أعلن عدد من أطباء القلب، أن ما بين 20 إلى 25% من المصريين أصيبوا بأزمات قلبية حادة، وفقا لعدد الحالات التى تصل إلى المستشفيات، مشيرًا إلى أن هذه النسبة تزيد فى الواقع على ال 25% بسبب الحالات التى لم تصل إلى المستشفيات والمراكز، لفقرهم أو ابتعادهم فى القرى النائية وعدم قدرتهم على اللجوء للمستشفيات. وطالب الأطباء بتفعيل دور الوحدات الصحية فى المدن والمحافظات النائية، كى لا يكون التركيز فى الخدمة الصحية على المدن الكبرى فقط. وقال الدكتور محمد عزيز مدكور، أستاذ أمراض القلب بجامعة الأزهر، خلال مؤتمر إطلاق برنامج لرفع مهارات الأطباء المتخصصين فى مجال القلب، إن الدولة على مدار الفترة الأخيرة، وجهت اهتمامها نحو تنمية مهارات شباب الأطباء فى مختلف المحافظات، حتى لا تتركز الخدمات الطبية فى المدن الرئيسية فقط، حيث يتم تطوير المستشفيات العامة بشكل كبير، لتضم كل التخصصات بداخلها كى يحصل المريض على الخدمات الطبية بشكل مقبول. وقال الدكتور كمال محمود أستاذ أمراض القلب بمعهد القلب بالإسكندرية، إن "تعليم الطب المستمر أمر هام جدًا، لأن المجال الطبي يشهد تطورًا تكنولوجيًا يوميًا، الأمر الذي يوجب على الأطباء أن يتعرفوا على كل ما هو حديث فى مجال التشخيص والعلاج، خاصة بالنسبة لمرضى القلب، والأوعية الدموية والتى تعتبر من أكثر الأمراض الشائعة فى مصر، والتى يعتبر فيها جهاز الموجات فوق الصوتية، من الأجهزة الرئيسية فى اكتشاف المرض، وبناء على نتائجه يتم تحديد المرض وطريقة العلاج. فيما طالب الدكتور أيمن صلاح، أستاذ أمراض القلب بجامعة عين شمس، بالاستمرار فى تقديم الدعم العلمى للأطباء، من خلال المؤتمرات والدورات التدريبية، من أجل متابعته للتقدم العلمى فى التشخيص والعلاج. وقال الدكتور خالد عاطف، رئيس إحدى الشركات الكبرى فى مجال أدوية القلب والأوعية الدموية، إنه يجب على المجتمع أن يشارك الدولة فى النهوض بها، ومساعدتها من خلال الأنشطة الهادفة كتدريب الأطباء على التكنولوجيا الحديثة، من أجل تقديم خدمة طبية أحسن، مؤكدا أن التدريب الذي يشارك فيه عدد من كبار أساتذة أمراض القلب، يتم تدريب الأطباء على أحدث تكنولوجيا الفحص والتشخيص، للعمل على تحسين مهارات الأطباء وتعريفهم بكل ما هو جديد فى مجال أمراض القلب. وأشار إلى أن تدريب أطباء المحافظات البعيدة والنائية يجب أن يكون على قائمة أولويات الدولة، والمجتمع المدنى، لافتا إلى أن مشروع تدريب الأطباء، والذي يستمر طوال عامين، يهتم بتغطية كل محافظات الجمهورية، حتى يستطيعوا اكتشاف المرض بسرعة، لافتا إلى أنه فى القرن الحالى هناك دور على الشركات فى المجتمعات التى تعيش فيها فى إطار المشاركة المجتمعية. بينما قالت الدكتورة عالية عبد الفتاح، أستاذ جراحة القلب بطب قصر العينى، إن التعليم الطبي المستمر، يعتبر من أهم برامج التعاون، ما بين شركات الأدوية والعلماء، لافتة إلى أن اطلاع أطباء القلب على استخدام جهاز الموجات الصوتية، أصبح أمرًا فى غاية الأهمية، لأن كل حالات القلب، لابد أن تمر فى إحدى مراحلها على جهاز فحص القلب بالموجات الصوتية، وهو ما يوجب على الطبيب أن يكون قادرًا على تشغيل الجهاز وقراءة بياناته، خاصة أن الطبيب المعالج يعتمد على تقرير طبيب جهاز الفحص فى اكتشاف الحالة وتقديم العلاج المناسب لها بما يتماشى مع التطور الرهيب فى استخدام الكمبيوتر فى العلاج على المستوى العالمى. وأشارت إلى أن الاهتمام بشباب الأطباء، يعد استثمارًا فى البشر، لأن إعلاء مهاراتهم يعد شراء للمستقبل، فالطبيب الصغير حاليا هو استشارى المستقبل، ومن خلاله يمكن رفع المنظومة الصحية فى مصر لترقي إلى المستويات العالمية. بينما قال الدكتور حسين العرينى، العضو المنتدب لشركة "استرازنيكا"، إن التدريب الذي يحصل عليه الأطباء، يتم تدريسه فى الكلية الأمريكية لأمرض القلب، ويمكن اعتماد نتيجته فى حالة قيام الطبيب بإجراء امتحان على الموقع الإلكترونى الخاص بالكلية. أما عن أهمية توفير الأجهزة فى المستشفيات قال الدكتور أيمن صلاح أستاذ أمراض القلب بجامعة عين شمس إن أغلب المستشفيات الحكومية تضم أجهزة فحص كثيرة، إلا أن المشكلة الأساسية هى فحص المريض لأنه يعتمد على الطبيب، خاصة فى المستشفيات التعليمية والحكومية، والتى تعانى من ابتعاد الأطباء عن التعليم المستمر، مقارنة بالمستشفيات الجامعية التى يتواجد بها كبار الأساتذة. الدكتورة عزة الفقي، أستاذ أمراض القلب بجامعة عين شمس، قالت إن التشخيص المبكر هو اتجاه الطب الحديث ويستلزم توعية المواطنين بمعرفة أعراض أمراضهم، ولابد معه من نشر الوعى بأعراض المرض، من أجل نشر الوعى الصحى، ولن يكون ذلك إلا من خلال تكاتف الأطباء، ووسائل الإعلام، للعمل على نشر الوعى الصحي فى مصر.