اعتبر عدد من القوى والأحزاب الإسلامية أن ما شهده ميدان التحرير – الجمعة، من اشتباكات بين المتظاهرين بالميدان يمثل عودة للخلف ومحاولة من قبل البعض لتشويه الثورة ولا سيما صورة الإسلاميين أملا منهم فى إبعادهم عن الاستحواذ فى انتخابات الشعب القادمة، متوقعين مزيدًا من التصعيد من جانب القوى المدنية لإبعادهم عن المشهد السياسى. وقال عبد المنعم عبد المقصود، محامى جماعة الإخوان إنه واجب على جميع القوى الوطنية أن تعلى مصلحة الوطن على المصالح الشخصية مؤكدا أن الإخوان ليسوا دعاة عنف بل يرفضونه بجميع أشكاله، داعيًا القوى الوطنية إلى التحاور والتفاهم من أجل الاحتفاظ بروح الثورة ومطالبها والتحضير للانتخابات القادمة وإعداد الدستور الجديد بصيغته النهائية. وأضاف عبد المقصود أن الخيار الأول للشعب ومادام الجميع ارتضى بالديمقراطية فعليه الاحتكام للصندوق والانسياق لحكم الشعب وهذه هى الديمقراطية وعليهم أن يقبلوها. وبدوره اعتبر المهندس على عبد الفتاح، القيادى بجماعة الإخوان أن بعض الفلول وأنصارهم أرادوا أن يحولوا الأحداث إلى معركة من خلال حدث إقالة النائب العام، مشيرًا إلى أن التساؤل الآن أن هناك عددًا من القوى كان يطالب بإقالته وتطهير القضاء وعندما حدثت الإقالة تغيرت مواقفهم إلى النقيض تمامًا. وأشار إلى أن هناك مَن يخشى إقالة النائب العام لأنه يعرف أن هناك أدلة تدينه وأن الإقالات ستطول البعض، لاسيما أن هناك اتهامات للنائب العام بإخفاء عدد من الأدلة والاتهامات تخص أشخاصًا بعينهم. وأكد عبد الفتاح أن الإخوان مع القوى الوطنية الشريفة ومع مطالب الثورة التى خرجت لتطهير البلاد من الفساد والانتقام ممن أفسدوا الحياة السياسية وقتلة الثوار والعمل من أجل بناء دولة ديمقراطية دستورية حديثة. وفى نفس السياق، قال الدكتور ياسر عبد التواب، مسئول اللجنة الإعلامية بحزب النور، إن الحزب يرفض العنف بجميع أشكاله منددًا بما حصل من أحداث مبديًا اعتقاده أنه هناك أطراف تعمل على إشعال فتيل الأزمة. وانتقد عبد التواب موقف القوى المدنية المشاركة فى جمعة "كشف الحساب" موضحًا أن هناك جانباً من تصيد الأخطاء للرئيس واستغلال فرصة المائة يوم مؤكدًا أن ذلك لن يخدم سوى الثورة المضادة. وقالت الجبهة السلفية إن ما حدث أمس فى ميدان التحرير جزء من مخطط لمجموعات لا تنظر إلا إلى مصالحها الخاصة حتى ولو أدى ذلك إلى حرق البلد كله وتشويه صورة الثورة والثوار. وأكد الدكتور هشام كمال، رئيس اللجنة الإعلامية للجبهة السلفية، أنه على يقين تام أن هناك أشياءً مدبرة للتربص بالتيار الإسلامى بوجهه العام وليس جماعة الإخوان المسلمين فقط، معتبرًا أن الحديث فى مظاهرات الأمس عن محاكمة الرئيس مرسى وإسقاط النظام لعدم تحقيقه جميع ما قاله عن خطة المائة يوم كلام فارغ. وأبدى توقعه أن يستمر تصعيد القوى الليبرالية والمدنية ضد الإسلاميين متهمًا إياهم باستغلال جميع المناسبات واختلاق أخرى لتحويل المسار لصالح أهدافهم أملا منهم فى إزاحة التيار الإسلامى وإبعاده عن المشهد السياسى. فيما أعلن حزب الوسط أنه ينأى بنفسه وبشبابه أن يكون طرفاً فى صراع مفتعل ومصنوع بين أبناء الوطن الواحد، مؤكدًا مواصلته مواجهة رموز وفلول النظام السابق الذين لم يكلوا ولم يملوا ولم يرتدعوا حتى الآن، وغرتهم المظاهر السلمية والإجراءات القانونية وما فيها من ثغرات للنفاذ إلى وحدة الصف الوطنى. واعتبر الحزب فى بيان له أنه لا يمكن فصل أحكام البراءة الصادرة بحق المتهمين فى قضية موقعة الجمل، عما يحدث من إراقة دماء اليوم بميدان التحرير.