كشف أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأسبق، عن تفاصيل «الاتفاق السري» الذي عقدته الولاياتالمتحدة مع إسرائيل لضمان التستر على قدراتها النووية. وأشار خلال مقابلة تلفزيونية ببرنامج «على مسئوليتي» مع الإعلامي أحمد موسى، إلى أن «الاتفاق يقول لإسرائيل: تتعهدي بأنك لن تتحدثي يومًا ما، ولو بعد ألف عام، عن قدراتك النووية، وأنا أمريكا سوف أصمت عنك». وأكد أن الولاياتالمتحدة كانت «تكذب علينا»، لافتا إلى حضوره مناقشات مع مسئولين أمريكيين في القاهرة وواشنطن كانوا «يحثون مصر على التصديق على معاهدة منع الانتشار النووي، مقابل أنهم سيضغطون على إسرائيل للتوقيع والتصديق عليها، ولكن مصر لم تصدق». وتابع حديثه: «نحن لم نوقع اتفاقية الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، ولم نصدق على معاهدة منع الانتشار النووي، ولكن نحن لا نحتاجها من الأساس، ولا ينبغي أن نفكر أصلا في ردع نووي، لأن مساوئه أكبر بكثير». وأرجع عدم فتح ملف السلاح النووي الإسرائيلي إلى الحماية الأمريكية المطلقة، قائلا: «إسرائيل محمية من القطب العسكري السياسي المهيمن الذي انفرد بالعالم لثلاثين عامًا» منذ تفكك الاتحاد السوفيتي 1990. وأضاف أن الخارجية المصرية اجتهدت كثيرًا على مدار عقود للدفع نحو شرق أوسط منزوع السلاح، مؤكدا أن سيناريو خضوع إسرائيل للتفتيش النووي «وارد جدًا»، وذلك في حالة نجاح إيران في امتلاك قدرة نووية عسكرية، عن طريق المخادعة والمراوغة. وأوضح أن القوى الإقليمية الأخرى مثل الدول العربية وتركيا ستشعر في هذه الحالة بتهديد وجودي سيخلق ضغطا يفرض على الولاياتالمتحدة في النهاية مراجعة موقفها والتوجه إلى إسرائيل لحل هذه المسائل، لا سيما وأن إسرائيل نفسها لم تستطع استخدام سلاحها النووي في حرب 1973.