أكد الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الاوقاف ضرورة التعريف بالنماذج المضيئة من علماء الاسلام الذين قدموا العطاء الاسلامى وتحملوا مسئوليتهم الكبيرة فى النهوض بالفكر الاسلامى وإبراز عطائه المشرف وتفانوا فى خدمة قضاياه ونذروا فكرهم وعلمهم وحياتهم من أجل الدفاع عن قيمه ومبادئه. وقال الدكتور زقزوق إن الأجيال الجديدة هى الأخرى فى أمس الحاجة فى ظل التحديات الثقافية والفكرية المعاصرة للتعرف على القمم الاسلامية البارزة التى قدمت الصفحات المشرفة فى تراثنا الاسلامى وذلك للتأسى بفكرهم وكفاحهم وجهودهم العظيمة فى خدمة الاسلام والمسلمين والسير على طريقهم لاستكمال رؤاهم الاصلاحية ومشروعاتهم الحضارية. جاء ذلك خلال الاحتفال الذى أقامته وزارة الاوقاف أمس الثلاثاء بمناسبة الذكرى المئوية لمولد المفكر الاسلامى الراحل الدكتور محمد البهى والذى أقيم بمسجد النور بالعباسية وذلك فى إطار برنامج الموسم الثقافى للمجلس الاعلى للشئون الاسلامية وحضره الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية وعدد كبير من أساتذة جامعة الازهر وعدد كبير من الدعاة وجمهور كبير. وأشار الدكتور زقزوق إلى أن التاريخ المصرى المعاصر حافل بالكثير من الرموز الفكرية التى أثرت مسيرة النهضة الاسلامية المعاصرة والذين يمثلون أعمدة راسخة للبناء الحضارى وعلى رأسهم الامام محمد عبده والدكتور محمد البهى اللذين تحتفل مصر هذا العام بمئويتهما بعد مرور مائة عام على وفاة الأول ومائة عام على ميلاد الثانى. تم خلال اللقاء عرض فيلم تسجيلى عن حياة الدكتور محمد البهى يمثل مسيرته الفكرية والعلمية ودوره البارز فى خدمة العلم والعلماء. وقال الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف إن الدكتورالبهى يمثل نموذجا رائعا لرواد الاستنارة الفكرية وصاحب بصمات واضحة فى مسيرة الدعوة الاسلامية, ولعب دورا كبيرا فى إعداد أجيال واعية مستنيرة قادرة على فهم رسالة الاسلامية بالاضافة إلى مؤلفاته الهامة التى تعد علامات بارزة فى الفكر الاسلامى. وأضاف أنه كان له الفضل الاكبر فى إنشاء معهد اللغات الاجنبية بجامعة الازهر وإرسال الكثير من الازهريين فى بعثات دراسية إلى أوروبا للتعرف على الحضارة الغربية والاستفادة من إجازاتها العلمية وذلك إيمانا منه بأهمية الانفتاح على الثقافات الاخرى والاحتكاك بها لخدمة المجتمعات الاسلامية. ولفت زقزوق إلى أن الدكتورالبهى لعب دورا بارزا فى تطوير جامعة الأزهر وإنشاء كليات جديدة لدراسة العلوم الانسانية والعملية والنظرية إلى جوار الكليات الدينية..كما أنه يعد أحد رواد دعاة التجديد فى الفكر الاسلامى ومن جانبه .. قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية أن الدكتور البهى يقف فى طليعة المفكرين العظام الذين دافعوا عن القيم الاسلامية الاصيلة وتصدوا بفكرهم للكثير من الدعاوى المغرضة التى تتنافى مع مبادىء الاسلام..كما أنه يعد سندا للاسلام وأحد حماة المجتمع من السقوط فى صراع الايديولوجيات المختلفة. وبدوره .. إستعرض الدكتور محمد عبد الغنى شامة الاستاذ بجامعة الازهر وأحد تلامذة الدكتور البهى الكثير من المواقف النبيلة فكريا وأخلاقيا والتى أكدت أصالته وعكست التطبيق الامثل لجوهر الاسلام فى حياته ومعاركة الفكرية فى سبيل إعلاء شأن الاسلام.