كشف عدد من اطباء القلب، ان ما بين 20 الى 25% من المصريين اصيبوا بأزمات قلبية حادة، وفقا لعدد الحالات التى تصل الى المستشفيات، وان هذه النسبة تزيد فى الواقع عن ال25% بسبب الحالات التى لم تصل الى المستشفيات والمراكز، اما لفقرهم او ابتعادهم فى القري النائية وعدم قدرتهم على اللجوء للمستشفيات. وطالب الاطباء بتفعيل دور الوحدات الصحية فى المدن والمحافظات النائية، كى لا يكون التركيز فى الخدمة الصحية على المدن الكبرى فقط، وان تنظر الدولة اليها بعين مختلفة، كما كان الحال فى ستينات القرن الماضي، حيث استطاعت الوحدة الصحية بالتوعية وطرق العلاج من القضاء على العديد من الامراض مثل البلهارسيا والحمى الروماتيزمية. قال الدكتور محمد عزيز مدكور، استاذ امراض القلب بجامعة الازهر، ان الدولة على مدار الفترة الاخيرة، وجهت اهتمامها نحو تنمية مهارات شباب الاطباء فى مختلف المحافظات، حتى لا تتركز الخدمات الطبية فى المدن الرئيسية فقط، حيث يتم تطوير المستشفيات العامة بشكل كبير، لتضم كل التخصصات بداخلها كى يحصل المريض على الخدمات الطبية بشكل مقبول. جاء ذلك اثناء اطلاق برنامج لرفع مهارات الاطباء المتخصصين فى مجال القلب، والذي اطلقته شركة "استرازنيكا"، احدى شركات ادوية القلب"، ويهدف الى تدريب 250 طبيب على احدث تقنيات ووسائل التشخيص لمختلف امراض القلب. قال الدكتور كمال محمود استاذ امراض القلب بمعهد القلب بالاسكندرية، ان "تعليم الطب المستمر امر هام جدا، لأن المجال الطبي يشهد تطورا تكنولوجيا يوميا، الامر الذي يوجب على الاطباء، ان يتعرفوا على كل ما هو حديث فى مجال التشخص والعلاج، خاصة بالنسبة لمرضى القلب، والاوعية الدموية والتى تعتبر من اكثر الامراض الشائعة فى مصر، والتى يعتبر فيها جهاز الموجات فوق الصوتية، من الاجهزة الرئيسية فى اكتشاف المرض، وبناءا على نتائجة يتم تحديد المرض وطريقة العلاج. وطالب الدكتور ايمن صلاح، استاذ امراض القلب بجامعة عين شمس، الاستمرار فى تقديم الدعم العلمى للاطباء، من خلال المؤتمرات والدورات التدريبية، من اجل متابعته للتقدم العلمى فى التشخيص والعلاج. وقال الدكتور خالد عاطف رئيس احدى الشركات الكبري فى مجال ادوية القلب والاوعية الدموية، انه يجب على المجتمع ان يشارك الدولة فى النهوض بها، ومساعدتها من خلال الانشظة الهادفة كتدريب الاطباء على التكنولوجيا الحديثة، من اجل تقديم خدمة طبية احسن، مؤكدا على ان التدريب الذي يشارك فيه عدد من كبار اساتذة امراض القلب، يتم تدريب الاطباء على احدث تكنولوجيا الفحص والتشخيص، للعمل على تحسين مهارات الاطباء وتعريفهم بكل ما هو جديد فى مجال امراض القلب. واشار الى ان تدريب اطباء المحافظات البعيدة والنائية يجب ان يكون على قائمة اولويات الدولة، والمجتمع المدنى، لافتا الى ان مشروع تدريب الاطباء، والذي يستمر طوال عامين، يهتم بتغطية كل محافظات الجمهورية، حتى يستطيعوا اكتشاف المرض بسرعة، لافتا الى انه فى القرن الحالى هناك دور على الشركات فى المجتمعات التى تعيش فيها فى اطار المشاركة المجتمعية. بينما قالت الدكتورة عالية عبد الفتاح استاذ جراحة القلب بطب القصر العينى، ان التعليم الطبي المستمر، يعتبر من اهم برامج التعاون، ما بين شركات الادوية والعلماء، لافتة الى ان اطلاع اطباء القلب على استخدام جهاز الموجات الصوتية، اصبح امرا فى غاية الاهمية، لأن كل حالات القلب، لابد ان تمر فى احدى مراحلها على جهاز فحص القلب بالموجات الصوتية، وهو ما يوجب على الطبيب ان يكون قادرا على تشغيل الجهاز وقراءة بياناته، خاصة ان الطبيب المعالج يعتمد على تقرير طبيب جهاز الفحص فى اكتشاف الحالة وتقديم العلاج المناسب لها، لافتة الى ان برنامج التدريب يعتبر فرصة للاطبا ء فى التعرف على الجديد عالميا، فى ظل التطور الرهيب فى استخدام الكمبيوتر فى العلاج، ويمكنهم من الارتقاء بمستواهم على المستوى العالمى. واشارت الى ان الاهتمام بشباب الاطباء، يعد استثمارا فى البشر، لأن اعلاء مهاراتهم تعد شراء للمستقبل، فالطبيب الصغير حاليا هو استشارى المستقبل، ومن خلاله يمكن رفع المنظومة الصحية فى مصر لترقي الى المستويات العالمية. واشارت الى ان نسبة أزمات القلب الحادة فى الشعب المصري تتفاوت ما بين 20 الى 25% وفقا لما وصل الى المستشفيات، الا ان هناك نسبة اخرى لم تصل الى المستشفيات او المراكز التى تشخصها وتعالجها. بينما قال الدكتور حسين العرينى العضو المنتدب لشركة استرازنيكا ان التدريب الذي يحصل عليه الاطباء، يتم تدريسه فى الكلية الامريكية لأمرض القلب، ويمكن اعتماد نتيجته فى حالة قيام الطبيب باجراء امتحان على الموقع الالكترونى الخاص بالكلية. وردا على سؤال السادة الصحفيين حول دور الحكومة فى النهوض بالطبيب وتدريبه قال الدكتور خالد عاطف ان التدريب يغطى كل المراكز الحيوية فى مصر، وان الدولة عليها جزء من المسؤولية فى توفير التعليم المستمر للاطباء، الا انه على القطاع الخاص توفير مساعدة ودعم للنهوض بشباب الاطباء، لافتا الى ان التدريب يهدف الى 250 طبيب، من كل المحافظات، منها 4 برامج فى المحافظات النائية، مشيرا الى ان العائد الحقيقي هو مساندة المريض المصري من خلال الحصول على العلاج بطريقة صحيحة. اما عن اهمية توفير الاجهزة فى المستشفيات قال الدكتور ايمن صلاح استاذ امراض القلب بجامعة عين شمس ان اغلب المستشفيات الحكومية تضم اجهزة فحص كثيرة، الا ان المشكلة الاساسية هى فحص المريض لانه يعتمد على الطبيب، خاصة فى المستشفيات التعليمية والحكومية، والتى تعانى من ابتعاد الاطباء عن التعليم المستمر، مقارنة بالمستشفيات الجامعية التى يتواجد بها كبار الاساتذة. الدكتورة عزة الفقي استاذ امراض القلب بجامعة عين شمس قالت ان التشخيص المبكر هو اتجاه الطب الحديث ويستلزم توعية المواطنين بمعرفة اعراض امراضهم، ولابد معه من نشر الوعى باعراض المرض، من اجل نشر الوعى الصحى، ولن يكون ذلك الا من خلال تكاتف الاطباء، ووسائل الاعلام، للعمل على نشر الوعى الصحي فى مصر.