تعتبر المأساة التي تعيشها الآن إيطاليا هي أسوأ أزمة في تاريخها الحديث، ولا يعتبر هناك أسوأ من أن يجبر المرء على فراق أحبائه دون أن يتمكن من وداعهم وهذا هو حال مرضى فيروس" كورونا" في إيطاليا. ووثقت الطبيبة الإيطالية، فرانشيسكا كورتيلارو، في تصريحاتها لصحيفة "الجورنالي" هذه اللحظات الحزينة التي واجهتها مع مرضى يوشكون على فراق الحياة وهم يتوسلون إليها أن يودعون أحباءهم قبل الرحيل، ولأنها إنسانة قبل أن تكون طبيبة تستجيب وتجري هذه المكالمة الأخيرة حتى ترقد أجسادهم مطمئنة بعد هذه المكالمات التي لا تتجاوز مدتها دقائق بسيطة. وتقول الطبيبة: "الأمر المؤلم هو مشاهدة المرضى يحتضرون أمامك وأن تستمع إليهم وهم يتوسلون إليك حتى يقولوا وداعًا لأحبائهم، لافتة إلى أنها بذلك قصارى جهدها لمساعدة امرأة مسنة كانت حالتها حرجة حين طلبت منها أن تهاتف حفيدتها لتقول لها وداعا، ورحلت الجدة بعد قليل، مضيفة أن هذا السيناريو تكرر معها كثيرا وساعدت الكثيرين من المرضي لإجراء مكالمات مع أحبتهم. جدير بالذكر أن حالات الوفاة تجاوزت 5 آلاف ضحية فيما تجاوزت حالات الإصابة 53 ألف في إيطاليا.