حرب اقتصادية شرسة تشن على النظام الجديد لإجباره على رفع الراية البيضاء. هل سيرفعها الرئيس مرسى معلنا ندمه على رئاسة مصر؟!.. أظن أنه مصمم على استكمال المسيرة للنهاية مهما كان الثمن الذى سيدفعه، وأظن أن مخططى هذه الحرب ومنفذيها سييأسون من تلقاء أنفسهم ويرفعون هم الراية البيضاء. رغم الأقاويل اليائسة من الذين يحاربونه – ساسة وإعلاما ونشطاء – عن المشهد الجماهيرى الهائل فى استاد القاهرة يوم السادس من أكتوبر، وأنهم مجرد أعضاء فى حزب الحرية والعدالة، إلا أن الواقع أكد بأن الرجل يحظى بشعبية ممتازة، فقد انقطعت عنا الخطابات الشعبية منذ منتصف عهد السادات، وآخر سيارة رئيس مكشوفة رأيتها، حين جاء الرئيس السادات مع شاه إيران إلى مدينة الأقصر، وكنت أيامها تلميذا صغيرا حيث وقف طلبة المدارس على جانبى شارع الكورنيش. ليكونوا أعضاء فى حزب الحرية والعدالة، فهل هؤلاء هبطوا من المريخ أم أنهم جزء من الشعب المصري؟!.. وإذا كان الحزب يستطيع أن يقوم بذلك الحشد الذى يماثل حشد حزب العدالة والتنمية التركى فى مؤتمره الأخير، فهو إذن حزب له قواعد شعبية منظمة ويستطيع النزول إلى الشارع فى الوقت المناسب لمنع المؤامرات التى تحاك ضد رئيس الجمهورية. بالمناسبة لست عضوا فى حزب الحرية والعدالة ولن أكون عضوا فى أى حزب، ولست منتميا لجماعة الإخوان ولن أنتمى لأى جماعة أو فصيل سياسي، فقد عشت وسأعيش حياتى مستقلا. لا يجوز للصحفى أن يكون حزبيا أو فى جماعة سياسية أو دينية حتى يحافظ على آرائه الموضوعية والمحايدة. الإضرابات التى تشل قطاعات عديدة تمثل أهم تروس الحرب الناعمة التى تخطط لإسقاط مرسي. فهم يدرون أن الدولة ليس عندها ما تعطيه. يكفيها الدعم الذى يشل مقدرات أى دولة غنية وليست فقيرة كمصر، والسرقات التى تلتهم السلع المدعومة والتى تحدث عنها مرسى بمكاشفة واضحة وصريحة. الراية البيضاء أن تجازف الحكومة وتدفع مرتبات المضربين عن طريق طبع المزيد من الورق النقدي، لكن الكارثة ستلتهم الاقتصاد كله، وحينها لن تزيد قيمة الورق النقدى عن ورق الصحف المرتجعة التى تلف فيها ساندوتشات الطعمية! دعنى أستلهم خطة المآذن العالية لعبور قناة السويس التى وضعها الفريق سعد الدين الشاذلى عليه رحمة الله، فلتعبر الحكومة الإضرابات الحالية بنفس الخطة، تفكك قاذفات النابالم التى على الجانب الآخر بقدر كبير من التجاهل. تقول لهم كما تقول أى شركة قطاع خاص: هذا ما عندنا فمن يجد أفضل منه فليذهب! لن يموت شعب مصر إذا استمر إضراب الأطباء. لن يتوقف أى عمل إذا أضرب عماله أو موظفوه. شعب مصر يزيد عن 90 مليون نسمة، ربما الربع عاطلون وقابلون للتأهيل فى الوظائف المعطلة بسبب إضراب المنتسبين لها. لتجبرهم الحكومة بالتجاهل على أن يرفعوا هم الراية البيضاء.. [email protected]