كان السؤال: هتنزل ميدان التحرير يوم 8 يونيو؟ .. فكانت إجابته: طبعا، فسألته طيب نازل ليه؟ فكر قليلا ثم أجاب: علشان حاجات كتير أولها أن جاتلي دعوة على الفيس بوك شكلها جامد ووعدت كل الفريند ليست اللي عندي أننا هنتقابل هناك .. فسألته: طيب أنت عارف الناس دي نازلين ليه؟ فكر ثانية ثم أجاب: طبعا يا عم أنت فاكرني جاهل ولا إيه ده أنا مشترك ييجي في 20 فان بيدج بعرف منهم كل حاجه.. كفاية أني أقولك أني كنت من أول 500 ألف مشترك على صفحة "كلنا خالد سعيد" و من أول 10 آلاف مشترك في صفحة "رصد".. أنا نازل علشان دم الشهيد ميروحش هدر ولأعبر عن اعتراضي على إخلاء سبيل الضباط اللي أديهم ملوثة بدم المتظاهرين وعلشان أقف جنب أخواتي الفقراء من أبناء الشوارع وعلشان أعترض على سياسة حكومة عصام شرف، ثم صمت فجأة وبعدها سألني: أنت مش نازل الميدان ولا إيه؟ فقلت لا، فسألني: إزاي أنت معندكش دم.. ما هو اللي زيك هم اللي كانوا بيخلوا المسئولين يدوسوا علينا بالجزم.. من الآخر أنت شكلك كده من أخوانا البعدا أنت من فلول النظام! فقاطعته قائلا: أنا مش فلول أنا مثلي مثلك نزلت إلى الميدان وكنت معرضا مثلي مثل الشهداء للموت برصاصة أو تحت عجلات سيارات الأمن المركزي أو مختنقا بغاز القنابل المسيلة للدموع، ولكني لن أنزل إلى الميدان لنفس الأسباب التي دفعت بك إلى النزول ولكن رؤيتي للموضوع مختلفة، فأنا لدي بما يكفي من ثقة في القضاء بأنه لن يترك دم الشهداء يسيل هدرا دون محاكمة وأعتقد أننا جميعا نتفق على ذلك، وأخواتي الفقراء من أبناء الشوارع ممكن أساعدهم بشكل أكبر لو منزلتش إلى الميدان على الأقل هبقى ضامن أن ميظهرش ما بينهم حد ويكرر أحداث مسرح البالون، أما عصام شرف فبقدر الكلام الذي قيل عن هذا الرجل سواء عن فشله أو فساده إلا إنني مقتنع تمام الاقتناع بأن هذا الرجل منذ أن تولى زمام أمور الوزارة وهو لا يكل من مشقة المهمة التي أوكلت له أو يمل من الدلع الذي يدلعه لشباب الثورة ونشطاء الفيس بوك أو حتى عابري السبيل فلماذا أعترض على سياسته وإن أعترضت فلابد أن أعترض على هذا الدلع الذي أراه في الكثير من الأحيان مبالغا فيه.. فللأسف ينتابني شعور أن المشكلة أصبحت فينا وليست في المسئولين، المشكلة أصبحت في تفكيرنا المستمر في نظرية المؤامرة لدرجة أننا نصدق أنفسنا أحيانا في أشياء اخترعناها بأنفسنا، ولكن كل ما أستطيع أن أقوله بعدما قرأت عن كثرة الأهداف والمسميات التي تخرج من أجلها مظاهرات الجمعة أن لا أحد أصبح يعرف لها هدف أو أسم، ولذلك فأطلقت عليها جمعة الفخفخينا .. وشكلها كده أن كلنا هنشرب! كريم كمال