كنت قد كتب قبل ذلك قائلاً: أظن من الممكن أن يمتلئ التحرير الجمعة إذا قرر الإخوان النزول، والمطالبة بإقالة النائب العام. ذلك اجتهاد منى، ولا أملك خبرًا، فهل يفعل الإخوان؟ إن فعلوا حققوا ثلاثة: الأول انتصار لحق. الثاني، تنظيم للتحرير، الذى لن يمتلئ الجمعة إلا بهم، وترشيده واحتواؤه. الثالث، مكاسب سياسية. ثم كتبت مطالباً إياهم، فى اليوم الذى تلاه: عقب صدور حكم البراءة لأعوان مبارك الفاسدين فيما يخص موقعة الجمل، طالبت على الفور الإخوان بالنزول الجمعة إلى التحرير وذكرت أسبابي، والآن وأما وقد أصدر الرئيس قرارًا بإقالة النائب العام، فأقول أن الإخوان والإسلاميين أمام خيارين: الأول إصدار بيان بمطالبة بقانون يرسخ استقلال القضاء ويُطهره، وعدم النزول غداً إلى التحرير، ومن ثم ترك الساحة لأقران أبو حامض ليظهر حجمهم الضئيل أمام الشعب. أما الخيار الثاني، فهو النزول إلى التحرير والمطالبة بهذا القانون الذى أسلفته. أميل شخصيًا، إلى الخيار الأول. إلى هنا انتهى ما كتبته مطالبًا به الإخوان، وللأسف الإخوان لم يختاروا الأول ولا الثاني، أى نزلوا ولم ينزلوا، وكان ما كان للأسف. أفضل ما قدمه الإسلاميون والإخوان تحديداً، طوال أيام الثورة والعام ونصف الذى تلاها، أن نزولهم التحرير، كان معناه انضباط التحرير، وانتفاء أى حدث سلبي به، بل وحتى احتواء المترصدين والمستفزين والمستدرجين لهم. * مثلاً، مثلاً لا حصراً، محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، وبذات مضمون البلاغ الذى قُدم بشأنه قبل الثورة، دخل به بعد الثورة السجن!.. * الدعوة الإسلامية من قبل الإخوان والسلفيين فى عهد المخلوع كانت أعظم أثرًا مما هى بعد الثورة، الإخلاص والحماس قبل الثورة عوض ما كان يعترى الجماعتين من نقص فى الإدارة العلمية عمومًا والدعوية والترويجية خصوصًا، فما الذى اعتراهم بعد الثورة، رغم سيولة السبل وتعدد الأدوات المؤثرة وتنوعها، ومنها المنابر؟ * لا حديث عن نهضة قبل الحديث عن أوجه التنمية الممكنة، فإن لم نسعَ لإحداث نقلة نوعية فى كل قطاع من قطاعات حياتنا المصرية الاقتصادية والخدمية والثقافية، والمجتمعية إجمالاً، وبكيفية مبدعة وولادة، فنحن نحلم. الفرق عندي بين الأحلام والأماني من ناحية، وبين الطموحات من الناحية الأخرى، فرقٌ كبير. فالطموح عندي يصدقه سعي، والسعي عندي فكرٌ وحركة، وعند الفكر اختيار، اختيار أولاً للممكن، ورؤية تحمل فى طياتها آليات وأدوات تحققها. نحن لا نستثمر الوقت، نحن نستهلكه فى الأمانى الزائفة وفى الكلام الذى لا يُترجم. * كيف تصنع مجتمعاً اقتصادياً مؤهلاً؟ مَن مِن المسؤولين المبدعين، وضع هذا السؤال على الطاولة، ودعا أقراناً له من المبدعين ليشاركوه الإجابة؟!.. لن يصيبني الإحباط، وانتظرونا قريباً بإذن الله، فى مؤتمر «مصريون بلا حدود». [email protected]