوجه له أي اتهام ، فهو ملقي به في السجن ولا يعرف مصيره ، متي سنتتهي مدة اعتقاله ومتي سيري النور ومتي سيخرج من هذا الجب ومتي يحصل علي حريته ، وماذا يقول لأولاده الذين كبروا وهم يرون أباهم في السجن مذموماً مدحوراً بلا ذنب أو جريرة سوي أنه يقول " لا إله إلا الله " أي أنه تجاوز إلي فهم حقيقة الدين الإسلامي وبدأ التعمق والتعرف عليه أهذه جريمة ؟ غالب الشباب المعتقل اليوم سلفيون الكثير منهم ليس لديه موقف ضد الدولة أو المجتمع ولكنه لديه حماس ديني زائد في حدود المتاح والذي لا يعبر عن أي تهديد لأحد . لكن الدولة لديها حساسية تجاه المتدينين وتجاه الإسلاميين ، وهي صنعت مشكلة متفجرة ولا نعرف كيف يمكن حلها ؟ هناك معتقلون من أنهوا أحكامهم وهؤلاء أقدم مسجونين في مصر اليوم ، تخيلوا أيها القراء أن من اعتقل من عام 1981 م لا يزال حتي اليوم في السجن ، منهم قطاع أنهي أحكامه عام 96 وهو معتقل لم تمس عينه نور الحرية لا يزال مسجوناً حتي هذه اللحظة ، ومنهم قطاع أنهي أحكام عام 2001 م وهؤلاء لا يزالون معتقلين حتي هذه اللحظة . بعض هؤلاء المعتقلين كتب لزبانية النظام في داخل السجون أنهم تابوا وأنابوا فيما يطلق عليه إقرارالتوبة ولكنهم لم يخرجوا من السجن وهؤلاء الموجودون الآن في سجون وادي النطرون . إلي متي يبقي ملف المعتقلين السياسيين ملفاً منسياً ، بقاء هذا الملف دون أن تمتد إليه يد مبارك نفسه كرئيس منتخب يدل علي أن مستقبل مصر في خطر وأنه لا توجد نية إصلاح ولا يحزنون ، غالب المعتقلين خاصة الذين لم يقحموا في قضايا أو يصدر ضدهم أحكام لا يمثلون تهديدا لأحد ولا هم خطر علي أمن الدولة وإلا كانت الدولة نفسها قدمتهم لمحاكمات ، وإنما هم معتقلون وفق قاعدة الاشتباه وهي قاعدة لا أخلاقية ومجرمة وتنتهك حقوق الإنسان . الخطر الذي يمثله بقاء المعتقلين في السجن هو تعبير عن استمرار أوضاع اللامبالاة والفساد من جانب المسئولين ،فملف المعتقلين به قصص فساد مروعة . المعتقلون هم تعبير عن انتهاك القانون حتي قانون الطوارئ نفسه ،لأن قانون الطوارئ لا يجيز لوزارة الداخلية ان تعتقل معتقل ولا تقدمه لمحكمة أكثر من شهرين ، وكان الكثير ينادي " أفرجوا عن المعتقلين وطبقوا قانون الطوارئ " بقاء المعتقلين هو تعبير عن انتهاك السلطة التنفيذية للقانون ، ولنفرض أن قانون الطوارئ ألغي فهل ستطبق الإدارة القانون أم أنها ستبقي علي المعتقلين لديها لأنها تعمل وفق قانونها الذاتي الخاص وليس قانون الدولة المصرية . المفروض وفقاً لقانون الطوارئ أن يكون جميع المعتقلين أحرار ، تخيلوا مواطن وجمعيات أهلية يحاربون من أجل حريتهم من أنبا ء وطنهم .. كارثة لن تشعر مصر بأمان ولا حرية مالم يشعر الناس أن كابوس أمن الدولة الذي توحش منذ عقد التسعينيات في سبيله إلي الزوال ، لا نريد أي جهة في مصر طبيعة عملها حماية أمن الدولة وحماية الأمن القومي وتتخذ منها ستاراً لاقتحام البيوت وكسر الأبواب واقتحام غرف النساء واقتياد المواطنين إلي سجون لايعرفون نهايتها ، الدولة الوحش التي لا تحترم مواطنيها لعنة الله عليها ، وتروح في داهية ، نريد دولة همها حرية مواطنيها ورفاهية مواطنيها وخدمة مواطنيها وقتها ستكون دولة آمنة بأمان مجتمعها . إذا لم تلغ الطوارئ ويفرج عن كافة المعتقلين السياسيين بلا تأخير ، فعلينا أن نقول" انتخابات أوطنه .. هاتوا أصواتنا " وعلي الإصلاح والفكر الجديد الخراب والدمار . [email protected]