أبدت قوى إسلامية تحفظها على تدشين تحالف إسلامى موسع لخوض انتخابات مجلس الشعب، مشيرة إلى تفضيل خوض التيارات الإسلامية لهذه الانتخابات المفصلية فى قوائم مستقلة حتى لا تدفع جميع القوى الإسلامية ثمنًا لأخطاء فصيل إسلامى معين، فى إشارة غير مباشرة إلى جماعة "الإخوان المسلمين". وأكد حزب "النور" و"الجماعة الإسلامية"، أن الاتجاه الغالب داخلها حتى الآن هو خوض الانتخابات القادمة وفق قوائم مستقلة بها، مع إمكانية قيامها بترشيح شخصيات لا تنتمى إليها على قوائمها، على الرغم من تأكيدات إمكانية وجود نوع من التنسيق بين هذه القوى إذا شعرت بخطورة التحالفات الليبرالية والعلمانية الجارى تدشينها حاليًا على احتفاظ القوى الإسلامية بأغلبيتها. وكشف المهندس أشرف ثابت عضو الهيئة العليا لحزب النور وكيل البرلمان السابق، أن الاتجاه الغالب داخل حزب النور هو عدم التحالف مع أى قوى سياسية إسلامية كانت أم وطنية، مشيراً إلى أن حزب "النور" سيخوض انتخابات مجلس الشعب على جميع المقاعد وبقوائم مستقلة، لافتًا إلى أننا لا نرى أى منطقية حاليًا للتحالف الانتخابى مع أى من القوى القائمة. ورحب ثابت بوجود نوع من التحالف السياسى مع القوى الإسلامية فى ظل قرب المنطلقات والرؤى فيما بينها، لافتًا إلى أن حزب النور سيستفيد من التجربة السابقة من حيث انتقاء نوابه، نافيًا ما تردد عن وجود خلافات داخل حزب النور حول إمكانية التحالف مع جماعة الإخوان خلال الانتخابات البرلمانية. وشاطره القول المهندس عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، مشيرًا إلى وجود إجماع داخل الجماعة بخوض الانتخابات بقوائم خاصة بالجماعة وبشخصيات مقربة منها لا تنتمى لها، حرصًا على وجود نوع من التنوع لا يحصر الاختيار فى قائمة واحدة. وتابع: "ربما لا يرضى الناخب مثلاً عن قائمة الإخوان فيفضل قائمة النور أو البناء والتنمية أو العكس، وبالتالى لا يجب أن نفرض عليه قائمة موحدة قد تدفعه إلى دعم القوى الليبرالية، رغم أن عبد الماجد يشير إلى أن التحالفات الليبرالية القائمة تحمل أسباب الفرقة أكثر من الاجتماع، ولن تشكل أى خطورة على القوائم الإسلامية". وأوضح أن الجماعة الإسلامية عانت من إجحاف وغبن خلال الانتخابات البرلمانية الماضية، وهو ما حاول تجاوزه خلال الانتخابات القادمة بشكل يعكس وزن الجماعة وتضحياتها طوال الثلاثين عامًا الماضية، مشيرًا إلى إمكانية الانخراط فى تحالف بين القوى الإسلامية إذا شعرت بخطورة القوى الليبرالية على مسعى الإسلاميين للحفاظ على أغلبيتهم. ويأتى هذا فى الوقت الذى ترددت أنباء عن دخول شخصيات إخوانية على خط الوساطة بين الفرقاء داخل حزب النور، وذلك لتسوية الخلافات بين طرفى النزاع داخل الحزب السلفى كمقدمة لإقناعه بالانخراط فى تحالف انتخابى لمواجهة التحالفات الليبرالية الجارى تدشينها. فيما رجح المهندس على عبد الفتاح مسئول ملف التنسيق مع التيار السلفى، استئناف المشاورات مع حزب "النور" لتدشين تحالف انتخابى معه، مشددًا على أن يد الجماعة مفتوحة لجميع القوى الإسلامية والوطنية بما فيها "النور"، فى ظل وجود صعوبات شديدة أمام عودة البرلمان مجددًا.