" فارق كبير بين الهدم والقدح المسمى نقداً وبين النقد البناء الذى فيه خطوات للأمام وتصحيح للمسار ومرآة لا بد من النظر فيها لنرى الصواب من الخطأ ومواطن الخلل من غيرها "تذكرت هذه الكلمات وأنا أتابع أحد مقالاتى على الشبكة المسمى بالعنكبوتية وما وصلت إليه من نشر فى الآفاق .. والتعليقات التى كتبت عليه .. فسعدت بما رأيت غير أنى وجدت أحد هذه التعليقات كان فى غاية القسوة .. فقد أخذ صاحبه فى الاتهامات التى لا أعلم من أين أتى بها .. لم يكون نقداً يعطى فكرة جديدة .. أو إشارة إلى عيب ما .. أو دفعة لخطوة للأمام .. لكن الأمر خرج عن هذا كله إلى اتهامات وتخوين وغير ذلك من أمور لا يسعد المرء بذكرها .. إن الرجل رأى أن رأيه يستحق أن يقال فأخذ فى النقد البناء .. ولكن قبل أن يتكلم لابد أن يعرف من حقه أن يتكلم أم لا :- ( أمنزلًا أنزلكه الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ ) .. فأذن له النبى صلى الله عليه وسلم بالكلام قائلاً :- ( بل هو الرأى والحرب والمكيدة ) .. فكان الخبر الذى نعرفه جميعاً .. من قوله :- يا رسول الله، إن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتى أدنى ماء من القوم - قريش - فننزله ونغوّر - أى نُخَرِّب - ما وراءه من القُلُب، ثم نبنى عليه حوضاً، فنملأه ماء، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( لقد أشرت بالرأى ) فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجيش حتى أتى أقرب ماء من العدو، فنزل عليه شطر الليل، ثم صنعوا الحياض وغوروا ما عداها من القلب .. إنه الحُبَاب بن المنذر الخبير العسكرى المعروف . ويقول صاحب كتاب القرار فى يديك الدكتور ياسر بكار :- ( يجب على الإنسان الواعى أن يواجه ذاته دائماً بأخطائها لكى يهذبها، ويصحح مسارها، ويزيل الغرور الناجم عن الاعتداد والادعاء بأن المرء لا يخطئ، والمكابر دائماً لا يرجى صلاحه . لذلك من الجيد أن نسجل أخطاءنا ونقرأها من وقت لآخر فنرى ماهو الصحيح منها وما هو يحتاج للتصحيح كذلك نطلب من الآخرين رأيهم ونطلب النقد البناء ). وإليك كلمات رائعة قرأتها عن النقد وأهميته للأستاذ مبارك عامر بقنه:- ( النقد الإيجابى عملة نادرة، فقد يستغرق الإنسان عمراً طويلاً وزمناً مديداً كى يجد شخصاً يقدم له نقداً إيجابياً بناء .. وليس النقد الإيجابى هو الثناء والمديح والتزكية ولكنه بذل جهد لوصف العمل وذكر سلبياته وإيجابياته بوجه منضبط .. فهو الذى يدفع المركبة إلى الأمام ويعطى الإنسان قدرة على الإنتاج والتطور ) . الشيخ محمود القلعاوى عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين