فى عام 2008 كنت أحد المسئولين فى فريق إعداد برنامج 90 دقيقة بقناة المحور.. وفى إحدى الحلقات وبمناسبة الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر استضفنا السيدة جيهان السادات حرم الرئيس الراحل أنور السادات .. وفى أحد الفواصل الإعلانية بالبرنامج جلست لدقائق مع الصديق والإعلامى المتميز معتز الدمرداش مقدم البرنامج وقتها والسيدة جيهان ..وفى سياق الكلام قلت لها: لماذا لا تتكلمين بحرية وتكشفين الحقائق والأسرار التى حدثت خلال عهد الرئيس الراحل سواء ما يتعلق بحرب أكتوبر أو أسرار اغتياله.. وقلت لها إن الوقت مناسب لكشف هذه الأسرار فردت قائلة: اللى عندى واللى عرفاه كثير .. لكن أخشى لو اتكلمت يخرجونى أنا وأولادى من البلد وأنا عايزة أعيش باقى أيامى فى مصر !! أقول هذه الكلمات بمناسبة الاحتفال هذه الأيام بذكرى انتصارات أكتوبر.. وبعد أيام من قرار الرئيس محمد مرسى بمنح اسم الرئيس السادات قلادة النيل العظمى ووسام نجمة الشرف هو والفريق سعد الشاذلى.. وهو قرار موفق تأخر كثيراً وأعاد الحق لأصحابه العظماء الذين صنعوا انتصارات أكتوبر . و قد استوقفتى الكلمة التى قالتها السيدة جيهان للرئيس مرسى أثناء زيارته لقبر الرئيس الراحل يوم السبت الماضى أنه لا يصح إلا الصحيح . وبمناسبة هذه الكلمة أسأل السيدة جيهان - وهى بالمناسبة شخصية متواضعة ومثقفة وتتمع بشخصية تجبر كل من يجلس معها على الاستماع إليها بإنصات تام: ألم يحن الوقت حتى الآن وبعد قيام ثورة 25 يناير التى أطاحت بنظام مبارك لأن تتكلمى وتكشفى الأسرار التى قمتى بإخفائها لمدة ثلاثين عاماً ؟ وما الذى تخشين منه الآن بعد زوال هذا النظام الذى دمر مصر وحياة المصريين؟ .. وماذا تنتظرين بعد زوال شبح الإبعاد الذى طاردك أنت وأبنائك إذا تكلمتى؟ وأتصور أن الشىء الذى يؤدى إلى إبعادك عن مصر – كما قلتى - ليس هيناً وليس بالشىء العادى ولكنها أسرار خطيرة ولا يعلمها أحد؟ ولذلك أرى أن الوقت أصبح مناسباً جداً الآن لكشف الحقائق لله أولاً ثم لمصر وتاريخها الذى يجب أن يكتب بصورة صحيحة بعيداً عن الحسابات السياسية والمجاملات الشخصية . ومن بين التساؤلات التى أتمنى أن تجيب عليها السيدة جيهان: هل كان للرئيس المخلوع حسنى مبارك دور فى جريمة اغتيال الرئيس السادات لاسيما أن السادات مات وفى حقيبته قرار بإقالة مبارك من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية – وفقاً لما أكدته رقية ابنة السادات فى تصريحات لها ؟ وهل صحيح أن مبارك كان فى زيارة سرية لأمريكا وعاد منها قبل اغتيال السادات بأقل من 24 ساعة فقط ولم يقدم أية تقارير أو معلومات للسادات عقب عودته حول ما دار فى هذه الزيارة ؟. إنا لا نريد إضافة تهمة جديدة للرئيس المخلوع مبارك ولكن هدفنا معرفة الحقيقة قبل فوات الآوان خاصة أن معظم من كانوا شهود عيان على تلك الأحداث أصبحوا كباراً فى السن وربما لا يمهلهم القدر – أطال الله أعمارهم – لكشف الحقائق .